الرئيسية | أقلام حرة | امتصاص دماء الشعب ... وضخه في احتياطي موظفين فوق العادة...!!

امتصاص دماء الشعب ... وضخه في احتياطي موظفين فوق العادة...!!

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
امتصاص دماء الشعب ... وضخه في احتياطي موظفين فوق العادة...!!
 

 

هذا العنوان ... يمكن أن يخطر على بال كل مواطن مغربي .. وربما بألفاظ أكثر شذوذا واستثنائية ؛ إذا هو نظر إلى مستويات الفقر المدقع وهشاشة الأوضاع الاجتماعية التي تعاني منها نسبة كبيرة من الساكنة المغربية ، أوعقد مقارنة بسيطة بين سلالم أجور رجال الدولة عندنا في المغرب مع نظرائهم في دولة ديمقراطية كفرنسا ـ على سبيل المثال ـ ، ولو أن هذه المقارنة ليست دقيقة باعتبار الوظائف الحيوية التي يضطلع بها هذا الطرف في مقابل الطرف الثاني ..فليس من المنطقي ، ولا من الديمقراطية في شيء ، أن نقايس سلطة "مخزنية" ؛ ممثلة في الولاة والعمال والقياد والباشوات ... تتمركز معظم مهامها بالكاد في تشديد قبضتها الحديدية على أبناء الشعب ، ومراقبة حركاته وسكناته ، وأحيانا إحصاء أنفاسه ، وفي أفضل الحالات " تدهين الميزانيات " ، والتأشير عليها ... في طريقها إلى المجالس والجماعات المحلية  .. أن نقايس بينها وبين دوائر حكومية فرنسية ؛ يسعى مسؤولوها وموظفوها إلى جلب الرخاء للشعب الفرنسي بتعدد مشاربه السياسية والعرقية ، والتخفيف ؛ جهد ما أمكن ؛ عن معاناته ، وتوفير ظروف العيش الكريم لجميع مواطنيها تحت سقف قوانين عادلة تسري على الجميع من أعلى سلطة في البلاد إلى أدناها .

ولأي مواطن مغربي حق التساؤل عن هذه الزيادة/الكرم الحاتمية وعلاقتها بالظرفية الراهنة ؛ سياسية كانت أو اجتماعية ؛ هل كان لهؤلاء المنعم عليهم .. اليد الطولى في استرداد الأموال المنهوبة والمودعة في حسابات خاصة بالأبناك  الأجنبية ؟ أم أن الأمر متعلق بقرب حلول موسم الانتخابات التي تتضاعف فيها جهود ومساعي هؤلاء الموظفين ؛ بالسهر على ترتيب آليات وخريطة الانتخابات ؟!.. أم أن هذه الإكرامية لا علاقة لها لا بهذا ولا بذاك ، بل هي عربون مقدم لتطويق شرور تنظيم داعش ، والذي يلوح بها ؛ بين الفينة والأخرى ؛ تجاه المغرب ؟! وإن كان هذا الأمر يهم ؛ بالدرجة الأولى ؛ الاستخبارات المغربية ومكوناتها والتي يمكن ؛ لأي مواطن مغربي ؛ القبول بها ، بل ومباركتها ، إذا علم فعلا بأن هذا السخاء والكرم يعنيها مباشرة ؛ لتعاظم خطورة عملها في مناخ دولي موصوم بتضارب المصالح ، ومنطقة عربية مشحونة بالنزاعات المسلحة .

كما لاحظ الجميع أن هذه الزيادات والإكراميات ، لم تحرك ساكنا من طرف النقابات التي دوخت المغاربة بصياحها .. وكأن هناك تواطؤ مكشوف بينها وبين الحكومة . وفي البلدان الديمقراطية ؛ وعلى مستوى تدبير ميزانيات الدولة ؛ هناك أولويات كالاستحقاقات المترتبة على الدولة نفسها تجاه موظفيها ، كما الحال في أصحاب استحقاقات التكوينات المستمرة ( 7000 متضرر ) ، إلى جانب قطاعات عديدة ؛ بعض موظفيها طال انتظارهم لتسويات وضعياتهم المادية منذ أكثر من ثلاث سنوات ...! كما أن هناك طبقات اجتماعية أشد فقرا وهشاشة ؛ لا يتجاوز دخل فردها اليومي 10دراهم ؛ كان على الحكومة أن تضعها في قائمة الأولويات ، بدلا من امتصاص دمائها وضخه في احتياطي رجال سلطة ؛ تزداد سمنتهم كل وقت وحين ؟!! 

 
مجموع المشاهدات: 2019 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (1 تعليق)

1 | aboudi
cest la politique de mikyavilli depuis hassan 2
مقبول مرفوض
0
2015/03/08 - 09:55
المجموع: 1 | عرض: 1 - 1

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة