الرئيسية | أقلام حرة | أسف معالي الوزير ... المسؤولية ثابتة

أسف معالي الوزير ... المسؤولية ثابتة

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
أسف معالي الوزير ... المسؤولية ثابتة
 

 

على بعد أسابيع عديدة من استضافة المغرب لكأس العالم للأندية للمرة الثانية على التوالي، تعالت الشعارات المهللة بتفوق المغرب وتألقه، خاصة وأنه يستضيف في نفس الموسم تظاهرتين عالميتين كأس إفريقيا وكأس العالم للأندية، فليس من السهل أن تحظى بثقة اكبر مؤسسة رياضية عالميا (الفيفا) مرتين متتاليتين، وليس من السهل أن تضفر بشرف لعب نجوم كرة القدم الرياضة الأكثر شعبية على أرضك، وليس من السهل أيضا تستقبل عمالقة افريقيا في بلادك، إنه فعلا لأمر يبعث على الفرحة والسرور، ويحسم بالتباهي والافتخار.

لكن سرعان ما بدأ الخوف والقلق يتسرب رويدا رويدا لنفوس المغاربة، بعد أن طفت إلى السطح أسئلة مؤرقة ومحيرة، هل فعلا نحن نتوفر على بنية تحتية قادرة على استضافت تظاهرتين عالميتين في موسم واحد؟ هل فعلا لنا من المؤهلات التقنية واللوجيستيكية والفنية ما يمكننا من تحقيق النجاح الباهر؟ هل فعلا ملاعبنا جاهزة للحدثين؟ وهل فنادقنا قادرة على استيعاب جموع الجماهير التي ستحج لا محالة لتشجيع فرقها ومنتخباتها؟ وهل وهل وهل ... أسئلة غزيرة بدأت تمطر فكر الرأي العام وأبناء هذا الوطن الأبي، هناك من تشاءم وهناك من تفاءل خيرا.

ولم تمضي سوى أسابيع معدودة، حتى بدأت سماء رياضتنا تتلبد بغيوم الفشل، أولا تقدم المغرب بطلب تأجيل كأس إفريقيا بدعوى خطر الإيبولا، سبب منطقي ومعقول جعل المغرب يحظى بتعاطف كبير، على اعتبار أنه رفع شعار "صحة المواطن أولا ... ولتذهب كأس إفريقيا للجحيم"، سبب كان أو ذريعة غير مهم. فانطلقت بعده التأويلات بعضها ساند المغرب وأقر بحكمة القرار وجرأته، وبعضها الأخر اعتبره مجرد مناورة ذكية ستخلص وزارة أوزين من عبأ ثقيل، وأن حقيقة الأمر تتمثل في كون المغرب غير مؤهل لتنظيم تلك التظاهرة الرياضية، فلا قدراتنا التقنية واللوجيستيكية والفنية تسمح بذلك.

كلام لم يستصغه وزيرنا الشاب واعتبره مجانبا للصواب مدعيا أن المغرب لا يتملص من مسؤولية التنظيم بل هو قادر على الاستضافة وبأعلى المستويات، كل ما هنالك أن صحة المواطن فوق كل اعتبار. وأكد ما من مرة ان المغرب سيستغل فرصة استضافته لكأس العالم للأندية حتى يبرهن للعالم كله أنه في أتم الاستعداد والجاهزية.

غير أن وزيرنا لم يكن يعلم بما يخبأه له القدر، غيوم الفشل تحولت لعواصف رعدية وأمطار طوفانية حقيقية أغرقت مركبا قيل عنه عالمي ويضاهي مركب الفريق الملكي الاسباني ريال مدريد، وحولته لبركة موحلة أسنة تأبى الضفادع نفسها الاستقرار فيها، صارت فضيحة كبرى تناقلتها وسائل الإعلام العالمية، فضيحة كبرى لم تصبح مادة دسمة لسخرية سكان الفايسبوك وفقط، بل أغرت العالم أجمع بالاستخفاف ببلدنا، فضيحة أصبحنا معها نستحيي من الحديث للأجنبي، فضيحة ما بعدها فضيحة.

 

سأكتفي بما قدمته من وصف، لن أحلل ولن أفكر ولن أتعمق في التفاصيل، وسأعفي نفسي من البحث عن مبررات أو أعذار كما فعل السيد الوزير، فالمسؤولية ثابتة، والمسؤول واضح وبين، أما سبل المحاسبة فهي الغائبة أو المستترة، لكن رجاءا أيها العالم لا تؤاخذنا بما فعله المستهترون منا.    

مجموع المشاهدات: 1324 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة