أخبارنا المغربية - حنان سلامة
عاشت فعاليات اليومين الأولين من المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط على وقع جدل ثقافي لافت، بعدما تحولت جنبات الرواق المخصص للكاتب السعودي أحمد آل حمدان إلى ما يشبه مهرجان توقيعات جماهيري، غصّت به طوابير طويلة من الفتيات والشباب المغاربة الباحثين عن لقاء خاطف مع صاحب روايات "أبابيل"، و"جومانا"، و"ارسس"، و"مدينة الحب لا يسكنها العقلاء"، وغيرها من العناوين التي صنعت شهرة صاحبها في أوساط القراء الشباب.
وتقاطرت مئات الصور على منصات التواصل الاجتماعي، توثق لحظة التقاء القراء بالروائي السعودي الشاب، مرفوقة بتعليقات تراوحت بين الانبهار والحفاوة، وبين استغراب البعض من هذا الكم الهائل من الإقبال، في مقابل ما وُصف بـ"البرود" الذي يلاقيه كتّاب مغاربة داخل المعرض نفسه، رغم القيمة الأدبية لأعمالهم.
وتساءل عدد من المعلقين عن سر غياب هذه "الهالة" حول الروائيين المغاربة، معبرين عن أسفهم لكون "النجومية الأدبية" أصبحت تصنع في منصات التواصل، لا في صفحات الكتب، بينما أرجع آخرون السبب إلى غياب لغة السرد القريبة من نبض الجيل الجديد، إذ تميل أغلب أعمال آل حمدان إلى الرومانسية والتشويق والرعب والرمزية المبسطة، ما يجعلها سهلة التلقي وسريعة الانتشار.
كما رأى البعض أن جمهور "السوشيال ميديا" صار هو من يحدد من يقرأ، وما يُقرأ، معتبرين أن أغلب الحضور حضروا من أجل صورة في "الستوري"، أكثر مما حضروا من أجل مضمون الكتاب. وذهب آخرون إلى اعتبار ذلك انعكاسا لما أسموه "عقدة الأجنبي"، حيث يجد الكاتب القادم من الخليج أو الغرب ترحيبا أكبر من نظيره المحلي، حتى لو قدم محتوى بسيطا.
غير أن هذا النقاش لم يخل من أصوات دافعت عن هذا النوع من الروايات التي "تُعيد للمراهقين والشباب علاقتهم بالكتاب"، معتبرة أن لكل قارئ ذوقه ومساره، وأن من يبدأ بأعمال أحمد آل حمدان قد ينتهي لاحقا إلى كتب أدونيس أو الطيب صالح أو إدريس الشرايبي. كما اعتبر البعض أن الكتاب المغاربة بحاجة إلى تجديد لغتهم السردية، والاقتراب أكثر من القارئ الشاب بلغة خفيفة وأفكار جذابة تتماشى مع تحولات العصر.
ويشارك الكاتب أحمد آل حمدان في الدورة الثلاثين من المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، الذي تنظمه وزارة الشباب والثقافة والتواصل تحت الرعاية الملكية السامية، إلى غاية 28 أبريل الجاري، بمشاركة مئات دور النشر والمؤلفين من مختلف أنحاء العالم، وبتنظيم خاص هذا العام لجهة الرباط سلا القنيطرة.
ويُعد آل حمدان من أشهر الروائيين السعوديين في الوقت الراهن، حيث دخل عالم الكتابة بروايته الأولى "مدينة الحب لا يسكنها العقلاء" عام 2017، قبل أن تتوالى أعماله التي تجمع بين الرومانسية والخيال والأسلوب البصري الجذاب، مستهدفا شريحة واسعة من القراء الشباب في الخليج والمغرب على حد سواء.
قارئ
كتب
عقدة الاجنبي و تأثير مواقع التواصل الاجتماعي