ولاية أمن تطوان تعبئ مختلف وحداتها لتأمين احتفالات رأس السنة الميلادية

تحت الأمطار.. استعدادات أمنية مكثفة لتأمين احتفالات رأس السنة الميلادية بفاس

موظفو المالية يخوضون وقفة احتجاجية وطنية رفضا لمقتضيات القانون 14.25

غضب جماهيري تونسي بعد التعادل أمام تنزانيا: منتخب ضعيف بلا روح وأداء مخيب

وسط أجواء قاسية.. السلطات المحلية بتزي نغشو تواصل فتح الطرق المقطوعة بسبب الثلوج بإقليم ميدلت

مغاربة يدعمون المنتخب التونسي أمام تنزانيا في أجواء أخوية بالملعب الأولمبي بالرباط

حكومة إطفاء الحرائق

حكومة إطفاء الحرائق

محمد شاكري

 

تعالت الأصوات منذ اليوم الأول لأزمة مدينة جرادة و بحت الحناجر المطالبة بتغيير حقيقي يُطفئ الغضب المتراكم في تضاريس المغرب العميق . جرادة و كمثيلاتها من مدن الهامش لم تنل حظها من التنمية يناسب ما كانت تخرجه من باطن أرضها .. شاخت المدينة و لم يعد في سواد خيراتها ذلك البريق الآسن الذي استفادت منه الدولة و شركاتها في التعدين ، لم يبقى من فحمها إلا ما يشعل نار السخط على فشل بنيوي في التسيير أفقد الساكنة صبرها على التهميش .

 

نفس الأخطاء القاتلة تتكرر فالمسؤولون العاجزون يتعاملون مع المشكل بمنطق الصدمة و رد الفعل ، في الوقت الذي كان من المفروض أن تكون أحداث الحسيمة درسا و عبرة لمن لا يعتبر .

لقد قلنا على هذا المنبر أن المواطن فقد الثقة في الخطاب الرسمي و مل من الوعود المؤجلة و المشاريع الوهمية و ديماغوجية النخبة السياسية التي تفكر بأنانية مفرطة و لا ترى إلا مصالحها الآنية .

 

أعباد الله إننا نعيش في القرن الواحد و العشرين و لا يمكن خداعنا بسهولة فإن كان أجدادنا يثقون في كل ما يقال لهم من المقدم و الشيخ و عبر الإعلام الرسمي فالوضع مختلف اليوم ، لأن مواطن اليوم لا يثق إلا في الملموس و هذا هو حال شباب جرادة ، و إذا كان السياسيون و المسؤولون يعولون على عامل الوقت و التسويف كي تُنسى المطالَب أو على الداخلية في كسر شوكة المحتجين فهذا خطأ فادح لأن كل ما يفعلونه هو تأجيل مشكل كبير إلى آخر أكبر منه . و ما تأجيل العمل بديمقراطية حقيقية إلا كمن يعالج المرض العضال بالمسكنات .

 

لقد قلنها و نعيدها مرة أخرى إن الإصلاح السياسي على علاته لابد أن يواكبه إصلاح و إقلاع إقتصادي و القطع بحزم مع رؤوس الفساد الذين يغامرون بأمن و استقرار الوطن ، كما أن خيرات البلاد يجب أن تبقى فيها و المال العام يجب أن يصبح كبيرة من الكبائر . إن المنشود من الإصلاح ينبغي أن يكون شاملا و عميقا فما يحدث اليوم في مدن" الهامش " قد تنتقل عدواه إلى المدن الكبرى حيث التناقضات أكبر و أعمق .

 

إن طينة المنتخبين الأميين لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تدفع بالديمقراطية إلى الأمام و إن كانت الدولة تستفيد من غبائهم فإنهم يشكلون مصدر خطر لأنهم لا يقومون بالواجب الذي من أجله تم انتخابهم . إننا بحاجة لسياسيين مشاكسين نقديين يدفعون بالأمور نحو الأمام في سبيل تغيير حقيقي يجعلنا في مصاف الدول الديمقراطية .

 

إن المخزن اليوم بحاجة لمن يوقظه و يريه الحقيقة و الواقع كما هو بعيدا عن التقارير المضللة و الأرقام المنتفخة و عِوَض إضاعة الوقت و الجهد و المال في مشاريع ترقيعية لابد أن نتحلى بالشجاعة و نخطو على درب الديمقراطية الحقة أما الإنفتاح الزائف مع الإحتفاظ بجوهر الأشياء كما هي فلا ميزة فيه سوى هدر الوقت و السماح للعنف بأحد مكان كل إمكانية للحوار  و هو ما آلت إليه الأمور في جرادة و من قبلها في الحسيمة .

 

فإلى متى ستبقى حكومتنا رجل الإطفاء الذي يلاحق النار أينما اشتعلت .


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات