الرئيسية | أقلام حرة | فرحة أنصار حزب المصباح بمحاكمة الأصوات الحرة‏

فرحة أنصار حزب المصباح بمحاكمة الأصوات الحرة‏

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
فرحة أنصار حزب المصباح بمحاكمة الأصوات الحرة‏
 

 

لا حديث اليوم سوى عن خبر إدانة الصحفي رشيد نيني من طرف القضاء (النزيه)، ولاحديث سوى عن أنصار حزب العدالة والتنمية الذين  أقاموا الدنيا ولم يقعدوها بسبب هذا الخبر الذي أثلج صدورهم والذي أعاد طرح مسألة استقلالية القضاء مرة أخرى على الطاولة ،خاصة وأن محاكمة الصحفيين والأصوات الحرة عرفت تزايدا كبيرا في عهد حكومة بنكيران وهذا كله يدخل في إطار الإصلاحات الجديدة التي نص عليها الدستور الجديد في مجال القضاء الذي يجعل من مبدأ فصل السلط شرطا أساسيا لتحقيق الاستقلالية  .

   فاستقلال  القضاء من المفروض أن  يقضي بعدم جواز تدخل أي سلطة سياسية  أو إدارية    في عمل السلطة القضائية  أو  حتى التأثير  عليها  بأي شكل من الأشكال  فماذا عن قضية نيني الآن خاصة وأن هناك حديثا عن تدخل وزير العدل على الخط علما أن السيد الوزير ينتمي إلى حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه صديقه الرباح  ؟؟؟؟

كنا نعتقد أن عهد الإسلاميين سيكون بمثابة القطع مع مرحلة المحاكمات المزيفة والقطع مع مرحلة الاستبداد وإسكات الأصوات الحرة، خاصة وأن هؤلاء الذين وصلوا إلى السلطة تجرعوا السم الزعاف عندما كانوا في المعارضة لكن على الرغم من ذلك فالواقع يظهر أن هؤلاء قد كرسوا ذلك الاستبداد واحتضنوه ورحبوا به أكثر من غيرهم ،وهاهم يطبلون لمحاكمة الصحفيين وهاهم يزمرون لعودة الاستبداد والديكتاتورية. 

لم أكن أعلم أن الصحفي في المغرب يعتبر إرهابيا تطبق في حقه العقوبات لمجرد أنه يكتب عن الواقع المزري ويعريه فهو في نظرهم شخص مثير للفتن يفسد على الحكومة مسرحيات الإصلاح المزيفة التي تقدمها للشعب  ،وهو الذي سيكشف عن مآسي الشعب التي لا تريد الدولة الكشف عنها 

في الديمقراطيات الغربية التي قطعت فيها الصحافة أشواطا كبيرة في مجال الحرية لا مجال لمحاكمة الصحفيين بل هؤلاء الذين يكتبون عن الواقع ويصورونه كما هو هم الأكثر احتراما بل قد يكافئون  على عملهم هذا ، أما في المغرب فالحرب لا تزال مستمرة على الصحفيين أصحاب الضمائر الحية الذين لا يريدون الدخول في لعبة المخزن ، والذين يتشبثون بالحق مهما طالهم البطش  من هؤلاء ، كل ذلك في إطار الحملات الشرسة التي أعلنتها السلطات ضد الأصوات الحرة لفتح المجال للصحافة التي تسبح بحمد المخزن صباح مساء وما أكثر هذه الصحافة في بلدنا العزيز وما أكثر سخافاتها التي لا تنتهي .

 للأسف الشديد فرحة أنصار حزب المصباح بمحاكمة الصحفيين مؤشر على أن هؤلاء يدعمون التسلط ويحاولون إعادة سنوات الرصاص التي لا زال المغاربة يعانون من تداعياتها إلى حدود الآن ، فكيف بمن حمل شعار التغيير بعد الحراك الشعبي ، وكيف بمن أطلق الوعود للشعب وقدمها له على طبق من ذهب أن يخرج علينا الآن ويحتفل بمحاكمة الصحفيين ، في اعتقاد منه أنه قد حقق الانتصار .

ما يراه أنصار حزب العدالة والتنمية انتصارا بعد سلسلة من المحاكمات التي طالت الأقلام الحرة ، هو مجرد أوهام ربما تكون نتيجة إصابة هؤلاء بمرض الشيزوفرينيا ، لذلك تجدهم يصدقون كل ما يصدر عن زعمائهم ، ويحاولون الترويج له ، حتى وإن كان ذلك على حساب الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ، ياله من انتصار يستحق عليه أنصار حزب العدالة والتنمية النياشين والأوسمة .

 
مجموع المشاهدات: 2272 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (1 تعليق)

1 | محمد م
احسن منكم
الصحافي القدير رشيد نيني احسن منكم واحسن من امينكم العام ...هو انسان غيور على وطنه ولا يقول الا الحق...تريدون تكميم الافواه ايها الاخوانيون مستغلوا الدين ...وليكن في علمكم اننا جميعا مساندبن ولو بقلبنا الاخ رشيد نيني.
مقبول مرفوض
15
2015/08/02 - 04:58
المجموع: 1 | عرض: 1 - 1

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة