وجدة تحتضن ندوة علمية حول مستجدات قانون المسطرة الجنائية 23.03: رهانات الإصلاح وآفاق التطبيق

انقطاع فرامل حافلة للنقل الحضري بوجدة… اصطدام عنيف بسور إسمنتي ينقذ الركاب من فاجعة محققة

ميدلت.. الأطلس يرتدي حلته البيضاء ويحول الإقليم إلى لوحة طبيعية خلابة

في أول ظهور له.. دفاع “إسكوبار الصحراء”: موكلي ضحية وأطراف أخرى متورطة في الاتجار بالمخدرات!

الدورة الـ 13 للاجتماع رفيع المستوى بين المغرب إسبانيا …سانشيز يستقبل عزيز أخنوش

لحظة وصول التيكتوكر "بنشقرون" على متن سيارة الدرك لمحكمة الاستئناف بطنجة

الدبلوماسية بين فن التفاهم ودهاء التمويه

الدبلوماسية بين فن التفاهم ودهاء التمويه

محمد بنوي

قرات قولا للسياسي والصحفي والكوميدي الأمريكي ويل روجرز (1879- 1935) يعتبر فيها أن "الدبلوماسية هي أن تلاعب الكلب بلطف حتى تجد حجرًا تضربه به"، انه تعريف ساخر للدبلوماسية، يحمل في طياته نبرة خفية من الدهاء والخداع المقنع بلطف. ويمكن تحليله على عدة مستويات:

 

 1 - المعنى الظاهري:

 

يقترح هذا القول أن الدبلوماسية لا تعني بالضرورة النية الطيبة والحسنة أو السعي للسلام الحقيقي ، بل قد تكون وسيلة للمراوغة وكسب الوقت حتى تحين الفرصة للضرب أو الانقضاض. يشبه صاحبه الإنسان الذي يتظاهر بالود بينما يُخفي نواياه الحقيقية إلى أن تتوفر له الوسائل لتنفيذها.

 

 2- الرموز في القول:

 

"ملاعبة الكلب": ترمز إلى التصرف بلطف مع الخصم أو العدو أو من يُخشى جانبه.

"حتى تجد حجرًا": تشير إلى الانتظار والتخطيط والبحث عن وسيلة للهجوم أو الرد.

 

"تضربه به": تمثل التصرف الحقيقي عندما تحين الفرصة، وقد يكون عنيفًا أو خادعًا.

 

 

3- النظرة السلبية إلى الدبلوماسية:

 

هذا التعريف يعكس نظرة سلبية وانتهازية للدبلوماسية، وكأنها:

لا تعتمد على الصدق والشفافية،

بل هي فن الخداع والتمويه،

حيث يُخفي الشخص نواياه الحقيقية وراء أقنعة المجاملة والكلام المنمق.

 

4-في ضوء الواقع السياسي:

 

في السياسة الدولية، كثيرًا ما تُتهم الدول الكبرى أو بعض الأنظمة باستخدام الدبلوماسية بهذا المعنى:

 

-التظاهر بالرغبة في السلام، بينما تستعد للحرب،

 

-عقد اتفاقيات ظاهرها التعاون وباطنها الهيمنة،

 

-كسب الوقت بالمفاوضات بينما تُبنى التحالفات أو تُشن حملات خفية.

 

5- هل هذا التعريف عادل ومنصف؟

 

ليس بالضرورة أن تكون كذلك . فالدبلوماسية الحقيقية في معناها الأصيل هي:

 

-فن إدارة العلاقات والنزاعات بالوسائل السلمية:

 

-البحث عن الحلول الوسط والتفاهم والتفاوض دون اللجوء إلى العنف.

 

لكن هذا القول يسلط الضوء على الجانب المظلم والانتهازي منها، والذي قد يوجد فعلاً لدى بعض الأشخاص أو الدول التي تمارس "الدبلوماسية بوجهين".

 

خلاصة 

هذا القول يحمل تهكمًا لاذعًا ويكشف عن وجه من أوجه النفاق السياسي والاجتماعي، حيث قد يُمارس اللطف لا لغاية إنسانية، بل لأغراض خفية وعدوانية. هو دعوة لفهم أن "الدبلوماسية" ليست دومًا بريئة، وأن اللطف أحيانًا يكون قناعًا للقوة أو العنف المؤجل.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات