الرئيسية | أقلام حرة | أزمة التعليم: تماطل الحكومة وصمود الأساتذة وضياع التلميذ ... ما الحل؟

أزمة التعليم: تماطل الحكومة وصمود الأساتذة وضياع التلميذ ... ما الحل؟

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
أزمة التعليم: تماطل الحكومة وصمود الأساتذة وضياع التلميذ ... ما الحل؟
 

كان رجال ونساء التعليم ومعهم أولياء الأمور ينتظرون من لقاء زعماء الأغلبية الخروج بنتائج مرضية، وقرارات مقبولة ترضي الجميع وتعود الحياة إلى طبيعتها، فإذا بهم يدفعون الشغيلة إلى الإعلان عن احتجاجات وإضرابات جديدة أكثر التصعيد. وذلك بتصريحاتهم المستفزة التهديدية لا تراعي الظرفية ولا الأزمة التي يعيشها قطاع التربية الوطنية بسبب نظام المآسي.

   هي خرجة غير موفقة لم تأت بجديد ولا انفراج ولا حلول، إلا أنها زادت من تأزم الوضعية ودفعت الأساتذة والأستاذات إلى التصعيد في مختلف جهات المغرب. أما الآباء فيعيشون على وقع من الجمر جراء ضياع الزمن المدرسي لأبنائهم وكل مجهوداتهم وصبرهم مع الغلاء لتوفير الكتب واللوازم المدرسية لفلدة أكبادهم، وفي الأخير يجدون أنفسهم خارج أسوار المدارس ونحن على مقربة من نهاية الدورة الأولى.

    نريد إطفاء النيران والاحتقان، ولا يمكن حل القضايا الكبرى برفع التحدي وأن لا سبيل غير الانتصار مهما كانت الظروف "لن نتنازل ولن نتراجع ولن يلوي أحدا لي ذراع الدولة وبنموسى سندعمه وسيستمر". هنا نتساءل: هل المسؤول الذي يرفع هذا الشعار أمام احتقان الشارع يفكر في هذا الوطن؟ هل يعرف مدى تأجيجه للوضع عندما يتحدى أو يهدد المواطن الذي يطلب فقط بتسوية وضعه الكارثي؟ أين لغة الحوار والتهدئة وترطيب الجو؟ أين الخطاب المقنع الهادف والحنكة السياسية؟ أتعرف الحكومة الصراخ و"النرفزة" لكي تظهر أنها على حق ونست أن من يرفع صوته عاليا في موقع ضعف ولا يمتلك أدوات الحوار؟ هل ابتلينا في حكومتنا بمن يظلمنا ويصرخ علينا ويتهمنا كما يريد ويهاجمنا كل مرة؟ كيف تثق بهذا النوع من المسؤولين؟

    يجب أن تفهم الحكومة أن النية لا تجتمع مع السياسة، والسياسي المحنك هو من يمتلك أدوات التواصل ويأتي بالحلول ويطفي النيران لا من يشعلها، لا من يهاجم أفراد وطنه ويهددهم ويؤزم الوضع أكثر من السابق. والأكثر من ذلك أصبح الهجوم على الأستاذ معتادا حتى ممن لا علاقة لهم بالتعليم لأن الأستاذ باختصار "هو الحيط القصير".

    لا يجب الاستهتار بما يجري والتماطل في تنفيذ مطالب الشغيلة والضحك على أبناء الفقراء ضحية العدوان على المدرسة العمومية ومحاولة خوصصتها بكل الطرق الممكنة، اخر هذا الاستهتار تصريح الناطق الرسمي باسم الحكومة: "مستعدون للحوار وقت ما عبرت النقابات وكل المهتمين عن رغبتهم في ذلك". هو تصريح مستفز من وزير كان "أستاذا" يعرف مشاكل القطاع وعاش معاناة كبيرة وهو يتنقل بين الفرعيات، واليوم "قطع الواد ونشفو رجليه"، نسي بدايته وتنكر لماضيه، وأصبح يهدد رجال ونساء التعليم بالاقتطاع وغير مبالي بالإضرابات والاحتجاجات التي تعيشها الشغيلة التعليمية من أجل المطالبة بحقوقها العادلة وإصلاح المدرسة العمومية، كما يبين أن حكومتنا الموقرة هدفها الوحيد هو تطبيق املاءات المؤسسات الدولية، وتفقير قطاع التعليم وتجويع الأساتذة. 

    أما الدعوة إلى الحوار من جديد ما هو إلا الحوار من أجل الحوار وامتصاص الغضب وربح الوقت وتشتيت تلاحم رجال ونساء التعليم والهروب إلى الأمام. 

    الحل هو سحب نظام المآسي والعمل بإشراك الفئات المعنية في وضع نظام أساسي واحد موحد ينصف جميع الفئات، يحقق الكرامة والعدل والمساواة وزيادة في الأجر مناصفة بباقي القطاعات الأخرى. ولما لا جعله أرقى منها كما دأبت على ذلك دول عدة كان يضرب بها المثل في التخلف، واليوم حققت مبتغاها بفضل نهوضها بقطاع التعليم.

مجموع المشاهدات: 3923 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة