الرئيسية | أقلام حرة | المشهد الحزبي بالمغرب أزمة خطاب و بنية

المشهد الحزبي بالمغرب أزمة خطاب و بنية

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
المشهد الحزبي بالمغرب أزمة خطاب و بنية
 

 

 

أملنا و أمل المتتبع و المهتم بالمشهد السياسي المغربي بعد دستور 2011 في طي صفحة ما بَعد الربيع العربي و القطع معَ الممارسات السياسوية القديمة و التي تجاوزها الزمن و ضخ دماء جديدة في العمل الحزبي ،بعد الحراك الذي قادهُ شباب حركة 20 فبراير إسوة بالمنطقة العربية ككل ؛تونس ،مصر،اليمن ،سوريَّا...التي تمحورت و انحصرت مطالبها في العدالة الاجتماعية ،ومنحِ أكبر قدر من الحريّة في ظل المتغيرات الدولية على المستوى الحقوقي.

خروج شباب حركة 20 فبراير إلى الشارع جاء نتيجة انسداد الأفق السياسي بالبلاد و غياب الدور الذي تضطلع به الأحزاب في حل المشاكل العالقة ، والتي هيمنت على المشهد السياسي  و لم تتمكنْ طيلة تناوبها الحكومي من تقديم الجديد و الإضافة النوعية و خاصة النهوض بالقطاعات ذات أولوية و حساسية ؛كالصحة ،التعليم...علاوة على الابتذال السياسي الذي يصل درجة الصفر في الخطاب المتداول بين الزعماء السياسيين سواءٌ أغلبية و معارضة ،لا نجد أبلغَ مما تعيشه قبة برلمان الأمة في مختلف الجلسات من صراخ و عويل و تجاذب بالأيدي و أحيانا الاستنجاد بقاموس السب و القذف.

فالمعارضة تـعيشُ وضعًا لاَ تحسدُ عليه ،على مستوى البنية و الخطاب ،فأزمتها البنيوية تتجلى في الصراع الداخلي و عدم التوافق كليا حول الزعامة و القيادة و يتضحُ ذلكَ من خلال الحركات التصحيحية؛"تيار الانفتاحِ والديمقراطيّة"من داخل حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية التي تتجه إلى الانفصال عن الحزب و تأسيس كيان سياسي جديد،نفس الوضع يعيشهُ حزب الاستقلال الذي انبثقت من داخله "جمعيّة بلا هوادة "  بقيادة عبد الواحد الفَاسي،و التي تتغيى خلق ديناميّة داخل الحزب في ظل الأزمة الذي يعيشه ،رغم السجل النضالي الحافل لهاته الأحزاب و الذي يبتدئُ من الاستقلال.

أزمة البنية التّي تعاني منها هذه الأحزاب تجدُ لها صدى على مستوى الخطاب المتداول و الجدال السياسي الذي يستكينُ إلى السب و الشتم و الاتهام من خلال جملةً اتهامات فاقدة الدليل ،من أبرزها علاقة أمين عام حزب العدالة و التنمية بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" ، بالإضافة إلى التخابر مع الموساد ،اتهامات يسعى من خلالها "حميد شباط" إلى تقويض القدرة التواصلية التي يتميزُ بها "عبد الإله بنكيران" رئيس الحكومة المغربية. 

السياسة فنٌّ ينبني على التفاصيل الصغيرة التي تساهم في تكسير شوكة الخصم،أقصد التفاصيل التي تبتعدُ عن الشخصنة وعدم إقحام الحياة الشَّخصيّة الحميمية و تبقى الأسرة الصَّغيرة و الكبيرة لها الصَّلاحية للتداول فيها و مناقشتها ،محاولة "حميد شباط "أمين عام حزب الاستقلال النيل من شعبية حزب العدالة و التنميّة ،دفعت به إلى الزج بالأعراض في الصراع السياسي و من خلال كشفه عن علاقة تجمعُ الوزيرَ "الحبيب الشوباني" بالوزيرة المنتدبة "سمية بنخلدون " حتى وإن افترضنا تطابق الإشاعة مع الحقيقة ،فأبجديات السياسة كيفما كان موقعك يساريًّا أو وسطيًّا أو يمينيًّا،لاتقبلُ الخوض في تفاصيل العائلة التي لا ذنب لها في هذا التّشويهِ.

إن التطلعَ إلى مستقبل سياسي رهين بتجاوز الأحزاب لأزماتها على مستوى الداخل من خلال التوافق و التراضي الجماعي على القيادات التي ستسهم في إضفاء الجديد و ليس تكريس الأزمة الموجودة بمحاولة تجويد خطابها الذي ينحدر نحو الدرجة الصفر من خلال بعضَ الخرجات غير المحسوبة ،وتسهم بذلكَ في تعميق العزوف السياسي .

 
مجموع المشاهدات: 2655 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (2 تعليق)

1 | رشيد
مقال جميل جدا
مقال جد رائع
مقبول مرفوض
2
2015/04/17 - 01:29
2 | متدخل
الحاج حمو = حمو الحاج
أضحى الالتزام السياسي ببلادنا في خبر كان وكل حزب ينادي به فهو يسعى الى حاجات في نفس يعقوب المستفيد منها الامين العام واعضاء المكتب ومن والاهم من كتاب فروع هذا الحزب الذي ومهما حاول بشعاراته الرنانة ووعوده التي لن ترى النور فلن يفلح في استقطاب منخرطين جدد فالعزوف السياسي أصبح يفرض نفسه اكثر من اي وقت مضى سببه الرئيس الاحباط الذي يشعر به كل مغربي -كان في وقت مضى ملتزما سياسيا - بعد تغيير الحزب لتوجهاته ومبادئه بمجرد فوزه بالاغلبية وشغل أعضائه مناصب حكومية وازنة . وما يقال عن حزب ما هو ما يقال عن سائر الاحزاب فالحزب الذي ينعت نفسه بالمعارض هو نفس الحزب الذي يكون غير معارض ويصبح فيما بعد معارضا وبالتالي ((( فدار لقمان تظل على ما هي عليه ومن ثم امكن القول : الحاج حمو هو حمو الحاج )))
مقبول مرفوض
5
2015/04/17 - 08:24
المجموع: 2 | عرض: 1 - 2

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة