الطير: التعادل أمام الجيش مكانش ساهل المهم دابا التفكير في المباراة القادمة

"ريان أزواغ" أصغر حارس في البطولة الوطنية: أنا حامل لكتاب الله وحلمي نوصل بعيد

بنهاشم يبرر أسباب الهزيمة أمام الرجاء

بن ونيس: اللاعبين الجدد غير جاهزين هدفنا العصبة الأفريقية هذه السنة

هذا ما قاله مدرب الرجاء بعد الفوز الثالث على التوالي

جماهير الرجاء تصدح بأغنية "رجاوي فلسطيني" خلال مواجهة الزمامرة

اليوم العالمي للقراءة وأمة "اقرأ" لا تقرأ !

اليوم العالمي للقراءة وأمة "اقرأ" لا تقرأ !

عبد اللطيف مجدوب

بالنظر للدور الريادي والحضاري والتنموي لفعل القراءة Reading action ، اختارت منظمة اليونسكوUNESCO تاريخ 19 مارس من كل سنة يوماً عالمياً للاحتفاء بفعل القراءة ، بوصفه أحد الركائز الأساسية ، إن لم يكن اللبنة الأولى للحضارة البشرية على كوكب الأرض ، وهو أعظم موروث تاريخي ميز عقل الإنسان عبر الحقب والعصور ؛ يختزن تدرجه في المعرفة واستكشافاته للمجاهيل ، وفي آن يحمل بصماته المعرفية ومناهجه في الفتوحات العلمية والثقافية ، لذا كانت الكتابة ، ومن ثم الكتاب أقدم وسيلة اهتدى إليها الإنسان لتدوين أفكاره ومعارفه وقضاياه ، فلا يخلو بيت من كتاب ، بل أضحى ؛ في زماننا الحاضر ؛ حقلا أو منتدى للتعريف بحقل معرفي معين ، مهما توسعت شعبه ومعمياته ، حتى سارعت العديد من الحكومات إلى تشييد مكتباتها الوطنية National libraries كصروح حضارية ؛ تختزن انفتاحها على حقول معرفية عديدة ، بل هناك من المكتبات العالمية ما ألحقت بها أجنحة بحجم ملاعب كرة القدم ، خصصتها لاستعراض مختلف أدوات البحث والاستكشافات التي عرفها الإنسان ، ومن ثم صار للكتاب دور ديبلوماسي في التلاقح المعرفي والتواصل الإنساني المشترك ؛ على ضوئه نظمت معارض للكتاب ؛ كانت أحيانا تجوب العالم على مدى سنة كاملة ، لكنها لا تحط الرحال سوى على أرضية أهلها تواقون للزاد المعرفي ، وكانوا منارة للعلم والعرفان .

علم القراءة Science of reading

   “هو مجموعة أبحاث ؛ تتضمن رؤى ومواقف تخصصات ، كما تشمل علم النفس التنموي وعلم النفس التربوي ، والعلوم المعرفية ، كعلم الأعصاب المعرفي ، لقد تم توثيق علم القراءة حول العالم بجميع اللغات والثقافات في دراسات كلفت ملايين الدولارات ، وقد أظهر علم القراءة الأساليب التي تساعد الأطفال على تعلم القراءة على أفضل وجه، بدءا من الخطوات الأولى في اللغة المنطوقة ، وحتى القدرة على فك رموز الكلمات غيرالمألوفة بنجاح ."

وقد تمخض عن هذا المجال المعرفي حقول دقيقة تخصصت في قراءة الصم والبكم ، فضلاً عن قراءة برايBray لكفيفي البصر ، وقراءة حركة الشفاه من بعيد Speechreading بل إن هناك أبحاثا جارية لتطوير قراءة الشفرات المعقدة Complex Code وفك لغز أصوات فضائية ، ما زالت طي المجهول ؛ منها لغة الطيور والحيوانات والحشرات ، وحتى النباتات !

إحصائيات عن معدل القراءة

وفقا لإحصائيات 2023 ، صدر تقرير عن منظمة اليونسكوUNESCO يكشف عن معدلات متدنية للقراءة بالنسبة للشعوب العربية ؛ فالطفل العربي فقط يقرأ بمعدل 7 دق سنوياً ، وأن ما يقرأه لا يتجاوز 4/1 صفحة ، فيما الطفل الأمريكي يقرأ 6 دق يوميا، وأن ما يقرأه الفرد في أوروبا يبلغ نحو 200 ساعة سنوياً ، وبمعدل 10 إلى 25 صفحة يومياً ، وأن العالم العربي يصدر 2 كتابين في السنة ، في حين أن أوروبا تصدر 100 كتاب سنوياً ، أما بالنسبة للميزانية المكرسة للثقافة والبحث فتصل لدى الجانب العربي %5 من الميزانية العامة ، منها %1.5 للبحث العلمي ، مقارنة مع دول أخرى كأمريكا فتصل ميزانية الكتاب والثقافة بشكل عام معدل %23 من الموازنة العامة ، يخصص منها للبحث العلمي ما بين %9 - %10 .

لماذا أمة "اقرأ" لا تقرأ ؟!

   هناك عوامل متظافرة وراء تقاعس العنصر العربي عن فعل القراءة ، وانحدار متوسط مقروءاته إلى أرقام مخيفة ؛ أصبحت عنوانا لجهالته وأميته ، وكهوية ثقافية له Cultural personality أبرزها تشييء فعل القراءة وعدم حضوره في أي مشروع ثقافي تنموي ، فضلاً عن اعتباره مجرد وسيلة قصيرة المدى للتكسب والتوظيف والتشغيل عموماً ؛ لا تفتأ أن تضمحل وتخبو شعلتها بمجرد الحصول على "خبز" ، هذا إلى جانب انتفاء القراءة كعادة متأصلة في المجتمع ، طالما بقيت السلطات السياسية والتربوية على الخصوص لا تعير كبير اهتمام للقراءة والثقافة عموماً ، أو تتوجس منها باعتبارها بوابة لكل انفتاح توعوي ، وهو ما تخشاه معظم الحكومات العربية وتعمل على طمسه أو تدجيينه حتى تسود وهي محصنة من كل رياح "التغيير" والتي تنبثق أساسا من وعي ثقافي .

  تدني معدلات القراءة وأثرها على التنمية

   هناك آثار جانبية عديدة لتدني معدلات القراءة ، يمكن حصرها في النقاط الرئيسة التالية :

• انخفاض مستوى الوعي الاجتماعي ؛

• تكريس للفوارق الاجتماعية ؛

• هيمنة ثقافة النصب والاحتيال والبروقراطية ؛

• انخفاض الوعي الصحي وانتشار الأمراض والأوبئة ؛

• عطالة مستدامة في عجلة التطور والنماء .

هذه العوامل مجتمعة ، يمكن أن تشكل بيئة خصبة لنمو ظاهرة التطرف Extremity بكل تلوناته ، العقدي منها والاجتماعي والديني ، ما يفضي ؛ في كثير من الأحيان ؛ إلى نشوء مواقف وسلوكيات عدوانية مرضية مزمنة .

 

 

 

 

 

 

 

 

 


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات