الرئيسية | أقلام حرة | الإلحاد والارهاب وسيلتين تجريبيتين للاستعمار الجديد

الإلحاد والارهاب وسيلتين تجريبيتين للاستعمار الجديد

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
الإلحاد والارهاب وسيلتين تجريبيتين للاستعمار الجديد
 

 

كانت الدول الاستعمارية قبل دخولها مستعمراتها تضع خططها واٍستراتيجياتها القصيرة والمتوسطة والبعيدة المدى وكان من أهم ما نهجته أنداك لغزو أسيا وإفريقيا وأمريكا هو اٍرسال البعثات الاستكشافية والمخابرات من مختلف الأنواع وفي شتى الميادين لتكتشف البلدان المزمعة ولوجها واٍستعمارها ولما تأتى لها ذلك جغرافيا واقتصاديا وسياسيا وثقافيا دخلتها على حين غرة دخولا بأقل الخسائر والصعاب حتى أن غير المسلمين من يهود ومخابرات اٍسرائيلية وغربية من أوروبا تقمصوا أدوار في المجتمع المغربي للاندماج فيه لا لشيء الا لاستكشاف واختراق المجتمع من كل النواحي وخير دليل على ذللك ليوطي الذي لم يترك فعلا استخباراتيا الا وسلكه؛ يتداول سكان املشيل وميدلت أن اٍسرائيليا يهوديا كان اٍماما لهم في أوائل القرن التاسع عشرة لمدة تزيد عن أربعين سنة ولم يدركوا هويته ولا أصوله حتى غادر القرية يوما ما على عجل لما انتهت مهمته الاستخباراتية ولشدة تعلق الامام الفقيه اليهودي المتمسلم الحديث بسكان البلدة بعث إليهم برسالة وداع مؤثرة فيها على كرمهم له وحسن تآخيهم له لكل طوال المدة التي قضاها معهم في منصب ديني مفبرك وكيدي ويطلب منهم المسامحة والمغفرة ...

 

هكذا أيضا وأمام تعدد الأمريكيات والأوروبيات باسم الجمعيات الأوروبية ولاسيما الأمريكية بالمغرب والتي يقمن بأعمال إنسانية بالمغرب خاصة في المناطق الجنوبية والوسطى حتى أنهن يتخذن أسماء غير أسماءهن الحقيقية كعائشة والزهرة وفاطمة وغيرها يطرح عدة تساؤلات عن فحوى وسبب وأهداف حقيقية لهؤلاء بالمغرب وهل هناك من رقابة دقيقة لتتبع الأجانب في هذه المناطق؟ لأن الأمر لا يعدو أن يكون استخباراتيا فقط بل قد يتعداه لغير ذلك كالتمسيح أو نشر أمراض خطيرة كما أن التقارير الاستخباراتية اليومية أو الشهرية أو السنوية ستصل بطريقة أو أخرى حتى وإن لم يرسلوها فبعد المغادرة ستنقل عبر الدواخل والعقول والأدمغة وستحمل معها كل شيء بلا رقابة ؟؟

 

ان الحرب بين الغرب والشرق، بين الشمال والجنوب، وبين الإسلام وغيرهم لن تزول مهما حاول البعض توهيم البعض بالتغيير والديموقراطية والحداثة والعهد الجديد العالمي لأن كل ذلك يبقى ذرا للرماد في الأعين لتغطية كل العنصرية والاجرام الذي تتسبب فيه الدول المروجة لكل تلك الخزعبلات الجديدة، تلك الدول المسماة قهرا بالعظمى هي رؤوس الفتن والشياطين الكبرى، هي التي تصنع السلاح الفتاك وتختلق الأزمات والحروب لترويجها وتحريك دولاب اقتصادها وتجارتها ولا فائدة لها من أمن العالم وهدوءه واستقراره.

 

ان ما حدث في القرن التاسع عشر من جور وظلم وتنكيل وفتك وتفتيل بسبب تقسيم المستعمرات وغصب أرزاق الشعوب يكاد يتكرر الأن من طرف نفس الدول وبطرق ومنهجيات تختلف في ظواهرها وتتشابه في بواطنها ، حيث أن الله لما ابتلى العرب خاصة والمسلمين بالغنى والثروات مع حكام لا يحسنون توزيعها على شعوبهم، ولا يسخرونها في تقدم ورقي مجتمعاتهم، وجهلاء، تسلط عليهم الغرب وفرض سيطرته عليهم عبر تركيعهم، ومن لم يخضع لهم أشعلوا في بلدانهم الفتن والحروب والدمار بطرق لا يكاد الانسان البسيط ادراكه وكان ولايزال من أهم الوسائل المنتهجة ضد المسلمين هي الالحاد والإرهاب اللذين يعتبران وجهان لعملة واحدة يتم وضعهما هدفان لسياسات ناعمة حداثية كالديموقراطية وحقوق الانسان والمساواة بين الرجل والمرأة وحقوق الطفل والأفراد في الاعتقاد وحرية المرأة والمساواة في الإرث والاعلام الحر وحق المثيلين ومحاربة أصوات الأذان المزعجة والتربية والثقافة الجنسيتين المبكرتين على قواعد الغرب، والترحيب بالنساء العازبات وغيرها من أشياء تدفع المجتمعات الإسلامية نحو الهاوية بل نحو الالحاد ومحاولة الانسلاخ من أي شيء يقوض حق الافراد في التصرف بحرية تامة أقرب ما تكون حرية الحيوانات والمجانين وعديمي الرادع والوازع الدينيين...

 

هكذا سيكون الالحاد الذي دخل باسم ''الديمو حرامية'' عفوا الديموقراطية والعلمانية والحداثة وحقوق الانسان الفضفاضة الغربية هو أول الوسائل المخربة للفكر والعقل المسلم وهو ما حصل بشكل كبير

 

حاليا ويسوقه بعض من اعلامنا المسخر بل الذي تديره جهات تطرح عليها أكثر من علامات استفهام لأنه اٍن كان بالفعل بعض من اعلامنا موجه للأغلبية المسلمة مع احترام للبقية من إخواننا اليهود والمسيحيين والذين أكيد دياناتهم الحقيقية تحرم ما يحرمه الإسلام من تفسخ وفساد وهتك للأعراض المغربية الحقة...فمن يكن المسؤول عن الترويج لثقافة غير ثقافتنا ودين غير ديننا ؟؟

 

الوسيلة الثانية من وسائل الغرب المدمرة هي الإرهاب الذي صنعته هي بذاتها من أجل اكتساح كل بلد لم يرد الخنوع والخضوع لها ولو بمحاولة تبيان نفسها على أنها محايدة وبريئة، اٍنما هي الخصم والحكم في النهاية ، اٍنه إرهاب خرب ودمر أفغانستان والعراق وسوريا وفلسطين ولبنان والجزائر وليبيا ومصر واليمن وتونس وهو الأن شرارات ملتهبة على حدود دول أخرى كتركيا وايران والأردن ودخانها يشم بالمغرب وموريتانيا والسودان لولا السياسة الأمنية الحكيمة والترابط الاجتماعي والوطني المتماسكة بهذه البلدان لكن لا أحد يتكهن بقادم الأزمان لأن عدو الغرب هو استقرار الأوطان لاسيما البلدان الإسلامية حتى أصبح الدين الإسلامي والمسلمين قرينين بالإرهاب زورا وبهتانا بسبب مكائد أعداء الإنسانية والحياة المتبجحين بغير حقيقتهم...ولذللك فإن ناقوس الخطر يهدد المجتمع الدولي والبلدان الهادئة المستقرة خاصة الإسلامية من طرف ما يعرف بالدول العظمى التي تشغل أسطولا وجحافل من استخباراتها في كل الميادين وفي كل المناطق من أجل استعمار جديد أكثر تقدما وتقنينا ،استعمار فكري إلحادي يقتل العقول والبواطن ويدفع لإرهاب يقتل الأجساد ويسفك الدماء ليتم تسهيل الإخضاع بطواعية وترحيب بالضحية بعد إضعافها لاستعادة الأمن مقابل الثروات والشروط والإملاءات الأجنبية..

 

إن الإلحاد مناصرة للباطل على الحق، رفض لوجود الرقيب الأعلى والخالق للكون ونصرة للغريزة والطبيعة العفوية، نصرة للحرية الفضفاضة ورفض للحدود والقيود مهما كانت ..ومن تجلياته واقع مجتمعنا الحالي الذي تتسارع فيه أخلاق التفسخ والانحلال والتفكك الأسري وزيغ عن تقاليدنا المحافظة وتعاليم ديننا السمح والمعتدل؛ والاعتدال هنا لا يجب أن يستعمله الكثير على أنه التصرف بحكم مقتضى الحال ومسايرة واقع الغرب لإرضائه مقابل غضب الله لأن ذلك من المعاصي التي لا يغفرها الله . بدءا من هنا يسهل تسخير الملحدين لفعل الإرهاب الذي سيبدوا لهم لا محالة طريقا للقضاء على المؤمنين الذين بالطبع سيكونون هم العدو الأول لهم والمعيق لهم في حريتهم الغريزية وأكيد سيتم مساندتهم من الأخر بكل الوسائل الحربية لا حبا فيهم لأن الجرو سيبقى داما اٍبنا للكلب مهما تغير، بل حبا في تدمير بلدانهم وبيع أسلحة دمارهم الفتاك للنيل من ثرواتهم وهذه سياسة استعمارية جديدة للغرب تقوم على قتل المسلمين المسلمين أنفسهم بأنفسهم وخسارتهم الإثنين والرابح الأول والأخير هو الغرب والدول العظمى دون اٍهمال القول أنه لا يساعد ما تعرفه الدول الإسلامية والعربية من ولوج الأخر للإسلام ما ذامت ديار الاٍسلام تعرف الفساد والحروب والإرهاب وعدم الاستقرار ولكن وإن تخلف المسلمون على رسالتهم وقصروا عن وحدتهم بسبب الجري وراء الحياة الدنيا ومطامعها وإيلاء غير المسلمين زمام أمورهم فإن الله غير غافل عما يفعلون وصوت الشعوب المكلومة والمظلومة ليس بين دعواتهم وربهم حجاب.

مجموع المشاهدات: 1312 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة