ليلة افتتاح الكان.. جماهير مغربية من مختلف بقاع العالم تحجّ لمساندة الأسود وتطالب بـ"لقجع" في كل قطاع

الشيبي وإيغامان: نعي تماماً حجم المسؤولية ونطالب بدعم الجماهير المغربية

كواليس الحصة التدريبية الأخيرة للمنتخب المغربي قبل مباراة افتتاح كأس إفريقيا

طنجة تحتضن ختام "مسار الإنجازات" لحزب الأحرار: قيادات الحزب تؤكد على أهمية العمل المستمر

المشاركون بالمحطة الثانية عشرة "لمسار الإنجازات" يخصون أخنوش باستقبال حار في مدينة طنجة

أبرز تصريحات مدرب وعميد منتخب جزر القمر قبل مواجهة الأسود في افتتاح أمم إفريقيا (مترجم إلى العربية)

أغمات ... من مملكة كتبت التاريخ .. إلى جماعة بلا تاريخ

أغمات ... من مملكة كتبت التاريخ .. إلى جماعة بلا تاريخ

علي مفتاح

كل طرق الإقصاء و التهميش المعلن و الخفي تؤدي إلى أغمات ، أغمات هذه القرية التي ،من فرط اللاتغيير و اللااقلاع المضروب عليها، تحصي مآثرها كما تحصي الخيبات التي عمرت عجافا لسنوات عديدة ، و هي الطفلة التي كانت فيما مضى ،تنسج للتاريخ عباءات و ابتسامات للعابرين للضفة المشرقة للذاكرة الحية ، أغمات و أن اختلفت الروايات كانت قبلة الحالمين بنقش الاسم و وشم الخطوة و هي تمشي مزهوة نحو ذلك الغد الذي سيذكره التاريخ و لن ينساه ،أغمات كانت البدء و المنطلق لحضارة يفتخر المغرب الأقصى كله أنه ينتمي إليها و تنتمي إليه، و المرابطون الجدد ها هنا ، يكتبون سيرة القرية التي كانت فيما مضى مملكة ،و أصبحت اليوم رصيف العابرين نحو التهميش و الاذلال في كل تجلياته ، ماذا صنعت أغمات لكي تساق و سكانها الطيبون نحو الموت السريري ،فلا التعليم تعليما ،يفتقد لأدنى الشروط التربوية و التعليمية ، مدارس مهترئة ،نخرتها السنين و أكلت من حائط مبكى الأبجديات ،مؤسسات تعيش دمار سياسات القطاع ،فحجرة الدرس تخلت عن ملامحها و لبست حلة اسطبل بلا ملامح ، حجرتان لكل المستويات، إنها سياسة مقصودة من نظام تعليمي فاسد ،يبني مقوماته و خططه الماكرة كي يبقى الوضع على ما هو عليه ،فالتلميذ لا يعمر طويلا في مقعده، و المحظوظ بينهم من يقاوم حتى يصل إلى الشهادة الابتدائية، شهادة " سرّاح " بلا قطيع ، كل الاحصائيات الرسمية و الاستطلاعية تؤكد أن واحدا من خمسة تلاميذ ينتقل الى الاعدادية ، و المسافة الفاصلة بين كل الدواوير الواقعة بمنطقة " تامسولت " و القرية و اعداديتها الوحيدة تصل الى 12 كلم ، انه رسم سريالي ، تجريدي لا يمكن لاي باحث أن يفك طلاسيمه المعقدة ، و دار الطالب الوحيدة المتواجدة بالقرية لا تتوفر على أدنى شروط الإيواء ، قلت دار الطالب و لم أقل دار الطالبة ، فالفتاة هنا يحدد مصيرها مسبقا من قبل عقلية ترى في الطفلة آلة، أداة مكانها الحقل و البيت ، فجمالك يا زينب النفزاوية و حكمتك التي كان لها الدور الفاعل في رسم معالم دولة قوية فيما مضى، لم نستطع أن نستوعب مضامينه كي نغير من هذه الصورة الدونية للمرأة و الفتاة القروية ، مع العلم ،و للأسف الشديد، أن خطابهم الرسمي يسعد بالتغني و التطبيل للانتصارات و الإنجازات الواهية و الهشة فيما يصطلحون على تسميته ب " سياسة النماء و البناء و المساواة بين الجنسين " ، استيقظوا من سباتكم ،يرحمكم الله .

سرت طويلا بين الاحراش و المداشر ، الجبال هنا صامدة صمود ساكنتها ، غابات و وديان ،و كل المؤهلات الطبيعية الفاتنة تعطي الانطباع الجميل و الحالم ، أن المنطقة مؤهلة لكي تلعب دورا مهما و فاعلا في النسيج السياحي ، الغابات هنا تتوفر على ثروة نباتية و حيوانية مهمة جدا ، لكن غياب سياسة ترشيد حقيقية للقطاع الغابوي و غياب شبه تام لفاعليات المجتمع المدني و كذلك تقاعس المسؤولين في أداء واجبهم المهني ،افرز لنا واقعا غابويا يدمي الفؤاد ، نهب شبه يومي للغابة و قتل ممنهج لكل معالمها و ملامحها ، أكوام نارية هنا و هناك لصنع الفحم الخشبي ، قطع كل مختلف الاشجار بطريقة وحشية و غياب ، و ان لم أقل تواطؤ، المسؤولين عن حماية الغابة من هذا الدمار الكاسح الذي قد يؤدي بنا الى كارثة بيئية ، هذا بالإضافة إلى شبه غياب جمعيات المجتمع المدني التي كان من المفروض أن تلعب دور المرشد التحسيسي لحسن تدبير القطاع و صيانته و المحافظة عليه من تلك العصابات التي تتقن وأد الجمال .

قلت و أعيد ، أن كل الطرق تؤدي الى معاناة هؤلاء الطيبين ، في صمود يبتسمون للجرح ، يضمدوا جراح بعضهم البعض ، قد ينسل المرض إلى أحدهم لدغة عقرب ، يكتفون بما تعلموا من وسائل الصمود أمام المرض و النكبات الصحية ، فالقطاع اللاصحي مريض في كل ربوع هذا الوطن العزيز ، لكنه هنا على فراش الموت يكتب وصيته الأخيرة : " تدبروا أمركم أيها الفقراء " ، مستوصف واحد ب" اثنين أوريكا " يتيم يأتي اليه المرضى من كل فج سحيق ، طبيب واحد و مولدة ، لا شروط صحية و نظافة المكان أعلنت الحياد ، كل الاخطاء الطبية معلنة هنا ، فمخاض الولادة يطلب التأجيل ،سيارة اسعاف واحدة تتوسل من يسعفها من هذا المآل ، طابور طويل و الكل يئن ، و قاعة الانتظار مازالت تنتظر من يقوم ببنائها و يرفقها الى هذه المؤسسة الصحية التي تسمى مجازا بمستوصف المنطقة .

 

كفاكم عبثا بهؤلاء المستضعفين، الذين شاءت أقدارهم أن يمشوا في الظل ،لا يلتمسون سوى جرعة كرامة ،فالواقع المزري لكل هذه القطاعات الحيوية و

 

 

مشاهدها المرضية تعطي الدليل أن الصبر مع الصمت هو مسار حياة فرض على كل المستضعفين هنا ، و ربما غدا أو بعد غد ، قد يتحول بحد سلطة البحث عن العيش الكريم الى أفواه تجيد الدفاع على منظومة الانسان في كل تجلياتها و بكل الطرق .


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة