الرئيسية | أقلام حرة | متخبطو الداخل الإسلامي4: ناظمهم العداء لـ"الإسلاميين"

متخبطو الداخل الإسلامي4: ناظمهم العداء لـ"الإسلاميين"

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
متخبطو الداخل الإسلامي4: ناظمهم العداء لـ"الإسلاميين"
 

تابع..

الأجزاء الثلاثة السابقة كانت متعلقة بعلاقة الدين بالمنطق، وموقف العقلانيين من الدين، ونظرتهم إليه.. والكلام كان حول الدين من حيث المبدأ، من جهة، والمنطق العقلاني المجرد، "المعولم"، من جهة ثانية. وأوردنا أن المفهومين(الدين، والمنطق العقلاني المجرد) لا يتواءمان..

والحق أن المسألة، بهذا التحديد، تتضمن نوعا أو نسبة من الانسجام و"المنطق"، ما دام رفض الدين هو من حيث المبدأ من طرف من لا يعتمدون إلا الكائن الحسي أو العامل المنطقي، ويرون كل ما وراء ذلك مجرد ترهات وخزعبلات وخرافات وأساطير(وإن كان "يجرح" منطقّهم اعتمادُ القيم المعنوية غير الدينية، كما سبقت الإشارة إلى ذلك)... لا غرو إذن..

أما باقي الأجزاء(حوالي تسعة(9))، فسنخصصها لفئة من الناس ابتلينا بهم بين ظهرانينا(في كل الكنطونات المعربة، وطبعا للارتباط القطري الحتمي النصيب الأوفر في الإشارة والاستشهاد والتحليل). ناس نزلوا منزلة بين المنزلتين، لا هم امتلكوا جرأة وانسجام المناطقة والعقلانيين ليرفضوا الدين كما رفضه قدواتُهم ممن سبقهم، ولا هم أخلصوا في ما يدّعون أنهم يؤمنون.. فأوصلهم انجرافهم التقليداني غير المؤسس إلى تخبط مخز. فصاروا لا يصْدقون في دعوى، ولا يثبتون على مبدأ، ولا يسْلمون من تناقض..

"فكريا"، هم فرَق يمكن أن يُجمعوا تحت يافطة "العلمانيين/الحداثيين/التقدميين"،، على الأقل كما يحبون أن يسمّوا.. أي ما يخالف "الإسلاميين" من الفئات النشطة(مع ضرورة التذكير -كي تتضح الصورة ويُتفهم الإطلاق- أن "الإسلاميين" ليسوا في الواقع غير المسلمين الذين يدافعون عن الإسلام الكامل الشامل، ويتبنونه منهج حياة وحكم، ويسعون، ويعملون لعودته لما كان،، ويجب أن يكون عليه.. كما تم بيان ذلك في سلسلتي مقالات "الإسلام وحدة واحدة شاملة"، و"بين الإسلامي والمسلم"، اللتين سبق نشرهما).. أما تخصيص "الفئات النشطة"، فلأن الأغلبية الصامتة مغيبة.. ليست من هؤلاء ولا من هؤلاء،، ولا تدرك لغير المعيش معنى..

ومنهم لبراليون وقوميون... لكن لا أدري لماذا -على وجه الجزم والتحديد- لماذا عمادهم، وأول من يتبادر للذهن منهم، اليساريون؟.. ربما للعدد، وربما للتاريخ، وربما للفكر،، وربما للصفاقة وفجور المجاهرة..

هم المقصودون إذن بالمتخبطين بالداخل الإسلامي، لأنهم ظاهريا يعلنون الانتماء للإسلام ويحسبون على المسلمين، وواقعيا يجدّون في إخفاء مظاهر الدين، ويحاربون كل من يعمل على نصره ونصرته وإظهاره.. وسنحاول ذكر جمل ومظاهر من ذلك، كما سنذكر بعض نوادرهم وطرائفهم، التي ترد بشكل رسمي(كمتعلقات الانتخابات مثلا)، أو التي تأتي بشكل فردي من أحدهم، في لقاء أو نشاط أو مظاهرة...

إن أصحابنا ينظرون للدين كمظهر من مظاهر التخلف والرجعية والظلامية، وهم، وإن كانوا اليوم يختلقون التفريق بين "مستويات من الدين"، يجسد "المسلم" المستوى "المقبول" لديهم، ويمثل "الإسلامي" المستوى المختلق" منه، فإنهم قبله لم يكونوا يرقبون في متدين إلاًّ ولا ذمة، وخاصة ما تعلق بمظاهر التعبير عن الهوية.. بما يفيد أن الأمر لا يمكن أن يكون "توبة نصوحا"، ولا حتى تغييرا في المنطلقات، إذ لا زالوا يصرون على مواقفهم واتهام المختلفين بما اتهموهم به قبل عقود، وإن بدّلوا "العدو" من المسلم إلى الإسلامي، وأيضا خففوا الحدة وغيروا اللهجة.. وعلى هذا لا يعدو أن يكون الأمر تقية، وفي أحسن الأحوال رضوخا اضطراريا لهوية الشعب، ولو في حد طقوس شكلية لـ"دين" "معولم"، نخر، جاف،، منزوع الدسم والروح!!!..

كما سبق في التحديد، أبرز وأهم وأول ما يميز القوم ويوحدهم هو اجتماعهم وإجماعهم على بغض التيار الإسلامي، وتحاملهم عليه، والكيد له، والتواطؤ عليه،، ولو مع الشيطان.. يسحبهم عمى الإيديولوجيا، وتنقصهم الموضوعية، ويعوزهم الإنصاف والاتزان والانسجام، فيتخذون مواقف استباقية قارة سلبية تعريضية مستفزة... من أي حدث أو شيء وراءه التيار الآخر.. لا قرار لهم ولا منطق، إلا تسجيل موقف معاكس معاند، ضدا على موقف التيار أو حالته.. موقف الاتهام والتشكيك والاستهانة في حالة النجاح، أو التشفي والشماتة في حالة الإخفاق.. مواقفهم عدائية اعتباطية، دون تحديد الظالم والمظلوم، ولا الناجح والفاشل، ولا الصالح والطالح... لسان حالهم: "المهم نحن ضد الفصيل،، مع سبق إصرار، دون تحديد الأسباب ولا الحيثيات"،، بما أشربوا في قلوبهم من كره وحقد وضغينة عامية مُعمية، جعلتهم يبنون مواقفهم على الطرف وليس على المضمون. فالحق عندهم يتم تحديده انطلاقا من المصدر(الفاعل) وليس من تقييم الفعل في حد ذاته!!!..

 

يتبع..

 
مجموع المشاهدات: 32333 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة