وجدة تحتضن ندوة علمية حول مستجدات قانون المسطرة الجنائية 23.03: رهانات الإصلاح وآفاق التطبيق

انقطاع فرامل حافلة للنقل الحضري بوجدة… اصطدام عنيف بسور إسمنتي ينقذ الركاب من فاجعة محققة

ميدلت.. الأطلس يرتدي حلته البيضاء ويحول الإقليم إلى لوحة طبيعية خلابة

في أول ظهور له.. دفاع “إسكوبار الصحراء”: موكلي ضحية وأطراف أخرى متورطة في الاتجار بالمخدرات!

الدورة الـ 13 للاجتماع رفيع المستوى بين المغرب إسبانيا …سانشيز يستقبل عزيز أخنوش

لحظة وصول التيكتوكر "بنشقرون" على متن سيارة الدرك لمحكمة الاستئناف بطنجة

وصف خطاب الملك بـ"المستفز للأحزاب".. تدوينة لنائب عمدة طنجة تثير جدلا واسعا

وصف خطاب الملك بـ"المستفز للأحزاب".. تدوينة لنائب عمدة طنجة تثير جدلا واسعا

أخبارنا المغربية- عبد الإله بوسحابة

أثارت تدوينة نشرها "محمد غيلان"، نائب عمدة مدينة طنجة، والمنتمي لحزب التجمع الوطني للأحرار -أثارت- جدلًا لافتًا في أوساط المتتبعين للشأن السياسي، وذلك بعد أن وصف خطاب الملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش بكونه "يستفز الأحزاب"، داعيًا إياها إلى انتقاء الفاعلين السياسيين الأجدر، بما يليق بمغرب يتأهب لمرحلة سيكون فيها محط أنظار القارة الإفريقية والعالم.

 ورغم أن مضمون التدوينة يصبّ في الاتجاه العام للدعوة الملكية لتجديد النخب والقطع مع الرداءة والفساد السياسي، إلا أن العبارة المستعملة في صدر التدوينة – وتحديدًا "الملك يستفز الأحزاب" – سرعان ما فجّرت نقاشًا لغويًا ودلاليًا حول مدى لياقة هذا التعبير حين يُنسب إلى الملك، وما إذا كان يعكس وعيًا كافيًا بمقام التخاطب مع المؤسسة الملكية ورمزية لحظتها الدستورية.

هذا الانقسام في التفاعل مع التدوينة كان واضحًا، فهناك من قرأ العبارة بوصفها سقطة لغوية غير محسوبة، لا يليق أن تصدر عن فاعل سياسي يتبوأ موقعًا رسميًا داخل جماعة كبرى مثل طنجة، لما تحمله الكلمة من دلالات تصادمية قد توحي بمواجهة أو تقريع، في حين أن الخطاب الملكي جاء بصيغة مؤسسة، حازمة نعم، لكنها مُحاطة بإطار من الاحترام المؤسساتي والرغبة في التصحيح والتوجيه، وليس الصدام أو الاستفزاز.

في مقابل ذلك، رأى آخرون أن المقصود بـ"الاستفزاز" ليس سوى دعوة إلى استنهاض الهمم وتحفيز الأحزاب على مراجعة اختياراتها وتجاوز حالة التراخي والعجز التي طبعت أداءها في مراحل سابقة. وفي هذا التأويل، تُفهم الكلمة بوصفها تعبيرًا عن "القلق الملكي النبيل" تجاه بطء الإصلاح السياسي، لا أكثر.

غير أن ما يعيد هذه الواقعة إلى صلب النقاش العمومي، كونها تكشف مجددًا عن هشاشة أدوات التواصل لدى فئة عريضة من النخب السياسية، خصوصًا حين يتعلق الأمر بمواقع التواصل الاجتماعي، حيث تغيب في كثير من الأحيان الرقابة الذاتية، وينعدم التقدير الدقيق لوقع الكلمات. فليس كل ما يُقصد يُفهم كما أُريد له، وليس كل تعبير صالحًا للاستعمال العمومي، خصوصًا حين يتعلق الأمر بالخطابات ذات الرمزية العالية، كخطاب العرش، الذي لا يُناقش فقط في محتواه، بل في مقامه وأسلوبه ودلالاته المؤسساتية العميقة.

الأزمة هنا ليست في النوايا، بل في الأداء، وحتى إذا افترضنا حسن نية محمد غيلان، فإن ذلك لا يعفيه من المسؤولية، لأن الفاعل السياسي اليوم لم يعد فقط مطالبًا بالكفاءة التقنية أو الانتماء الحزبي، بل بات ملزمًا بامتلاك حسّ لغوي راقٍ، وذكاء تواصلي يؤهله لصياغة المواقف بلغة واضحة، موزونة، ومتناغمة مع حساسية السياق. 

