المتسولون الأفارقة أغرقوا مراكش وسط صمت السلطات
أخبارنا المغربية - محمد اسليم
على امتداد الشوارع الكبرى، وبقرب كل الأضواء الحمراء يقف العديد من الأفارقة والإفريقيات ينتظرون توقف العربات لاصطياد سائقين وسائقات واستجدائهم للحصول على بضع دريهمات إن أمكن... متسولون احتلوا في السنوات الأخيرة هاته السوق، ودفعوا بزملائهم المغاربة خارجها..
خلال اختراقك لمدينة مراكش، وقرب المدارات البعيدة عن المراقبة الأمنية طبعا، يمكن أن تعد 4 أو 8 ولربما 16 متسولا ومتسولة ولربما أكثر، لكل طريقته للإستجداء، فالبعض وبلغة فرنسية والبعض الآخر بعربية ركيكة، المهم أن الكل جائع والكل يريد الأكل، جربت مرة إعطاء أحدهم رغيفا وجبنة رفضها وطلب درهما أو درهمين فقط... آخرون وأخريات باتوا يحملون أطفالا صغارا وأحيانا رضعا، ومعهم علب حليب فارغ... فيما صنف ثالث يحمل لوحة كتب عليها بالعربية أو الفرنسية: "ساعدوني أبحث عن عمل"، وَطبعا في انتظار عملٍ يأتي وقد لا يأتي درهم "سيل ڨو بلي"...
فتيحة وفي حديثها لأخبارنا المغربية بدت قلقة وهي تتحدث عن أعداد المتسولين الأفارقة والتي ترتفع كل يوم.. معتبرة أن لدينا ما يكفي من المشاكل و مقترحة التعامل بصرامة مع هؤلاء وترحيلهم لبلدانهم الأصلية.. أحمد من جهته تساءل عن الظروف التي تمكن فيها هؤلاء من تجاوز الحدود بشكل "سري"... وقال: "الآلاف من المهاجرين الغير القانونيين والسريين يعبرون الحدود ليتحولوا لمتسولين يسيؤون لصورة المغرب والمغاربة"، أما سعيد الأربعيني فبدا متعاطفا مع هؤلاء خصوصا وأن الكثيرين قادمون من مناطق نزاع وحرب ومرض وفقر.. واقترح بالمقابل تأطيرهم بدعم من الإتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بشكل إنساني.. ليختم: نحن كذلك لنا مواطنون مهاجرون بشكل سري بالضفة الأخرى.. يعلم الله وضعهم...
آراء ومواقف لمراكشيين تتراوح بين التعاطف والتودد والصرامة تجاه هؤلاء الآفارقة "المتسولين"، في ظل سكوت غير مفهوم لسلطات تتجاهلهم حينا، وتغض الطرف عنهم حينا آخر وتطاردهم حينا ثالثا...
شاهد أيضا :
عدد التعليقات (16 تعليق)
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