الرئيسية | أقلام حرة | اللغة التي تدرس

اللغة التي تدرس

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
اللغة التي تدرس
 

يعيش اليوم التعليم المغربي أزمة ثقة بين القائمين عليه من جهة ، و أولياء الأمور و المثقفين من جهة آخرى, لا يخفى عن الجميع ان التعليم يعاني من الناحية التقنية و الفنية و التجهيزية، لدينا مشكل تأطير المعلمين و البرامج التعليمية، ناهيك عن التعليم العالي الذي بدوره يعاني من أزمة مسار . إلى ان قضيتي مع التعليم أعمق فهي قضية إستراتيجية و تمثل ثقافة وطن و هويته . قضيتي مع التعليم يدور حول اللغة الوطنية التي تدرس و اللغة المتحدثة (الداريجة).

 

قبل الخوض في هذه المسالة أريد ان أوضح من وجهة نظري ان اللغة هي ليست طريقة تخاطب فقط بل هي أسلوب حياة و طريقة فهمنا و إدراكنا لما يدور من حولنا و من هنا أطرح الأسئلة التالية :

 

هل اللغة العربية الفصحة تمثل الشخصية المغربية ؟

 

هل اللغة العربية التي اتبطنا بها هي فعلياً لغتنا التي تمثل هويتنا و مسارنا التاريخي الذي لتذكيرهو بعيد عن المشرق الذي أتت منه هذه اللغة ؟

 

هل هذه اللغة تشمل و تستوفي كل جوانب تواصلنا ؟

 

هل لو تعلمت اللغة العربية استطيع العيش و التعامل بها في وطننا المغرب كاللغة الإنجليزية في أمريكا و الفرنسية في فرنسا و الألمانية في ألمانيا؟

 

سطوري القادمة هي محاولة فهم و إجابة عن أسئلة تواجهنا بصفة يومية خصوصاً آن المغرب اليوم يواجه تحديات ثقافية و حضارية مهمة و المرحلة في نظري هي مرحلة مفصلية و حان الوقت لنعيد تقييم خيارتنا.

 

نحن نتعامل بازدواجية مع لغتنا(الدريجة)، فنحن ندرس اللغة العربية كاللغة وطنية و نهمل اللهجة الاصلية (الدريجة) بالرغم هي التي عاصرت تاريخنا و عاشت تجاربنا ، و مع توسع ادراكنا المعرفي و الديني و الإنفتاح على الأخر, سُجنت كما سُجنت الأمة في عهد الحماية و الإستعمار و إنطلقت للمستقبل مع بزوغ فجر الإستقلال, إكتسبت كلمات فرنسية و إسبانية مع تجربتنا مع الشعبين و إنطلقت بعيداً في التسامح لتعكس وجه الشخصية المغربية المنفتحة على ثقافة الأخر محافظة على تاريخ غني و متنوع ،هذه اللغة التي تعكس الشخصية المغربية و تعكس التنوع الثقافي و المناطقي لنا كمغاربة بل أكثر هذه اللغة هي تمثل الانسان المغربي بكل تاريخه و جغرافيته.

 

اللغة المغربية كما أحب أن أُسميها هي لغة قديمة ضاربة في تاريخنا ممثلة لنا فلغتنا تميزت و راعت الإستقلالية التي نعم بها المغرب .إلتفاتنا للغة و إعطاء الدريجة حقها سوف ينصف الأدب المغربي و مفكريه و يعطيهم المساحة ليعبروا عن قضاينا كمغاربة اليوم باللغة يفهما جميع المغاربة. أنا هنا أضيء على مكون مهم جدا ًساهم و مثل و حافظ على هويتنا و إستقلالنا و ما أطالب به ليس بجديد و نحن لنا بالحضارات الآخرى فمثال فرنسا قامت بنفس العملية عندما اعتمدت الفرنسية كاللغة وطنية و اصبحت اللاتينية هي اللغة الكلاسكية الام و في نظري هدا تقدم و تطور مهم لابد ان يحدث.

 

اعتقد لابد ان نبدأ في اعداد و تأهيل اللهجة المغربية كاللغة بأنشاء الاكادمية الملكية للغة الوطنية لتقوم بتجهيز و وضع تصور للغة و بنا اركانها, و بنا قواعدها و تبني الحروف الابجدية التي اقترح و اتصور ان تكون مشتقة عن اللغة العربية الكلاسكية.

 

بعد تهيئة اللغة نبدا في اعتمادها تدريجيا في مناهجنا التعليمية و بدء استخدامها رسميا.

 

 

حان الوقت نتعامل بكل ثقة بانفسنا أولاً و بهويتنا المتنوعة الغنية و ايرثنا الثقافي و الادبي لنعطي لغتنا مكانتها و لتكون ضمن مناهجنا الوطنية لتنصف و تأخد مكانتها.

مجموع المشاهدات: 1151 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة