إدريس بدعي
في زمن ناس الغيوان التي عبرت من خلاله المجموعة عن الواقع المزري بداية السبعينات والثمانينات وكذا بداية التسعينات حيث غنت العديد من الأغاني التي ترجمت الواقع بشكل صادق ومن بين أشهر الاغاني أغنية مهمومة هذ الدنيا مهمومة راسمة بذلك صورة للواقع الإجتماعي والسياسي المزري كما هو زمن التحاقن والقمع اي الحقبة التي سميت بحقبة الرصاص والمظاهرات الدامية أبرزها أحداث الدار البيضاء في مطلع الثمانينات
اليوم ذهب ذاك الجيل الذي عبر بصدق وتنبأ للمستقبل لحقته أجيال واجيال ومزالت الحالة على حالها بل زادت ونمت وتفشت للاسوء
.. لم نسأل قط أنفسنا يوما ما كيف ولماذا تغير كل شيء إلا حالة الهم والتخلف رغم كل محاولات الدولة لتحسين الصورة في شكلها المظهري بتبليط الواجهة اما الجوهر فهو غارق من الأسوء إلى الأسوء فأين مكمن الخلل ومن المسؤول
إن بعض الحكومات التي تعاقبت على تسيير الشأن العام المحلي لم تتحرر بعد من عقلية الاعيان والقياد والبشاوات التي تقوم بإحتكارالثروة وإستغلال السلطة خدمة لحدود محيطها العائلي او القبلي اما عامة الشعب فهم مجرد عبيد عندها تحركهم بقوة السلطة والمال حسب مايخدم مصالحها وزيادة ثروتها
فالقاعدة الجماهيرية اليوم التي هي الشعب تم للأسف الإشتغال على ترويدها بصيغة صناعة الجهل لتكون قاعدة تحمل وعي وسلوك تناقضي إنتفاضتها تتأرجح بين الصياح وقت الشدة (غلاء الأسعار.. التهميش البطالة) والسكوت والإستسلام لحظة العزف على آلامها ومعاناتها من خلال مهرجانات
موسمية او فتات مهين لحظة بيع الأصوات في أسواق الدل والعار...ليصحب مفهوم شعار الديمقراطية إلى الذلقراطية على قول مفكرنا الحر المرحوم المهدي المنجرة في كتابه.. (انتفاضات في زمن الذلقراطية)...