الرئيسية | أقلام حرة | وثيقة المطالبة بالاستقلال : الذكرى والدلالات

وثيقة المطالبة بالاستقلال : الذكرى والدلالات

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
وثيقة المطالبة بالاستقلال : الذكرى والدلالات
 

تقديم : 

وثيقة 11 يناير1944   ، حدث تاريخي بارز وراسخ في نفوس المغاربة جيلا عن جيل احتفاء واحتفالا برجالا  الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير وتمجد للبطولات العظيمة التي صنعها أبناء الوطن في سياقات تاريخية وطنية ودولية مشحونة بأحدات ونضالات  وبطولات ؛ وهي بطولات بروح وطنية عالية وهمة مدنية ورسمية غالية مفعمة بإيمان قوي وعميق في حب الأوطان والسلطان  وإعزازه وإكرامه بالدفاع عن حريته  وأمنه واستقلاله وتنميته وحماية مقدساته وثوابته الدينية منها والوطنية بقيادة الملك المجاهد محمد الخامس طيب الله ثراه .

فإلى بعض التفصيل إذن من خلال عناوين هذه المحاور  :

أولا : قراءة وثيقة المطالبة بالاستقلال : تتشكل  الوثيقة من العناصر التالية :

1 - العنوان : وثيقة 11 يناير1944                           

2 - عرض القضية : بما يلزم من تأصيل  وتفصيل  مستند على واقع التاريخ والعمل السياسي المغربي  واللحمة الاجتماعية والأواصر الوطنية بين المكونات الاجتماعية للمغرب .

3 - قرارات : وهي أربع قرارات ، يؤطرها عنوانان بارزان هما :

- السياسة العامة :  وتحت هذا العنوان تندرج ثلاث قرارات وهي : استقلال المغرب ووحدة ترابه والاعتراف بهذا الاستقلال ، وكذا طلب الموافقة على وثيقة الأطلنتي والمشاركة في مؤتمر الصلح.

كل ذلك تحت رعاية السلطان سيدي محمد بن يوسف وبتنسيق تام بين جلالته وقادة رجال الحركة الوطنية المؤطرين للشعب المغربي .

- السياسة الداخلية : تحت هذا العنوان نجد القرار الرابع وهو : الرعاية الملكية لحركة الإصلاح التي يعرفها المغرب .

4 - التوقيع :

والوثيقة كتبت بخط مغربي  جميل ، وهو خط المصاحف المغربية وخط الظهائر الشريفة وخط الخطب الملكية السامية ؛ وهي من أقوى النصوص السياسية التي أنتجتها المدرسة السياسية المغربية .

إن  وثيقة المطالبة بالاستقلال  ، تعبر بحق عن الأصالة المغربية في التقاليد المرعية في العمل الوطني   والسياسي .

ثانيا : مراحل تاريخ تطور المغرب المعاصر:

علاقة بالوثيقة موضوع الدراسة والتحليل ، يمكن القول إن المغرب المعاصر مر بثلاثة مراحل  ؛ كل مرحلة مليئة بإنجازات سجلتها الذاكرة  التاريخية المغربية بمداد الفخر والاعتزاز وهي : التحرير والبناء والتنمية .

المرحلة الأولى  : مرحلة التحرير في زمن  التغرير للحصول على الاستقلال ومواجهة الاستغلال وتأسيس نظام حكم  ديموقراطي مع إنشاء مؤسسات الدولة  مع جلالة الملك محمد الخامس .

المرحلة الثانية  : مرحلة البناء واستكمال الوحدة الترابية وتكريس دولة الحق والقانون  وتأسيس معالم كبرى للعمران والتنمية مع جلالة الملك الحسن الثاني .

المرحلة الثالثة  : مرحلة التحديث والعصرنة وتطوير الدولة مؤسساتيا واقتصاديا واجتماعيا مع تفعيل الديبلوماسية  السلمية وتنويع الشراكات  وبناء نموذج تنموي  مغربي فريد بفضل الابتكارات المولوية المتواصلة بما يعود على النفع العميم على الوطن مع جلالة الملك محمد السادس 

ثالثا : دلالات  الذكرى: 

 لذكرى  وثيقة المطالبة بالاستقلال دلالات كثيرة نذكر منها : 

1- الدلالة السياسية ؛ ذلك أنها محطة مشرقة من الكفاح الوطني الدبلوماسي وسيادة الدولة بقيادة الملك الراحل والمجاهد الباسل محمد الخامس  كما تعبر عن تحقيق السيادة الوطنية والوحدة الترابية للمملكة المغربية .

2- الدلالة التاريخية: حدث نؤرخ به لفترة  التلاحم بين العرش والشعب في أجلِّ صور وهو  حدث تاريخي يدرَّس في المؤسسات التعليمية المغربية : المدرسية منها والجامعية  وكذا مؤسسات التعليم العتيق  بجميع مستوياته ويصادف حلول الذكرى عطلة مدرسية وإدارية .

3- الدلالة الوطنية : أبرز مظهر  لحب الوطن والسلطان وهو حب  يسري في الوجدان والكيان  عبر التاريخ  الوطني للمغرب  نتج عن الذكرى  عيد الاستقلال المجيد الذي يصادف يوم 18 نونبر من كل عام   بعد كفاح وطني خلف لنا مناسبات وطنية غالية في مقدمتها  ثورة الملك والشعب التي تحل علينا كل 20 من شهر غشت من كل عام .

4- الدلالة التربوية:  تذكير الناشئة والشباب بالأمجاد السالفة  من صنيع الآباء والأجداد بقياد عاهل البلاد الملك المفدى السلطان محمد الخامس .

من خلال  مثل هذه المبادرات التي ترعاها المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير  في شخص مندوبياتها الجهوية والإقليمية وكذا فضا ء ات  الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير عبر  التراب الوطني  ؛ كما تقوم بذلك  المؤسسات التعليمية والعلمية من خلال  عروض وندوات ولقاءات  ودروس علمية وأنشطة  فنية  ، وكذا ما يقوم به المجتمع المدني للتربية على المواطنة وحب الوطن  عملا بما رسمته المؤسسات الدستورية من معالم  الاحتفال  بالأيام  المجيدة  والأعياد الوطنية والذكريات التاريخية ،نكون أمام مدرسة مغربية نتعلم منها دروسا في الوطنية  ، كل ذلك في ربط للماضي بالحاضر من أجل المستقبل .

وهنا لا بد من الإشادة بالمجهودات المبذولة ، مما تحصل به الفائدة بناء على الشراكات والتنسيق الذي يؤطر الحدث الوطني في علاقته بالروح الدينية من خلال أعمال منتظمة بين المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير  ومن يمثلها محليا (فضاءات الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير) وإقليميا (المندوبيات الإقليمية لقدماء المقومين وأعضاء جيش التحرير) وجهويا (المندوبيات الجهوية لقدماء المقومين وأعضاء جيش التحرير) وبين المجالس العلمية المحلية من رعاية تفاعل الخطاب الديني والوطني بما يليق بالاحتفالات المناسبتية والموضوعاتية بالأحداث التاريخية والسياسية الوطنية ، فالأمة بأمجادها وتاريخها وبطولاتها  وذكرياتها المرعية من لدن مؤسساتها  الساهرة على تنمية البلاد المادية والمعنوية والروحية.

ختاما :

يبقى  هذا اليوم مناسبة متجددة لتذكير الجيل الصاعد والناشئ بما بذله العرش العلوي المجيد وقدمه الآباء والأجداد رجالا ونساء من تضحيات جسام لينعم المغرب والمغاربة بالحرية والاستقلال ، من أجل تنمية مستدامة .

ورحم الله شهداء الوطن : شهداء الحرية والاستقلال في مقدمتهم  ؛ بطل الحرية والاستقلا ل ، المغفورَ له محمدًا الخامس  محررَ البلاد ووارث سره المغفورَ له  الحسن الثاني  باني الدولة ومبدعَ المسيرة الخضراء ومدَّ اللهم في عمر جلالة الملك محمد السادس لكسب رهانات التحديث والعصرنة من خلال الإصلاحات المجالية التي يقودها جلالته  من أجل التقدم  والازدهار والنهوض  بالتنمية البشرية في جيلها الجديد  بروح وطنية ودينية ، فاللهم احفظ المغرب ملكا وشعبا من كل سوء .

آمين  آمين  والحمد لله رب العالمين  والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

 

 

مجموع المشاهدات: 39862 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة