أخبارنا المغربية ـــ عبدالإله بوسحابة
في زمن تتكاثر فيه محاولات طمس الهوية وسرقة الموروث الثقافي المغربي، يبرز الفن كوسيلة دفاع راقية وفعّالة لحماية هذا التراث وتعزيزه في الوعي الجماعي. فالمجال الإبداعي، سواء عبر الدراما أو الموسيقى أو السينما، لم يعد مجرد أداة للترفيه، بل أصبح منبراً للتوثيق والمقاومة الرمزية.
هذا الدور تجلّى بشكل لافت في الأعمال الفنية المغربية خلال السنوات الأخيرة، خاصة بعد تعدد المحاولات من الجارة الجزائر لنسب رموز من التراث المغربي الأصيل إليها، وفي مقدمتها القفطان، الكسكس، بل وحتى بعض الرقصات والأهازيج الشعبية، لأجل ذلك، بادر صناع سيتكوم "مبروك علينا" الذي عرض خلال رمضان المنصرم، إلى تكريس نموذج حي لفنّ يقظ، يلتقط الإشارات ويحوّلها إلى رسائل واضحة تحمل توقيعا مغربيا أصيلا.
في سياق متصل، قام المنتج "خالد النقري" بإعادة نشر مشهد قوي من سيتكوم "مبروك علينا" عبر حسابه الخاص على "إنستغرام"، تضمن "كلاشات نارية" للجارة الشرقية، لاقت تفاعلاً واسعاً عبر منصات التواصل الاجتماعي، بالنظر إلى رسائله القوية التي تحمل أبعاداً ثقافية و هوياتية.
هذا المشهد، لم يكن عابراً، بل جاء كرسالة فنية حازمة في وجه محاولات متكررة من الجارة الشرقية الجزائر لطمس الهوية المغربية وسرقة عناصر من تراثنا الوطني، في مقدمتها القفطان. ففي إطار ساخر وحاد في آن واحد، سلط "مبروك علينا" الضوء على هذه السرقات بأسلوب فنّي ذكي، يحمل بين طيّاته الكثير من الفخر والوعي التاريخي.
وأرفق "النقري" هذا المشهد بتعليق جاء فيها: "في تكريم جميل للثقافة المغربية، سلط سيتكوم مبروك علينا الضوء بشكل رائع على القفطان المغربي، رمز الأناقة والتقاليد والرقي"، وتابع قائلا: "إن رؤية هذا الثوب الأيقوني على الشاشة هو فخر وأكثر من مجرد إشارة أسلوبية، إنه احتفال بالتراث المغربي والحرفية التي تمنحه الحياة. تهنئة كبيرة للفريق بأكمله على هذا الإبداع الجميل".
هذا التصريح تفاعل معه الجمهور المغربي بقوة، حيث نوه عدد من متابعي "النقري" بجرأة الطرح واعتبروا المشهد بمثابة "قصف فني عابر للحدود"، يعكس وعياً متزايداً لدى صناع الفرجة في المغرب بأهمية حماية الموروث الثقافي من محاولات الاستيلاء أو التحريف.
وشدد ذات المتابعين على أن القفطان، الذي يشكل إحدى العلامات الفارقة في الزي المغربي التقليدي، عاد إلى الواجهة كرمز لهوية لا تقبل التزييف، و كتعبير راقٍ عن الأصالة المغربية في مواجهة محاولات التبني غير المشروع من أطراف خارجية، مؤكدين أن سيتكوم "مبروك علينا" لم يكتفِ بتقديم مادة كوميدية فحسب، بل اختار أن يكون لسان حال المغاربة في الدفاع عن تراثهم، وأن يضع القضايا الثقافية في صلب النقاش العام عبر الدراما والفن.
Voir cette publication sur Instagram
الريح المستريح
الكراغلة مافيهم نفس
آسي عبد الإلاه بوسحابة واخا تعيا ماتكلاشي في المراعاة راه مافيهوم نفس قلالين الحياء