إن تدوينة واحدة، بكلمة واحدة غير محسوبة، قادرة على تحوير النقاش، وتشتيت الرسائل، وربما أيضًا خلق سوء فهم لا يخدم لا المؤسسة التي ينتمي إليها صاحب التدوينة، ولا الخطاب الملكي نفسه.

من هذا المنطلق، تبرز الحاجة الملحة إلى مراجعة جذرية لطريقة إعداد المنتخبين والفاعلين السياسيين، ليس فقط في الجوانب التقنية للتدبير، ولكن في مهارات التواصل والخطاب السياسي، لأن المرحلة المقبلة، كما أكد جلالة الملك، تحتاج إلى نخب مسؤولة، مدركة لما تقول، وكيف تقول، ولماذا تقول. فالمغرب وهو يخطو نحو تحديات إقليمية ودولية متسارعة، لا يمكن أن يحتمل تواصلًا مرتجلًا، ولا لغة فضفاضة، ولا تعبيرات قابلة للتأويل المغلوط. السياسة، كما الخطاب، لم تعد هواية ولا اجتهادًا فرديًا، بل صارت علمًا ومهارة يجب امتلاكها وممارستها باحتراف.

إن قضية تدوينة غيلان ليست عابرة، لأنها لا تعكس فقط موقفًا أو تأويلًا، بل تكشف خللًا بنيويًا في علاقة جزء من الفاعلين السياسيين باللغة السياسية، وهذا في حد ذاته مؤشر مقلق على حجم المسافة الفاصلة بين تطلعات الدولة، وتكوين من يُفترض أن يُجسد تلك التطلعات في الميدان، لذلك، فإن الحادث، في عمقه، ليس سوى تذكير بأن أزمة السياسة في المغرب ليست فقط أزمة مؤسسات، بل أيضًا أزمة خطابات.


عدد التعليقات (7 تعليق)

1

مغربي

قلة الحياء

إنه سوء الأدب و قلة الحياء تجاه المؤسسة الملكية ، و هذا ليس بجديد ولا غريب على منتمي هذا الحزب .

2025/08/05 - 12:11
2

abdell ah tahli

ABDALLAH

QUAND UN RESPONSABLE POLITIQUE D UN PARTI ET ELU ET ADJOINT DU MAIRE D UNE GRANDE VILLE DU NORD COMMENTE LE DISCOURS ROYAL DU TRONE EH BIEN IL DOIT PRENDRE LES PRECAUTIONS NECESSAIRES CONCERNANT LA LANGUE UTILISEE LE CHOIX DES MOTS ET EXPRESSIONS APPROPRIES AU PROTOCOLE ET TOUT DEPASSEMENT DE CE RITUEL EST TRES GRAVE

2025/08/05 - 12:21
3

الريح المستريح

قفوح لا يعلم معنى الدلالات

هذا قفوح لايعلم معنى الكلمات مصطلح ليس في محله صاحب الجلالة لا يستفز بل يوجه الفاعلين السياسيين للطريق الصحيح وعلى غيلان ان يتحمل وزر كلامه اويرجع لمسقط رأسه ببني غرفط

2025/08/05 - 01:03
4

هدى

خائن

هذا الشخص كلامه رذيء ومن الممكن ان يكون خائننا لوطنه

2025/08/05 - 01:20
5

العلوي

لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم

يجب تنقية القاموس اللغوي للخطاب السياسي و مراقبة الفاعل السياسي فيما يقول و محاسبته عندما يتجاوز الحدود والاداب والاخلاق

2025/08/05 - 02:26
6

مغربي

خطأ مطبعي

ربما المصحح الالكتروني حول كلمة "يستنفر" الى كلمة أخرى غير مقصودة

2025/08/05 - 03:23
7

لا احبكم

غيلان الرديء في كل شيء

وجد الكراسي فارغة من النخبة المثقفة ، فا تنقض على المناصب السياسية ضنا منه ان العمل السياسي هو جمعية أباء التلاميد لمؤسسة تربوية لا يعلم ولا يعي انه يمثل نخبة من الشعب ، لكن للاسف حتى الشعب لا يحسن الاختيار او للاسف حتى نخبة المثقفين تعطي المساحة كاملة لمثل هؤلاء الهجيج لكي يتكالبوا هو على المسؤوليات وسرقات البقع الأرضية وبناء المقاهي على . مرءى ومسمع منهم ، والواقع يحكم علينا ان لا نترك المجال لهؤلاء المارقين السفلة الذين لا يحسنون صناعة الكلام والرد وخصوصا على خطاب العرش اذا هذا النائب يجب ان يحاسب

2025/08/06 - 01:34
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات