احتفالية رائعة بالأضواء في مباراة الجزائر وبوركينافاسو بملعب مولاي الحسن

مدرب الجزائر بيتكوفيتش: رغم الصعوبات، تمكنا من تقديم أداء قوي وتجاوز التحديات

زيدان وأسرته يحضرون مجددا لمؤازرة المنتخب الجزائري في كأس إفريقيا بالمغرب

مغاربة فرحانين بفوز المنتخب الجزائري أمام بوركينافاسو بملعب مولاي الحسن

لحظة وصول منتخب أوغندا لمدينة فاس

إبراهيم مازا سعيد باختياره أفضل لاعب في مباراة الجزائر وبوركينافاسو

عن جاهزيتنا للتعليم عن بعد !

عن جاهزيتنا للتعليم عن بعد !

الصادق بنعلال

 ما من شك في أن التعليم مكون محوري في المنظومة المجتمعية لأي أمة تسعى إلى تحقيق الإقلاع التنموي الشامل ، و الاستقلال التاريخي رغبة في تجسيد حلم الفرد و المجتمع في الرقي و التقدم. غير أن العالم اليوم يئن و بألم غير مسبوق، تحت وطأة جائحة فيروس كورونا الذي أودى بحيات مئات الآلاف من الأفراد، و أصاب البنيات الاقتصادية الإنتاجية في مقتل، مما فرض على المعنيين بالشأن التربوي عالميا التفكير في صيغ تعليمية تكون سدا منيعا أمام مد مأساوي لهذا الوباء الشرس !

 

      و هكذا واعتبارا للوضعية الوبائية الحرجة التي يعيشها بلدنا، حيث الارتفاع الملحوظ لعدد الحالات الإيجابية و الحرجة فضلا عن ارتفاع عدد الوفيات، قررت "وزارة التربية الوطنية و التكوين المهني و التعليم العالي و البحث العلمي" اعتماد صيغة التعليم عن بعد في بداية الموسم الدراسي المقبل، و الذي سيعرف انطلاقته الرسمية في 7 شتنبر 2020 بالنسبة لجميع الأسلاك و المستويات بكافة المؤسسات التعليمية العمومية و الخصوصية و مدارس البعثات الأجنبية.

 

    و انطلاقا من تجربتنا المتواضعة في هذه الصيغة التربوية "الجديدة"، حيث قدم صاحب هذه الأسطر حوالي خمسين درسا عن بعد في مختلف مستويات و شعب التعليم الثانوي التأهيلي، و بغض النظر عن خطأ أو صواب هذا القرار الوزاري، نود أن ننبه بعجالة إلى بعض الملاحظات التي نعتبرها أساسية لإنجاح هذا "الوافد" الجديد في المنجز التعليمي المغربي كما يلي:

 

1 – التعليم عن بعد صيغة تربوية قديمة نسبيا عرفتها تجارب تربوية دولية و عربية، لكنه أضحى اليوم نهجا أساسيا إلى جانب الصيغة الحضورية التقليدية المألوفة في المدارس و المعاهد ، لتلقين المعرفة و نشر المواد التعليمية المتنوعة

 

2 – يظل التعليم عن بعد تعليماً بكل أركانه و أسسه البيداغوجية و الفلسفية ، يروم توعية المتمدرسات و المتمدرسين، و الرفع من أفق ثقافتهم و كفاءاتهم المتنوعة

 

3 – تستند العملية التعليمية التعلمية الراجحة (حضوريا أو عن بعد) إلى قاعدة التواصل التفاعلي،حيث النقاش الحر و الشرح و التحليل و التعقيب و الاستنتاج .. من أجل المساهمة في ترسيخ النزوع العقلاني و المقاربة العلمية لدى طلاب.

 

         بيد أن السؤال المطروح في سياق هذا الوضع الوبائي الاستثنائي القاهر هو الآتي : كيف يمكن أن نجعل من التعليم عن بعد صيغة تربوية قادرة على بلورة الأهداف و الغايات السامية، الممثلة في تجسيد قيم "الإنصاف و الجودة و الارتقاء"، كما وعدت بذلك الرؤية الاستراتيجية للإصلاح ( 2015 – 2030 )؟

 

* لئن كان عدد كبير من السيدات و السادة الأساتذة قد أنجزوا مشكورين دروسا رقمية منذ الإعلان عن الحجر الصحي، فإن هذا المجهود قد صدر عن اجتهاد فردي و تجربة ذاتية، و ليس نتيجة تكوين بيداغوجي علمي، لذلك لم نتمكن من تحقيق النجاح المرجو ، بحيث كانت بعض هذه الدروس عبارة عن تسجيل صوتي أو "كبسولات" بالصوت و الصورة، تفتقد أحيانا كثيرة إلى مواصفات الجودة الفنية المطلوبة.

 

* من أجل إنجاح تجربة التعليم الرقمي ( عن بعد ) فإن الأمر يحتاج إلى استعداد بيداغوجي و تقني استثنائي، كي يتلقى المدرسات و المدرسون أبجديات هذا النمط التربوي الجديد على واقعنا التعليمي ، فالأمر ليس مجرد "تقديم درس" عبر تقنيات و أدوات تكنولوجية معينة ، بقدر ما هو إيصال معلومة مخصوصة في وقت وجيز بقدر كبير من النضج و الفعالية.

 

* لن يكون لمدرسة الإنصاف أي معنى هادف في هذا السياق، مع غياب تكافؤ الفرص بين المتعلمين و المتعلمات، و إذا لم يتم توفير مستلزمات التعليم عن بعد: من توسيع دائرة البث عبر الإنترنيت ، و تجهيز المؤسسات التعليمية بالوسائل التكنولوجية مثل السبورات التفاعلية و الحواسيب و توزيع الألواح الإلكترونية و إعداد التطبيقات التفاعلية المجانية ..

 

* لم يعد التعليم الرقمي مجرد صيغة تربوية جانبية أو إضافية، بل إنه أضحى خيارا استراتيجيا في المعطى التربوي الكوني، و بالتالي لا بد من التعاطي معه بمسؤولية وطنية رفيعة، إنه مصير أجيال مغربية قادمة ، و مستقبل أمة بأكملها، و بالتالي لا يمكن إلا أن نعمل جاهدين من أجل ربح رهان التعليم عن بعد، و لن يتأتى ذلك عبر مساحيق زائلة، و إنما من خلال فعل بيداغوجي ثوري بكل ما لهذه الكلمة من معاني التضحية و التجديد و التغيير نحو الأفضل !   

 

 

 


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة