ليلة افتتاح الكان.. جماهير مغربية من مختلف بقاع العالم تحجّ لمساندة الأسود وتطالب بـ"لقجع" في كل قطاع

الشيبي وإيغامان: نعي تماماً حجم المسؤولية ونطالب بدعم الجماهير المغربية

كواليس الحصة التدريبية الأخيرة للمنتخب المغربي قبل مباراة افتتاح كأس إفريقيا

طنجة تحتضن ختام "مسار الإنجازات" لحزب الأحرار: قيادات الحزب تؤكد على أهمية العمل المستمر

المشاركون بالمحطة الثانية عشرة "لمسار الإنجازات" يخصون أخنوش باستقبال حار في مدينة طنجة

أبرز تصريحات مدرب وعميد منتخب جزر القمر قبل مواجهة الأسود في افتتاح أمم إفريقيا (مترجم إلى العربية)

ترامب ومغارة علي بابا السعودية

ترامب ومغارة علي بابا السعودية

ابراهيم حياني التزروتي

 

380 مليار دولار بالتمام والكمال هو ثمن صفقة حماية النظام السعودي من قبل أمريكا، هو العنوان الأدق لرقم الصفقات الاقتصادية الضخم الذي وقعه الرئيس الأمريكي ترامب مع العاهل السعودي اليوم بقصر اليمامة بالرياض، وهي قمة ضمن ثلاث قمم أخرى، إذ سيكون بعدها القمة الخليجية الأميركية، وبعد ذلك القمة العربية الإسلامية الأميركية.

 

الجميل في الرئيس الأمريكي الجديد أنه صريح إلى أبعد الحدود وما على قلبه على لسانه كما يقال، وعندما قال إن على العربية السعودية أن تدفع ثمن حمايتها فهو قال ذلك وهو متأكد فعلا أنها ستدفع وهو ما تم اليوم...، لكن المشكلة الحقيقية ليست هنا، المشكلة هو أن ترامب سيكون مجبرا على أداء خدمة "جبر الخواطر" للنظام السعودي، وهذه الخدمة لن تقل عن رأس وثمن إركاع النظام الإيراني وإذلاله كثأر من الأخيرة على الجبهتين السورية واليمنية....، وترامب معروف عنه اندفاعه كذلك يعني الأمر قد يتحول لحقيقة وهنا سيبدأ اللعب الحقيقي...

 

فقد يكون ترامب عايش حروب بلاده المختلفة من قنوات التلفاز، وتابع أطوارها من على الجرائد والمجلات المختلفة من على مكتبه الفاخر في برجه ذو الستين طابقا، لكن الرجل سيجد حتما أن تحمل مسؤولية دخول وإدارة حرب ليس هو حتما إدارة شركة أو صفقة تجارية، وأن تكون هذه الحرب مع دولة تتحكم في مئات من الجماعات والحركات الطائفية في منطقة شاسعة تعج بالمصالح والقواعد الأمريكية فتلك قصة أخرى لا ينصح حتى بالتفكير في سيناريوهاتها.

 

لكن من المعروف أن الأمريكيين بارعين للغاية في توظيف "الفزاعة الإيرانية" وخاصة التهديد النووي لابتزاز دول الخليج وكسب مزايا وصفقات اقتصادية عسكرية ضخمة جراء ذلك، هذا دون الحاجة إلى الحديث عن ما يؤدي إليه ذلك من الحاجة الدائمة من طرف هذه البلدان إلى الحماية الأمريكية مما يمنح هذه الأخيرة شرعية دائمة لقواعدها العسكرية المتواجدة بالمنطقة، وبالتالي وجود يد طولا دائمة تحمي المصالح الغربية من أي تهديد كيفما كان بما فيها من تلك الأنظمة نفسها.

 

على الجانب الآخر فالإيرانيين لا يقلون براعة عن نظرائهم الأمريكيين، وهم يعرفون كذلك كيف يتحكمون بخيوط اللعبة ويفرضون أجندتهم في المنطقة، فتارة يتم ذلك بتوظيف فزاعة "الشيطان الأكبر" في سعيهم لاستمالة الشعوب العربية والإسلامية الحانقة من السياسة الأمريكية ضد المسلمين، وتارة أخرى من خلال عرض وفرض نفسها كحامي للمذهب الشيعي مستغلة في ذلك الفوضى الأمنية التي تشهدها المنطقة منذ احتلال العراق إلى غاية اندلاع ثورات الربيع العربي.

 

بل إن هذه الفوضى المنطقة عاملا مفيدا للغاية لإيران، حيث تمكنت الأخيرة من مد عصيها الطويلة في مناطق وبلدان عديدة في منطقة الشرق الأوسط مستغلة في ذلك بشكل كبير النزعة الطائفية وذلك من خلال تقديم نفسها كمدافع وحامي للتيار الشيعي، وهو ما جعل جماعات وتيارات كثيرة تدخل في فلكها من دول مختلفة في المنطقة وحتى من خارجها.

 

لكن على الجانب الثالث فتلك قضية مختلف تماما، فالطرف الآخر في مثلث الصراع هذا مختلف كليا عن الطرفين الأولين، العربية السعودية المضلع الثالث المكمل لهذه المعادلة تسوق نفسها كقائدة مزعومة "للعالم السني" في العالم، فالأخيرة تسعى جاهدة لكي تكون كذلك على أرض الواقع، وهي دفعت جراء ذلك ملايير وملايير الدولارات للعب إحدى الأدوار الرئيسية على الأقل في منطقة الشرق الأوسط مادام ذلك غير ممكن على مستوى العالم.

 

فأي ملاحظ للسياسة الإقليمية للعربية السعودية بشكل عام، من المؤكد بأنه سيخرج بانطباع واستنتاج واحد، وهو أنها سياسة كارثية بكل المقاييس، و أي متعمق أكثر، أو أي متتبع لمجريات الأمور بشكل أدق، سيجد حتما أن الكارثة أعظم بكثير مما هو متصور، فلا هي تخضع لأي منطق جيو-استراتيجي واضح، كما أي دولة تريد أن يكون لها ثقل سياسي إقليمي أو حتى عالمي، ولا هي بانية على أي سياسات ذات معالم واضحة، يمكن من خلالها أن نعرف ماذا تريده هذه الدولة بالضبط؟.

 

ففي كل مرة يخرج الساسة بالبلد بقرارات كبيرة ودون أي مقدمات حتى، بما في ذلك ذات الطبيعة الإستراتيجية منها والتي يمكن أن تحدث تغييرات في توازنات المنطقة، لكن مع

 

ذلك يتم الأمر بشكل فجائي ودون سابق إعداد، والمرجح أنها تكون بدون تخطيط مسبق كذلك، ما ينم عن استخفاف كبير بالأمور وعدم تقدير للعواقب والمسؤولية، أو حتى تقدير للنتائج الوخيمة التي يمكن أن تنتج من تلك القرارات...،

 

لذلك لم تعد المبادرات التي يعلن عنها الساسة داخل النظام في العربية السعودية بين الفينة والأخرى مثيرة للاستغراب ولا حتى العجب، فعلى ما يبدو أصبح الأمر من ملازمات سياسة القيادة الحالية للنظام ، حيث ألفنا أن يخرج علينا كل يوم أحد من الساسة في البلد بفكرة أو مشروع لحرب جديدة، وكأننا أمام مواسم لعروض برامج الواقع التلفزيونية، ولسنا أمام قضايا مصيرية لأوطان وشعوب.

 

فما يستشف من كل أن النظام السعودي أصبح يعيش مأزقا حقيقيا على أكثر من جبهة، خاصة في كل من اليمن وسوريا، وبدل الاعتراف بهزائمها وفشلها المتوالي في السياسة التي تنهجها في المنطقة، فإنها فضلت الحل الآخر وهو أن تغرق معها اكبر قدر ممكن من الدول الأخرى كي لا تتحمل وزر المسؤولية وحدها.

 

من هذا فالذي لا يريد نظام آل سعود أن يستوعبه هو أن لاشيء بإمكانه حماية النظام غير العدل وتقوية الجبهة الداخلية بالعدالة الاجتماعية ، وأن كل صفقات وأسلحة العالم لن تجدي نفعا إذا ما قرر الشعب غير ذلك، أما الشيء الثاني الآخر من الذي لا يريدون فهمه ولا استيعابه هو أن ترامب رجل أعمال لا يعرف شيئا غير الربح والمصلحة، وعندما يجد من يدفع أكثر أو من يحقق ويحمي مصالح بلده بشكل أكبر سيغير وجهته.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة