الرئيسية | دين ودنيا | آداب شبكة الإنترنت ولياقات التواصل عبرها

آداب شبكة الإنترنت ولياقات التواصل عبرها

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
آداب شبكة الإنترنت ولياقات التواصل عبرها
 

من يحضر جلسات النقاش والدردشة التي تجري عبر مواقع إنترنت عالمية وعربية ، يخال أن " الدنيا سايبة " ، لكنه يطمئن إلى أن الكم الهائل من اللغو المنتشر في الشبكة ، لا أثر فعليـًا له في الحياة العامة ، غير تأجيج الكبت الذاتي ، فالكلام مهما بلغ يبقى كلامـًا هباءً في فضاء إلكتروني غير ملموس ، ما لم يكن معقولاً بمرساة الواقع .

 

وفيما عدا الحلقات المحصورة بذوي اهتمامات مشتركة ، والتي تفرض على الدخلاء أنماط تعامل صارمة - يقتدون بها أو يُنبَذون - تخلو الشبكة من أي وازع .

 

حتى أن " نيتيكات"Netiquette مجموعة النصح والإرشادات السلوكية التي تحدد آداب التعامل ولياقاته في ملتقيات الشبكة المختلفة ، والتي تراكمت اصطلاحاتها بالممارسة ، ليست ملزمة في أي شكل من أشكال ، ويستحيل أن تكون كذلك .

 

وللحد من الابتذال الواضح ، لا تكفي الدعوة إلى " الاحترام المتبادل والابتعاد عن التشهير والتجريح " التي توضع عند " مداخل " المنتديات وغرف الدردشة ، فمنذ ظهورها ، سهّلت الإنترنت على كثيرين انتحال صفة " مجهول " (لا يُحاسب على شيء ) ، فاتخذوا من خفاياها " غرفـًا مظلمة صماء " يبوحون فيها بما لا يجرءون عليه علانية .

ولعل نظرة سريعة إلى بعض الدردشات والنقاشات الدائرة وإلى بعض الرسائل الإلكترونية تؤكد هذا القول .

 

وهناك تطفو على السطح ركاكة اللغة ، واستسهال الكتابة ، وتفكك المضمون ، وزيغ التوجه ، أما في العمق فسخف وابتذال وجهالة وادعاء ، وحقد ، وازدراء لـ " لآخر" .

 

ولا يطاول هذا الكلام من لم يُقم في الإنترنت ساترًا يُخفي وراءه فصامة فصرح عن نفسه ومكانه ، وأعلن أفعاله وأقواله وكثيرة هي الأمثلة على تلاقي أشخاص عبر الشبكة على أفكار ومشاريع وشركات ، وحتى على زواج عام على الشبكة المتبادلة مع الأخرى ، وعلى عدم الخوف من الاحتكاك بذاك الغريب المختلف ثقافة وموطنـًا ، وقبوله مثلما هو - بقي زعمه صحيحــًا - إلا أن تلك الأمثلة غيض ضئيل من فيض الترّهات .

 

وفي كل هذا ، يبدو أن " نيتيكات " لا تعدو كونها محاولة لتضييق رقعة الاختلاف في الثقافة واللغة والطباع ، بين البشر المشبوكين من خلال اقتراح أساليب للتعبير والتعاطي مع الآخرين ، كتابةً - أي غيابـًا - بما يجنّب المستخدمين الجديين الوقوع في شرك تباينات ، قد يجهلونها .

ومن هنا تشجع " نيتيكات " على التحلّي بحسن الأخلاق - من خلال الاعتدال ورحابة الصدر - وبالحكمة - من خلال التمهّل في الإجابة - وبالإدلاء بما قلّ ودلّ - وتحاشي الإيجاز الشديد - .

 

وقد توصل جامعوها إلى رصد بعض الممارسات غير المحبّذة ، وتتلخّص بالآتي :

- عدم البعث برسالة تطالب مستلمها بإرسالها إلى عدد من الأشخاص .

- عدم نشر الأخبار الكاذبة .

- وعدم نشر رسالة ذات طابع شخصي - من دون إذن مرسلها - .

- وعدم اشتراك في نقاشات حامية ، أو إثارة الفتن ، أو التحريض .

- فضلاً عن عدم الكتابة بأحرف - لاتينية - كبيرة ، لئلاً يُفسر بأنها صريخ ، ويقابل ذلك بالعربية عدم الإكثار من النقاط الثلاث (…) ، لئلا يحار القارئ ، إذ يظن أن عليه ملء الفراغات كذلك ، رفعوا بعض التوصيات منها : ألا يتجاوز السطر (65) حرفـًا ، وأن يضاف التوقيع مع الاسم ، والإحداثيات ، وأن يعكس سطر الموضوع مضمون الرسالة ، في وضوح ، وفي ملتقيات النقاش ، ينبغي إلقاء التحية عند الدخول والخروج ، ومتابعة ما سبق من آراء قبل التدخل ، وقراءة أصول التعامل التي تتقيد بها مجموعة معينة ويُفضل الاطلاع على المحتويات المنشورة سابقـًا ، تفاديـًا للوقوع في التكرار .

 

عن اسلام.ويب
مجموع المشاهدات: 3311 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة