مشاهد من حرب الحزم 3

أين ولي العهد؟

سينصرف شهر كامل، و طائرات الحزم ترمي بعصفها مدن و جبال اليمن، دون أن تنتهي الحوثية عن انقلابها، و لا يتخلص الجيش من صالح و نجله، رغم الحديث المتكرر للعسيري عن عودة ألوية من الجيش اليمن للشرعية الجالسة في الرياض.

 عدن و تعز أصبحتا مدن حرب، حيث القتال في الشوارع، و الوضع الأمني و  الاقتصادي و الصحي في تدهور، انقطاع الكهرباء و نقص في المؤن، التحالف يرمى بسلاحه إلى قبائل  و ميلشيات اللجان الشعبية المسماة بالمقاومة الشعبية، و الإعلام خلق تنظيمات جديدة من قبيل تحالف قبائل حضرموت، و شخصيات من قبيل قائد المقاومة الشعبية في تعز....يذكرني المشهد ببدايات الاقتتال في سوريا، أين هي سوريا الآن؟

الجزيرة التي باتت أشبه بقناة سعودية إضافة إلى قنوات خليجية أخرى مازالت في تغطيتها الأحادية، كما الميادين و العالم و المنار و قنوات يمنية في الجانب الآخر، استقطاب و  اصطفاف أشبه بالإصطفاف المذهبي  لا حيادية و لا مصداقية فيه.

خسرت الرياض دعم باكستان، خسارة تلتها  زيارة خاطفة  لوزير الدفاع السعودي إلى القاهرة حيث السيسي المتثاقل في دعمه للسعودية، و هو اليوم أي الرئيس المصري لربما  يريد بما يقع في سيناء من تفجيرات و عمليات مداهمة للجيش المصري، أن يرسل رسائل للرياض مفادها أن مصر منشغلة  بحربها ضد الإرهاب و ضد التنظيمات الاسلامية المتطرفة  أكثر من انشغالها بعاصفة الحزم السعودية.

رغم خسارتها الدعم الباكستاني، ربحت  الرياض قرار مجلس الأمن، الذي قد لا يغني و لايسمن من الجوع شيئا، و ربحت أيضا عودة بحاح إلى المشهد السياسي و تعيينه نائبا للرئيس إلى جانب مزوالة أشغاله رئيسا لحكومة هي أشبه بحكومة منفى بعضوين، بعد أن كان يرفض الرفض القاطع عودته عن استقالته، فبحاح كما يبدو  مفتاح  الحل اليمني و رجل المرحلة القادمة، مع ورود أخبار عن محاولات اقليمية لجمع الأطراف المتصارعة إلى طاولة المفاوضات للخروج باليمن من أزمته الحالية، و إيجاد  مخرج لعاصفة الحزم التي طال أمدها.

الملاحظ أنه و خلال الأيامة الفارطة، لم يظهر ولي العهد الأمير مقرن كما يظهر وزير الدفاع أو ولي ولي العهد، في جرد سريع لعناوين الأخبار في محركات البحث، يبدو ولي العهد منشغلا بالشأن الداخلي من تدشينات و زيارات و استقبال وفود...، أحد المواقع المغمورة أوعز سبب  هذا الإختفاء  إلى معارضة مقرن لحرب الحزم لأن أمه يمنية !!

يبدو غياب ولي العهد  و الملك  المستقبلي اعن حرب السعودية الأولى منذ عقود أمرا مستغربا و يثير الكثير من التساؤلات، هل هو تغيب أم تغييب مقصود أم فقط تقاسم أدوار أم حقا غضبة ولي العهد من حرب أهله على أخواله؟