الرئيسية | أقلام حرة | ظهور الدابة !

ظهور الدابة !

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
ظهور الدابة !
 

هل لا زال بإمكاننا الحديث عن الإنسانية في خضم المذبحة الجارية في غزة والضفة الغربية؟

 غير بعيد عن المسجد الأقصى وكنيسة المهد، أشلاء بشرية متناثرة، ورؤوس أطفال امتلأت برصاص القناصة، رجال يقهرون، وصغار مرتعبون، ونساء في عذاب شديد، بين الترحيل والتجويع والحصار، ولا أمل يلوح في الخلاص. اللهم إلا الخلاص الأخير، والراحة الأبدية من الأوجاع، وجع القهر والظلم، ووجع الفقد، وقلة ذات اليد، ووجع الخذلان، ووجع الوجع...

 

يشهد العالم اليوم حروبا وصراعات دموية لم يشهد لها مثيل، تثير تساؤلات حول أسبابها وعلاقتها بمقاصد ومفاهيم الأديان.

 

من بينها ما تتحدث عنه النبوءات الدينية عن ظهور "الدابة" في الديانات المسيحية واليهودية والإسلامية، وتحليله في سياق الأحداث الراهنة.

 

وعند المسيحيين يظهر في سفر الرؤيا حيوان ذو سبعة رؤوس وعشرة قرون يدعى "الدابة"، يفسره البعض على أنه رمز للشر والاضطهاد، بينما يراه آخرون رمزا للأنظمة الديكتاتورية.

 

وفي الديانة اليهودية: يشير "غوليم" في بعض النصوص اليهودية إلى مخلوق ضخم يخلقه الإنسان ليخدمه، لكنه قد ينقلب عليه.

ويربط بعض المفسرين هذا المفهوم بالمخاطر الكامنة في التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي. 

 

وفي الإسلام: تشير "الدابة" في أحاديث النبي محمد ﷺ إلى حيوان ضخم يخرج من الأرض في آخر الزمان، حاملا علامات الساعة الكبرى قبل أن تشرق الشمس من مغربها ويحل يوم الساعة، ويربطها بعض المفسرين بالفتن والحروب التي تسبق يوم القيامة. 

 

 تثير التطورات المتسارعة في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي مخاوف من إمكانية انفلاتها عن سيطرة الإنسان، شأنها شأن أسلحة الدمار الشامل التي يتباهى بها بوتين وحكام الولايات المتحدة الأمريكية ووزراء اليمين المتطرف الصهيوني..

 

 لكل ذلك فالدابة في الأديان السماوية ليست بالضرورة كما يمكن أن نتخيلها بأطراف دابة ضخمة أو مخيفة، بل قد تكون في صورة بشر يرتدون بذلات رسمية، يخفون وراء ابتسامتهم الباردة أبشع أنواع الشر، يتوفرون على زر أحمر يطلق دمارا شاملا وينذر بالفناء.

 

وتبقى أحداث عالمنا اليوم تثير تساؤلات عميقة حول طبيعة الشر، والقدرة على مواجهته..

مجموع المشاهدات: 20756 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة