الرئيسية | أقلام حرة | متخبطو الداخل الإسلامي6: همهم تعطيل الأحكام الشرعية

متخبطو الداخل الإسلامي6: همهم تعطيل الأحكام الشرعية

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
متخبطو الداخل الإسلامي6: همهم تعطيل الأحكام الشرعية
 

تابع..

إن همهم الأساس هو الرفض المبدئي والمطلق والكلي لأية إشارة للأحكام الشرعية في أي مجال تشريعي أو قانوني، وإقصاء الدين عن كل مظاهر الحياة السياسية والاجتماعية والمدنية، عن طريق "فصل الدين عن الدولة"، بما يقتضي من إلغاء تشريعات الحكم والولاء والبراء وأحكام السياسة الشرعية، وتعطيل الحدود والقصاص، ورفض العقوبات الشرعية في الأحكام الجنائية الواردة في الكتاب المحفوظ في الآيات المحكمات ، وتغيير المنطلقات الاقتصادية بإقصاء الموارد المالية الإسلامية، واعتماد -بدل ذلك- موارد أخرى، أيا كان حكم الشرع فيها، وتعديل أحكام مدونة الأسرة فيما يخص الزواج والتعدد والطلاق والإرث... واعتماد -عوض ذلك- الكثير مما ليس من أحكام الشريعة، كالمناصفة في الإرث، وإباحة ممارسة "الجنس الرضائي"، أي تجويز الجماع برضى "الراشدين" دون أي قيد آخر(غير الرضى)، حتى ولو كان بين نفس الجنس أو بين المحارم، ومنع تعدد الحلائل... مقابل عدم تجريم الارتداد عن الدين، ولا إشهار وجود الخليلات، ولا العري و"تقزيم" اللباس في المساحة والحجم والسمك،، ولو وصل الأمر إلى "لبْس من غير هدوم"، ولا إشهار الإفطار في نهار رمضان، ولا شرب الخمر علانية، ولا الإجهاض "الاختياري"، ولا الزواج بين مختلفي الأديان بإطلاق، ولا تسفيه أياقين نصوص وشخوص معتقد الشعب وانتقادهم والنيل منهم...

وطبعا الحديث هنا ليس عن الممارسة غير المعصوم من الوقوع فيها بشر(عدا الأنبياء)، بل هو عن الشرعنة والمأسسة .. فهم يعارضونها تشريعا وعقيدة،، ويسعون لدسترتها وترسيمها بحكم وقوة القانون..

من جهة أخرى، تراهم يدافعون عن كل "الحقوق"، غير أن ذات الحقوق لا يمكن كفلها في طرح فكري يستند على مرجعية تخالف خلفيتهم، كالحق في "اعتقاد مذهب معين"، أو تعديد الحليلات، أو الزواج المبكر، أو لبس الحجاب أو الخمار أو البرقع.. بل لا يمكنهم الدفاع حتى عن "مصطافة" طردت من مسبح عام لأنها ترتدي "مايو شرعيا"(مع أني شخصيا، يصعب علي مجرد تصور وجود هذا "المايو الشرعي"، لكن ما دام هناك من يقتنع بجدواه، فله ذلك)... لا، لن يستطيعوا دفاعا، لأنه، وبكل بساطة، "شريعتهم" "تحرم" ذلك!!!..

إذا لم يحرضوا، أو يتشفوا، يصمتون صمت أهل القبور عن اضطهاد المخالفين، ويتجاهلون، بشكل مخز، مظلوميتهم، وما أكثرها، وما أفدحها،، مع أن غالب هؤلاء المخالفين لا يكفون -بشكل مؤسساتي أو فردي- عن التعبير عن مساندة والدفاع و التعاطف مع كل المظلومين والمقهورين والمضطهدين، من كل التيارات والفئات السياسية والفكرية والاجتماعية، إسلامية كانت أو يسارية أو ليبرالية أو قومية، بل مسلمة أو غير مسلمة، ويعاضدونهم وينافحون عنهم..

إن القوم غالبا ما تخونهم الموضوعية والتجرد، فينحازون حتى في الدفاع عن الحقوق، ولا يساندون المضطهدين إلا إذا لم يخالفوهم "فكرا"!!!..

يتبع..

 

مجموع المشاهدات: 42764 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة