وجدة تحتضن ندوة علمية حول مستجدات قانون المسطرة الجنائية 23.03: رهانات الإصلاح وآفاق التطبيق

انقطاع فرامل حافلة للنقل الحضري بوجدة… اصطدام عنيف بسور إسمنتي ينقذ الركاب من فاجعة محققة

ميدلت.. الأطلس يرتدي حلته البيضاء ويحول الإقليم إلى لوحة طبيعية خلابة

في أول ظهور له.. دفاع “إسكوبار الصحراء”: موكلي ضحية وأطراف أخرى متورطة في الاتجار بالمخدرات!

الدورة الـ 13 للاجتماع رفيع المستوى بين المغرب إسبانيا …سانشيز يستقبل عزيز أخنوش

لحظة وصول التيكتوكر "بنشقرون" على متن سيارة الدرك لمحكمة الاستئناف بطنجة

من الحق في المعرفة الى الحق في الغش

من الحق في المعرفة الى الحق في الغش

هشام بنوشن

يعتبر الغش سلوكا مرفوضا تربويا وأخلاقيا في جميع المجتمعات، وينظر الى مرتكبه نظرة دونية، ولكن رغم ذلك يلجأ العديد من الناس اليه حين يعجزون عن الوصول بطرق سوية الى أهدافهم سواء في مجال العمل أو الدراسة أو السياسة أو أي مجال اخر. والخطير هو عندما يتحول هذا السلوك من سلوك غير سوي ومرفوض الى سلوك مكتسب وحق من الحقوق. وهنا يمكن الحديث عن اختلال في المنظومة المجتمعية ونخص بالذكر هنا المنظومة التربوية والتي يتحمل مجموعة من الأطراف ما الت اليه، بدءا بالأسرة ثم المدرسة وصولا الى وسائل الاعلام التقليدية والحديثة.

لقد تفشى الغش في الوسط المدرسي والجامعي، ولم يعد يخجل التلاميذ والطلبة من الدفاع علانية عن "حقهم" في الغش، بل ويجدون له تبريرات كثيرة مثل ضغط الامتحانات وصعوبة وطول المقررات الدراسية. وتصوير الغش كوسيلة لتحقيق العدالة في ظل تباين فرص الدعم والجودة التعليمية مقارنة بما يتلقاه أبناء الطبقة الغنية في المدارس الخاصة.

ان من بين مسببات انتشار هذه الظاهرة ضعف القيم التربوية داخل الأسرة والمدرسة و الضغوط النفسية الرهيبة التي يتعرض لها التلميذ من طرف الأسرة و محيطه وغياب أو تغييب القدوة والنماذج الصادقة في المجتمع من خلال تصوير أن الدراسة لم تعد وسيلة للارتقاء الاجتماعي في مقابل تسويق نماذج من قبيل المؤثرات والمؤثرين التافهين والذين لا مستوى دراسي لهم على وسائط التواصل الاجتماعي، على أنها النجاح كله. ومنظومة تعليمية ترتكز على الحفظ والاجترار أكثر من الفهم والاستيعاب وتنمية الحس النقدي لدى التلميذ والطالب والتركيز على الكم والنسب المئوية للناجحين. بالإضافة بالطبع الى التساهل مع حالات الغش، مما يخلق تطبيعا عاما مع الظاهرة، فكيف يعقل أن يرافق الاب أو الام ابنته أو ابنه من أجل طبع الوثائق التي تستعمل في الغش بل في بعض المرات يشجعه على الغش "الا كانت القضية مرخوفة" أو كما يقول التلاميذ "راه اليوم تعاملوا معانا خلاونا ندوزو النقلة" ؟؟؟؟ و هنا تحضرني ذكرى قديمة عندما كنا بصدد اجتياز الامتحانات الإشهادية للمستوى السادس ابتدائي قام الأستاذ الذي كان يراقبنا بكتابة الأجوبة على السبورة.

ان ظاهرة الغش المدرسي تساهم في فقدان الثقة في قيمة الشهادات والدبلومات. وتضرب في مقتل أهم مبدأ في هذه الحالة وهو مبدأ تكافؤ الفرص بين المتبارين، بالإضافة الى خلق أجيال تعتمد على التلاعب والغش والطرق الملتوية بدل الكفاءة والاستحقاق.

ان الغش يعتبر انحرافا وتهديدا خطيرا لمستقبل المجتمع وليس حقا وخاصة لدى الفئات الشابة (التلاميذ والطلبة) والتي ستشكل فيما بعد نساء ورجال هذا البلد، ولكم أن تتخيلوا ماذا سيقع عندما يصل هؤلاء الغشاشون الى مناصب المسؤولية والتسيير.

 

 


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات