ولاية أمن تطوان تعبئ مختلف وحداتها لتأمين احتفالات رأس السنة الميلادية

تحت الأمطار.. استعدادات أمنية مكثفة لتأمين احتفالات رأس السنة الميلادية بفاس

موظفو المالية يخوضون وقفة احتجاجية وطنية رفضا لمقتضيات القانون 14.25

غضب جماهيري تونسي بعد التعادل أمام تنزانيا: منتخب ضعيف بلا روح وأداء مخيب

وسط أجواء قاسية.. السلطات المحلية بتزي نغشو تواصل فتح الطرق المقطوعة بسبب الثلوج بإقليم ميدلت

مغاربة يدعمون المنتخب التونسي أمام تنزانيا في أجواء أخوية بالملعب الأولمبي بالرباط

عن الحب وأشياء أخرى...

عن الحب وأشياء أخرى...

رضوان زروق

 

فاجأتني ابنتي الصغيرة منال حينما قصت ورقا أبيض على شكل قلب ، وكتبت عليه : أحبك يا أبي كثيرا كثيرا...

 

- قالت : أتدري ما المناسبة ؟

 

- لا

 

- عيد الحب.

 

جميل أن يكون للحب عيد ، والأجمل التفكير بشكل جدي في هذا الموضوع المربك.

 

صديقي محمد يردد على مسمعي دائما هذا السؤال : هل يوجد حب ؟

 

يبدو أن موضوع الحب يندرج في سياق الأسئلة الوجودية .

 

الحب ،السعادة ،الجمال ،الحق والخير ،مواضيع للدين و الفلسفة والخرافة و العلم على السواء.

 

سؤال الحب ، سؤال قديم جديد ، يشعرنا بالارتباك كلما فكرنا فيه.

 

هل نذهب مذهب بعض الفلاسفة و المفكرين في أن الحب و السعادة لا تنتميان إلى عالمنا هذا ، عالم الشقاء و النقص والظلال ؟

 

مذهب يجعلنا نريح ونستريح.

 

إن هذا الطرح يربط الحب بالفقد ، أي أننا شديدو التعلق بما لا يمكن إدراكه ، وما لا نملكه ،نوليه الأهمية ونربط به سعادتنا وراحتنا النفسية : العمل – الزواج – الشواهد العليا – السفر - المال ...الخ ،وذلك تحت شعار : إذا تحقق هذا الأمر سأكون سعيدا.

 

هكذا يفوتنا الدرس الرواقي الجميل : هناك أشياء تتوقف علينا وتتعلق بنا ، وأشياء لا تتوقف علينا .

 

المطلوب : الاهتمام والفهم والإنجاز للأشياء التي تتوقف علينا.

 

فيلسوف الأمل و السعادة سبينوزا يؤكد أن الفلسفة جعلته سعيدا ، وأن السعادة والحب عبارة عن غبطة داخلية ، و مشروع الحب ينتمي إلى عالمنا هذا ، وأنه ممكن التحقق.

 

هل هناك عقار يمنحنا الحب ؟

 

هل يوجد هرمون مسؤول عن رفع وخفض مستوى الحب ؟

 

هل هناك شخص يمكنه أن يشعل الجذوة بدواخلنا ؟

 

هل المعرفة وحدها كفيلة بأن توصلنا لطريق الحب ومتعته وطعمه وشكله وتجلياته ؟

 

إريك فروم يذهب في كتابه "فن الحب " أن الحب إنجاز . ليس أمنية ، ولا صدفة ، ولا يحدث من أول نظرة.

 

كريشنا مورتي يقول في معرض جوابه عن سؤال كيف نكتسب الحب : أفرغ قلبك من الحقد و الضغينة والأنانية ، وسيجد الحب طريقه إليك تلقائيا .

 

للحب عند زكرياء ابراهيم في كتابه " مشكلة الحب " أشباه وأشكال وأنماط وأطوار ، وله أيضا حياة وموت.

 

الحب في التراث الصوفي يخرس اللسان : كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة ( النفَري ) ، في حين الحب الذي نريده لا يتأتى إلا من خلال التعبير ، وأول درجاته التعبير اللفظي.

 

هل ادعى قيس بن الملوح الجنون حتى يكسر أغلال المجتمع التي تحول دون التعبير الصريح و المعلن –أمام الملإ – عن الحب؟ تمرد على التمثلات الاجتماعية .

 

ألا تستحق منا ليلى الأخيلية – المجاهرة بالعشق - الذكر في هذا المقام ، هي الأخرى التي كسرت القاعدة في أن الشاعر ( الذكر) هو من يحق له ذكر حبيبته في قصائده ؛ فأنشدت شعرا في حبيبها (توبة ) ، وذلك إيذانا بنهاية الهيمنة الذكورية ؟!

 

هل يصدق على الحب ما يصدق على أشياء أخرى في الحياة من قبيل :

 

- أن تعيش الحب أيسر من أن تفكر فيه .

 

- أنه لا نشعر به إلا حين نفقده .

 

نصائح أخيرة لابد منها : أطباء بلا حدود

 

* الراحة

 

* المجهود البدني المنتظم

 

*الحمية

 

* التعلم باستمرار

 

* الأصدقاء

 

* الثقة بالنفس

 

* الهواء وضوء الشمس

 

شكرا – صغيرتي – منال لأنك سمحت لي أن أجوب دروب الحب الملتوية من جديد .

 

أما أنتم و أنتن ، ففكرتي الأخيرة هي :

 

إذا أنهيتم قراءة هذه الكلمات ، وقد صارت أفكاركم منظمة وأحسستم براحة ، وربما بنشوة فقد فشلت في مهمتي.

 

أريد أن أقلق راحتكم ، وأبعثر فكركم ، وأهاجم سكينتكم .الأمر يستحق.

 

.......................................................................................دمتم أحبابا ومحبين.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات