الرئيسية | أقلام حرة | عام على المجزرة والعنف لم يتوقف

عام على المجزرة والعنف لم يتوقف

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
عام على المجزرة والعنف لم يتوقف
 

 

  توشك الذكرى السنوية الأولى لمجزرة فاس أن بنا, المجزرة التي خلفت إصابة 16 طالب وطالبة, ثلاث حالات منها كانت خطرة  كان مآل إحداها لفظ الطالب عبد الرحيم الحسناوي أنفاسه الأخيرة وذالك فجر يوم الجمعة 25 ابريل 2014, لا داعي  للحديث عن القصة وسرد تفاصيلها فلحدث في علم الجميع لكن لرغب في العودة قليلا إلى الوراء والوقوف ولو وجيزا عند جنازة الطالب عبد الرحيم  والتي لم تكن جنازة طالب قتل في حرم جامعي فقط ولكنها كانت جنازة جامعة انتهكت حرمتها وتغير دورها. في مراسيم هذه الجنازة حضر السيد رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران حاملا معه رسالة ملكية من أجل إنها العنف بالجامعة المغربية.

عام يمضي على اختيار هذا التوجه وإطلاق هذا الوعد وهذا ما يدفعنا لتساؤل عن مدى حجم محاربة العنف من داخل الجامعة المغربية؟ وهل هناك نية لذالك؟

إن أي محاولة للبحث عن جواب تستدعي بنا العودة إلى مدينة فاس والى قضية الحسناوي وعن مصير الجنات؟ الجواب مر بكل تأكيد فقد تم نزع القتل العمد وأضحت التهمة الضرب والجرح المفضي إلى الموت دون نية إحداثه وهاهو عام كامل يمر ولم يصدر الحكم بعد ولم ينصف الشهيد بعد , في ذات المدينة وفي جامعتها الموقرة تم تسجيل حالات اعتداء متكرر من حمال السلاح الأبيض على طلبة عزل بل إن الاعتداء يشمل أيضا طالبات  في هتك سافر لنص الفقرة الأولى من الفصل 21 من دستور 2011 :"لكل فرد الحق في سلامة شخصه وأقربائه وحماية ممتلكاته" وهتك أيضا لنص الفقرة الأولى من الفصل 22 من ذات الدستور:" لا يجوز المس بالسلامة الجسدية أو المعنوية لأي شخص في أي ظرف ومن قبل أي جهة كانت خاصة أو عامة" فالعنف المستخدم داخل الحرم الجامعي من متبنيه لا يأخذ شكلا واحدا وإنما يتعدد ليشمل إلى جانب العنف الجسدي العنف اللفظي الذي يكون من خلال عبارات التهديد والوعيد التي تتلى في الحلقيات وترد في البيانات  وتأخذ أيضا شكلا أخر يتجلى في المقاطعة التي تشمل جميع مرافق الجامعة فتارة يتم مقاطعة المطعم وتارة مقاطعة الدراسة وأخرى تشمل مقاطعة الامتحانات وهو ما يربك السير العادي لدراسة بمختلف الجامعات المغربية وما جامعة محمد الأول بوجدة إلا واحدة من الجامعات التي أصبحت فيها المقاطعة  عرفا يسري به العمل أجهز على المستقبل الدراسي لعدد من الطلبة والذي في غالبه يكون دون مبررات واضحة  ويتم فرضه بالقوة. والأدهى من ذالك والأمر انه كيف يمكن  الحديث عن استئصال العنف من داخل الجامعة والفصائل التي تجعل من العنف شريعتها تمشي في الجامعة كما تشاء وتستفيد من المرافق العامة سواء من سكن أو مطعم أو غيره. كل المؤشرات المطروحة على ارض الواقع تفيد أن التصدي للعنف من داخل الجامعة  ما هو إلا وعد كاذب وشعار زائف وإذا لم تكفي الوقائع التي سلف ذكرها والتي لم تستحضر من الخيال وإنما هي وقائع تعيش الجامعة على إيقاعها دعونا نعود الى الأحداث المعاصرة  فمؤخرا وفي عشية يوم الجمعة 27 مارس من هذه السنة شهدت جامعة ابن وهر بأكادير مواجهة بين طلبة فصيل العدل والإحسان وطلبة انفصاليين والسبب هو خريطة والحصيلة إصابات وإغماءات والغريب في الأمر هو حصول هذا التعدي أمام أعين السلطة والتي فضلت الحياد السلبي ونعود إلى جامعة محمد الأول بوجدة التي شهدت في الشهر الماضي اشتباكات بين طالبة العدل والإحسان والبرنامج المرحلي أسفرت عن إصابة ثلاث طلبة تم نقلهم إلى المستشفى أحداث العنف هذه لم تبقى حبيسة الحرم الجامعي وإنما انتقلت أحداثها إلى الأحياء السكنية المجاورة والتي شهدت مواجهات بسيوف بين الإخوة الأشقاء كل من الكراس والبرنامج المرحلي التي خلفت إصابات خطيرة في صفوف كلا الطرفين.

هذا كله ما هو إلا قليل من كثير وتبقى حالات التعدي والابتزاز التي تشمل الطلبة والطالبات والتي تمر تحت غطاء الليل أكثر من أن تعد أو تحصى.

ومن هنا وفي ختام هذا المقال فإننا ندعو كل الفاعلين في الساحة الجامعية إلى نبذ العنف وإحلال الحوار والسلم مكانه واستبدال الفوضوية والانتهازية بالنضال الحقيقي الذي اختفى لسنين, كما ندعو السلطات المسئولة للقيام  بدورها في حماية امن وسلامة أبناء الشعب من الطلبة واستئصال العنف من داخل الجامعة أين كان متبنيه وممارسوه سواء أفراد أو تنظيمات  وسواء صدر من يساريين أو إسلاميين أو غيرهم والهدف من ذالك إعادة الدور الحقيقي للجامعة المتجلي في كونها فضاء للعلم والمعرفة والحوار وتخريج النخبة.

 
مجموع المشاهدات: 1316 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة