المغرب تراجع مناهج التربية لتكريس الاعتدال

ليست المناهج والبرامج الدينية هي السبب في تراجع مستوى التعليم. بل هي العقلية والمنظور المتخلف للمجتمع الذي نشأ عليه. هو الفراغ الذي تعيشه المؤسسسات التعليمية من كل الأنشطة الموازية. هو الكم الهائل من المضامين الجوفاء التي تحملها المقررات والكتب المدرسية المحشوة باللغو والخطاب البعيد عن اهتمامات المتعلمين. هي عقلية التلقين وتحفيظ المحويات من دون فهم مغزاها. هو الإقصاء لكل الأنشطة الفنية وتهميش مؤطريها بدعوى الخصاص أو انعدام الحجرات. هي النظرة الدونية للتفتح واقتصار التعليم والتعلم على المواد العلمية. هو تفتيت المقررات وتصريفها كمواد لتدريس الخزعبلات والمفاهيم النظرية من دون تجريب ولا أبحاث مختبرية. هو غياب الوسائل التعليمية والاقتصار على السبورة والطباشير وكأن التعليم والتعلم هو الكتابة والمحو والحفظ. هو تدهور البنيات التحتية وتكديس المتعلمين داخل الحجرات المنغلقة في صفوف متراسة. أنظروا إلى الدول المتقدمة كيف هي مدارسها وأقسامها وكيف تعتني بالأنشطة والمواد الفنية. هذا هو السبيل لتغيير العقليات وجدب اهتمام المتعلمين للتعلم وليس الإرشاد والتوجيه بالخطاب. بل التعليم العصري يوجه الرسائل وينقل القيم والمبادئ من خلال الوضعيات والأنشطة والمشاريع التربوية. فهل المسؤولون في المستوى لإدراك هذا أم هم يريدون الإصلاح التقليدي بالخطاب والوعظ والإرشاد كما ألفوه من قبل من دون نتائج؟ أم هم سيضلون حبيسي اأفكار الماضي ولا يستطيعون التحرر من قوقعة الأحلام للنظر بعيون الحاضر نحو مستقبل أفضل وتعليم عصري بالمعنى الملموس وليس باللغو والخطاب ؟