احتفالية رائعة بالأضواء في مباراة الجزائر وبوركينافاسو بملعب مولاي الحسن

مدرب الجزائر بيتكوفيتش: رغم الصعوبات، تمكنا من تقديم أداء قوي وتجاوز التحديات

زيدان وأسرته يحضرون مجددا لمؤازرة المنتخب الجزائري في كأس إفريقيا بالمغرب

مغاربة فرحانين بفوز المنتخب الجزائري أمام بوركينافاسو بملعب مولاي الحسن

لحظة وصول منتخب أوغندا لمدينة فاس

إبراهيم مازا سعيد باختياره أفضل لاعب في مباراة الجزائر وبوركينافاسو

الديمقراطية مبادئ مدروسة و ممارسات ملموسة .. !

الديمقراطية مبادئ مدروسة  و ممارسات ملموسة .. !

الصادق بنعلال

إلى ولدي محسن و كل التلميذات و التلاميذ الأعزاء الذين يستعدون لاجتياز اختباراتهم المدرسية ، مع أزكى التحيات  و أطيب الأمنيات !

 

 

 

        أضحت الديمقراطية مطلبا أساسيا و ملحا ، من قبل جل الفاعلين و المعنيين بالشأن السياسي  و الاجتماعي و الاقتصادي في الوطن العربي ، منذ الثمانينيات من القرن العشرين لما لها من وظيفة في توفير شروط الاستقرار و التنمية و التقدم .  فما هو حال الديمقراطية في بلداننا العربية ؟ و ما العمل كي تصبح أداة فاعلة في رقي مجتمعاتنا ؟

 

       ما من شك في أن الديمقراطية  تعتبر نظاما سياسيا يرنو إلى أن يكون وسيلة هامة في بلورة أحلام الأفراد و المجتمعات بالعيش الرغد، و تحقيق تطلعاتها إلى قيم العدل و الحرية و الكرامة الإنسانية ، بفضل ما تتميز به من آليات و إجراءات كفيلة بضمان خطوة مفصلية نحو تنظيم عملية التدبير السياسي السلس ، من قبيل وجود هيئات سياسية وطنية تتنافس حول برامج مجتمعية مدنية أثناء الاستحقاقات الدورية البرلمانية و الجهوية الحرة و النزيهة  و الفصل بين السلطات ، و ربط المسؤولية بالمحاسبة ..

 

      و على الرغم من أن المطالبة بالديمقراطية أصبحت ظاهرة منتشرة بقوة في كل الأقطار لعربية في العقود الثلاثة الأخيرة ، إلا أن جل المطالبين بها ، إنما يصدرون عن رغبات آنية و دوافع مصلحية ضيقة ، خوفا من أن تنتقل السلطة إلى خصوم سياسيين ، و ليس إيمانا بأهميتها و يقينا بأولويتها الحاسمة في الازدهار و النهضة الشاملة .

 

      لذلك يفترض أن تُبذل جهودٌ حثيثة من أجل ترسيخ التقاليد الديمقراطية في وعي الأفراد ، عبر البرامج المدرسية الهادفة إلى بناء مُواطن الغد ، و البرامج الإعلامية الراقية ، فضلا عن ضرورة توظيف كل المواقع و الوسائل التكنولوجية عالية الجودة و شبكات التواصل الاجتماعي ، لنشر الثقافة الديمقراطية الحديثة ، المستندة إلى مبادئ احترام حقوق الإنسان و المواثيق و الأعراف الدولية ، من قبيل الحق في التعبير و التنقل و التجمع و الانتماء إلى الجمعيات و الحق في العدل و الحرية و المساواة .. و ما أحوجنا إلى مثل هذه القيم الإنسانية الرفيعة التي تستحق الدفاعَ عنها و التضحيةَ من أجل اكتسابها و ترسيخها في ضمائرنا  وعينا الجماعي ، خاصة في ظل الأحداث العصيبة التي تمر بها جل الأقطار العالمية و العربية على وجه التحديد .

 

       بيد أن الأمر لا يجب أن يقتصر على الوعي بالأسس الديمقراطية و أهدافها السامية ، بل نحن مطالبون اليوم و أكثر من أي وقت مضى بترجمة المضامين  الديمقراطية و أجرأتها و استنباتها  في أرض الواقع ، داخل مؤسساتنا التعليمية بمختلف أسلاكها الابتدائية و الثانوية و الجامعية  ، من خلال اجتراح سلوك مدني يؤمن بالتعددية و الاختلاف و التسامح ، و في كل المرافق الاجتماعية ، و في الفضاء العام و المؤسسات الاقتصادية و المركبات الرياضية و الفنية و كل أسواقنا الكبيرة و الصغيرة في القرى و المدن .. فالديمقراطية مبادئ رفيعة و ممارسات  حضارية راجحة .

 

       و بناء على ما سبق نخلص إلى أن الديمقراطية بقدر ما أنها نسق سياسي وازن حافل بالآليات و الإجراءات و المفاهيم المحورية ، بقدر ما أنها سلوك يومي يمشي في الأسواق و يتجول في مختلف حياتنا الإعلامية و التعليمية و الثقافية  و الاجتماعية ، من أجل مستقبل واعد و غد يشرق سلاما و تقدما و ازدهارا !

 

 

 


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة