الرئيسية | دين ودنيا | كيفية صلاة المريض

كيفية صلاة المريض

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
كيفية صلاة المريض
 

أجمع أهل العلم على أن من لا يستطيع القيام ، له أن يصلي جالسا ، فإن عجز عن الصلاة جالسا ، فإنه يصلي على جنبه مستقبل القبلة بوجهه ، والمستحب أن يكون على جنبه الأيمن ، فإن عجز عن الصلاة على جنبه صلى مستلقيا لقوله صلى الله عليه وسلم لعمران بن حصين :  صل قائما ، فإن لم تستطع فقاعدا ، فإن لم تستطع فعلى جنب  - رواه البخاري - وزاد النسائي :  فإن لم تستطع فمستلقيا  ومن قدر على القيام وعجز  - ص 12 - عن الركوع أو السجود لم يسقط عنه القيام ، بل يصلي قائما فيومئ بالركوع ثم يجلس ويومئ بالسجود ، لقوله تعالى :   وقوموا لله قانتين  ولقوله صلى الله عليه وسلم :  صل قائما  ولعموم قوله تعالى :  فاتقوا الله ما استطعتم .

 

وإن كان بعينه مرض فقال ثقات من علماء الطب : إن صليت مستلقيا أمكن مداواتك وإلا فلا - فله أن يصلي مستلقيا . 

 

ومن عجز عن الركوع والسجود أومأ بهما ويجعل السجود أخفض من الركوع ، وإن عجز عن السجود وحده ركع وأومأ بالسجود ، وإن لم يمكنه أن يحني ظهره حنى رقبته ، وإن كان ظهره متقوسا فصار كأنه راكع فمتى أراد الركوع زاد في انحنائه قليلا ، ويقرب وجهه إلى الأرض في السجود أكثر ما أمكنه ذلك . ومن لم يقدر على الإيماء برأسه كفاه  - ص 13 - النية والقول . ولا تسقط عنه الصلاة مادام عقله ثابتا بأي حال من الأحوال للأدلة السابقة . 

 

ومتى قدر المريض في أثناء الصلاة على ما كان عاجزا عنه من قيام أو قعود أو ركوع أو سجود أو إيماء انتقل إليه وبنى على ما مضى من صلاته . وإذا نام المريض أو غيره عن صلاة أو نسيها وجب عليه أن يصليها حال استيقاظه من النوم أو حال ذكره لها ، ولا يجوز له تركها إلى دخول وقت مثلها ليصليها فيه ؛ لقوله عليه الصلاة والسلام :  من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها متى ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك .  وتلا قوله :  وأقم الصلاة لذكري.

 

ولا يجوز ترك الصلاة بأي حال من الأحوال ، بل يجب على المكلف أن يحرص على الصلاة أيام مرضه أكثر من حرصه عليها أيام صحته . فلا يجوز له ترك  - ص 14 - المفروضة حتى يفوت وقتها ولو كان مريضا ما دام عقله ثابتا ، بل عليه أن يؤديها في وقتها حسب استطاعته . فإذا تركها عامدا وهو عاقل مكلف يقوى على أدائها ولو إيماء فهو آثم ، وقد ذهب جمع من أهل العلم إلى كفره بذلك ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم :  العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة ؛ فمن تركها فقد كفر  . ولقوله صلى الله عليه وسلم :  رأس الأمر الإسلام ، وعموده الصلاة ، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله . 

 

وإن شق عليه فعل كل صلاة في وقتها فله الجمع بين الظهر والعصر ، وبين المغرب والعشاء ، جمع تقديم أو جمع تأخير حسبما تيسر له ، إن شاء قدم العصر مع الظهر وإن شاء أخر الظهر مع العصر ، وإن شاء قدم العشاء مع المغرب ، وإن شاء أخر المغرب مع العشاء . أما الفجر فلا تجمع لما قبلها ولا لما  - ص 15 - بعدها ؛ لأن وقتها منفصل عما قبلها وعما بعدها . 

 

هذا بعض ما يتعلق بأحوال المريض في طهارته وصلاته . 

 

وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يشفي مرضى المسلمين ، ويكفر سيئاتهم ، وأن يمن علينا جميعا بالعفو والعافية في الدنيا والآخرة ؛ إنه جواد كريم . . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .

 
مجموع المشاهدات: 4112 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (1 تعليق)

1 | أيت سيدي بلقاسم غريس
شكر
جزى الله صاحب المقال والقائمون على هذه الجريدة المباركة خيرا على المواضيع القيمة التي تنورنا بأمور ديننا
مقبول مرفوض
5
2016/05/04 - 04:00
المجموع: 1 | عرض: 1 - 1

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة