ولاية أمن تطوان تعبئ مختلف وحداتها لتأمين احتفالات رأس السنة الميلادية

تحت الأمطار.. استعدادات أمنية مكثفة لتأمين احتفالات رأس السنة الميلادية بفاس

موظفو المالية يخوضون وقفة احتجاجية وطنية رفضا لمقتضيات القانون 14.25

غضب جماهيري تونسي بعد التعادل أمام تنزانيا: منتخب ضعيف بلا روح وأداء مخيب

وسط أجواء قاسية.. السلطات المحلية بتزي نغشو تواصل فتح الطرق المقطوعة بسبب الثلوج بإقليم ميدلت

مغاربة يدعمون المنتخب التونسي أمام تنزانيا في أجواء أخوية بالملعب الأولمبي بالرباط

العلوم الإنسانية بين مشروعية القبول وإكراهية الرفض

العلوم الإنسانية بين مشروعية القبول وإكراهية الرفض

أسامة عريوي

 

 

الذي يعود إلى تاريخ هذه العلوم من خلال التبحر في كتب التاريخ التي ترصد لنا بشكل جلي جل النكسات والأزمات التي شهدتها هذه العلوم خلال فترات زمنية مختلفة،يلمس بوضوح قمة الخناق التي عانت منه هذه العلوم سواء في العالم العربي الإسلامي أو في العالم الغربي  على حد سواء،هذه المعانات التي لم يوضع لها حد بل تزداد حدتها بازدياد السنوات في مزبلة التاريخ المتأزمة ،هذه الأمور تدعنا بين إشكالين ،إشكال القبول وإشكال الرفض لهذه العلوم ،قبل الخوض في كل هذا لا بد لنا أن نجيب ولو بشكل سريع على تساؤل جوهري ،لماذا العلوم الإنسانية ؟؟؟؟

هذا السؤال لربما سالت على إثره دماء ولربما أبيدت على وقع المحاولة على الإجابة عليه جماعات ،إذا تأملنا في متغيرات هذا السؤال نجد أنه يحوي متغيرا مركزيا وهو الإنسان ،إذا لماذا الخوف  من علوم تهتم بالإنسان بالكائن البشري ،إذا كان الإنسان وواقع هذا الإنسان وعلاقات هذا الإنسان بالمحيط الإجتماعي ككل،لماذا هذا الخناق على علوم تهتم بالإنسان .

إن الناظر بعين التفائل ومن زاوية النظر هذه سيجيب بإيجاب ،لكن المتأمل بعمق سيجيب قطعا بأن العلوم الإنسانية تعيش أزمة في ظل واقع اجتماعي يتخبط في قمة الأزمات، واقع اجتماعي تشوبه الظواهر من كل الجنبات ...

وكما نعلم ان العلوم الإنسانية في بدايتها جائت من أجل تحرير الإنسان ومن أجل بث روح التأمل في طريقة تفكيره ،التامل في نفسه اولا وفي علاقته بالطبيعة وفي علاقته بالمحيط هذا التأمل ليس تأملا عاديا عاميا بل تأمل علمي عميق، والكل يعي الصراع الذي عاشته أروبا خلال بروز هذا التفكير بين الفكر الكنسي وبين الفكر العلمي ،هنا تبرز الأزمة والخوف الذي ألقى بظلاله على المجتمع الغربي الذي كان يمارس سلطلة الإستيلاب بفعل تملكه السلطة الذينة التي كانت تؤول كل شئ من زاوية خرافية ،إذن يمكننا القول بأن العلوم الإنسانية هي بمثابة استفاقة البشرية من سباتها العميق ،وهي دعوة إلى إعمال العقل ،دعوة إلى الرفض وإلى النقد ،نقد الواقع والتفلسف فيه ،إلى تسليط الضو على الظواهر ،إلى معرفة المعنى الخفي  وراء ما هو ظاهر ،إلى إزاحة القناع ومحو الماكياج الإجتماعي على الواقع ومعرفة الزيف ،هذا هو بيت القصيد وهذا هو كابوس الرعب الذي ولد الخناق على هذه العلوم  من طرف صناع القرار ،هو خوف على المصالح هو خوف على السلطة هو خوف على المكانة عو خوف مرضي يستحيل إزاحته لأن التاريخ يبرز الدور الذي لعبته هذه العلوم في الفضح وفي التحرر بل وفي تحرير الإنسان الغربي ،هذه الأموررغم بساطتهاو ضعف سندها الآكاديمي وغيرها تعيدنا إلى ما سبق وأن أشرنا إليه في العنوان ،إلى مشروعية القبول وإشكالية الرفض ،رفض هذه العلوم من طرف صناع القرار في عالم نامي تشوبه الأزمات ،هذا العالم الذي يعد حقلا خصبا لاشتغال  هذه العلوم من قبيل الفلسفة وعلم الإجتماع وعلم النفس وغيرها من العلوم التي تصبر أغوار الواقع الإنساني، وعلى العموم يمكننا الختام بهذه التساؤلات ،إلى متى ستبقى العلوم الإنسانية قابعة خلف قفص الإتهام ؟ماذا فعل المهتمون بهذا المجال من أجل تجاوز هذه الأزمة ؟؟

 


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات