الرئيسية | أقلام حرة | دينامية الإعراب

دينامية الإعراب

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
دينامية الإعراب
 

 

الإعراب هو الإفصاح و البيان و التبيين. و لا يتعلق الأمر فقط باستضمار قواعد و إعادة إنتاجها في سلسلة من التطبيقات تتوج بتقويمات تحكم على المنتج بالسلامة أو اللحن.
للإعراب ديناميته الخاصة التي تكشف خصائص البنية العميقة و تجعلها تأخذ قيمتها اللغوية بل و الثقافية أيضا . و هذا هو بيت القصيد. فالإعراب مفتاح من جملة مفاتيح أخرى تسمح ببناء محفل تواصلي سليم ، يكشف عن الوجدان و الشعور و الفكر
و الرأي و الذوق...كما يكشف وجود ذاكرة مشتركة تقاوم النسيان و التناسي و الإغفال و التغاضي ، و التضييع و التمييع و الإهمال و الابتذال .
من هنا فالإعراب نبتة للغرس و درس في دينامية الوجود الإنساني و الثقافي و المجتمعي عندنا ، و يليق بنا أن نبحث فيه و عنه و من خلاله عن المشترك الهارب و المتآكل و المحاصر بنبت البراري الذي يزحف إلينا بالغموض و كثير من الأخطار و الأخطاء التي تتناسل كالفطر ، في هجمة تقطع الوصل و النسل.
هكذا يقدم الإعراب نفسه درسا في التواصل و التلقي ، بعيدا عن التحجر و لغة الخشب الكامنة في خطابات عطشى إلى الحياة و ظمأى إلى روح الحقيقة المبهرة بجلائها
و جلالها . إنه بهذا المعنى يحمل جدله الخاص به و بنا ، في استبدال للخفاء بالتجلي ، و المبهم بالواضح ، و في استنطاق مبدع لما نداريه من قناعات و أهداف و مرامي و غايات ... و هو بهذا المعنى حفر و نحت ، حفر في الأعماق و نحت للأشكال التي تليق بنا في عالم الفوضى
و اللاتواصل الذي يسير إلى تدمير البنيات و قلب القيم و استهداف العمق.
الإعراب إذن فهم و إفهام ، إنتاج و تلقي ، إبداع و استمرار ، كشف و إظهار ، سيولة و تدفق ، ثقافة و فن ، في المدارس و الجامعات ، في الإعلام و الإعلان ، في الداخل و الخارج منا ، في الحياة... إنه الإعراب الذي يصل التاريخ بالحاضر و يعبر به إلى مستقبل مجتمعنا الذي آمن بالإعراب و الفصح قرونا سيمتد به قرونا ، و لو كره الكارهون .

مجموع المشاهدات: 1386 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة