الرئيسية | أقلام حرة | المثقفون الزلالة..

المثقفون الزلالة..

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
المثقفون الزلالة..
 

 

اعتادت الفتاة منا على " بس بس ما نشوفوكش",وهي الرياضة الوطنية التي يبرع فيها الصغير والكبير,وأصبح من العادي جدا التعايش مع بعض من يظن أن اهتمام الفتاة بنفسها هو دلالة أنها"ناوية خزيت",ومن فرط حبوب منع الفهم التي يدمن على تناولها,لا يستطيع التفريق بين من تعتني بمظهرها لنفسها أولا وقبل كل شيء,مما ينعكس إيجابا على مزاجها ونفسيتها,وبين من تحترف الصيد والقنص البري,وما إن يرى "گلوص" أو كريم الحماية من الشمس على وجه إحداهن,حتى يبصق على كفه ويمررها على قصته,غامزا بعينه,راسما ابتسامة ماكرة,لسان قولها "كل ده فقلبك وساكتة"..

كنت أظن أن هذه النماذج ما هي إلا دلالة على قلة الوعي,وانعدام الذوق,بل كنت احصر الظاهرة في عوام الشعب,وطبعا لم يدر بخلدي قط أن مثقفا من "بتوع" المدارس,أو حقوقيا من أصحاب القلوب الهشة التي تتمزق على المرأة,أو صحفيا من مجاهدي القلم الحر,أو شاعرا من الذين يكادون يذرفون الدمع إحساسا,يمكن أن تنحط بهم المنزلة ويهبط بهم المقام,ليمارسوا رياضة "النگ" إلى أن دخلت ميدان الكتابة,وتعرفت على الزملاء,من المثقفين وأصحاب الوعي والحس العالي,والمهتمين بهذا المجال من شخصيات وأصحاب مناصب وازنة,حينها هالني ما رأيت من شدة تركيز "البسالة",فتحت النظارات الطبية الأنيقة,والنظارات الشمسية الباهظة الثمن,عيون خضراء,وأسفل كل بذلة ثمينة,نفوس "مهاوشة",تعشق الفرفشة والليالي الحمراء ليلا,وتنادي بالمثل والقيم نهارا,تتشدق بحقوق المرأة صباحا,وتفترس ما رخص مساء,تمد باليد اليسرى مساومة عفاف وشرف من ساقتها الحاجة,وتكتب باليمين عن حسرتها على معاناة المرأة,ووجوب محاسبة من يستغل حاجتها ويستخسر فيها امتلاكها خاتما ربانيا,تصونه عن الفاتحين والمرابطين في خنادق النخاسة الجنسية..

لم استسغ كيف لدكتور جامعي كلامه كله رقي,أن يتحول إلى نسخة معدلة من شباب الحواري والأزقة,المساندين الرسميين للحيطان والجدران أول ما تنتهي بروتوكولات التعارف العادي,أو بعد طلب رقم الهاتف للبقاء على تواصل,ثم لا يحلو له نقاش أو حوار إلا بعد منتصف الليل,ولا يستهل حديثا إلا بعد السؤال عن الملبوس والمحسوس..

لم افهم كيف لفنان قدير أن يصاب بتحور في جيناته البشرية,ليتحول إلى "زلال" بلدي,بعد فترة الكمون التي يحاول خلالها إبداء أجمل الأوصاف,ويتلفظ باعذب الكلام,ثم لا يلبث أن يرمي معطف القديس,لتفوح رائحة "الصنان" المعزي,وان يصاب الشعور الفني  ب"التشعكك"  وتظهر الأعراض تباعا دون فاصل ونواصل..

لم اعرف بأي عضو من الجسد بالضبط يفكر المثقف,الذي تتعامل معه الفتاة وتتحاور معه بكل عفوية وتلقائية,فيعجب بتفكيرها ويمدح شخصيتها,ثم بعد فترة و فجأة ودون سابق إنذار,يفاتحها برغبته في لعب "الأحيه",من باب  الحب والعشق,وممارسة الرغبة الطبيعية دون التقيد بقيم وأعراف المجتمع البالي على حد تعبيره,حتى إذا حصل توافق وتوفرت الشروط الموجبة للزواج,حصل الارتباط,أما إذا تمت التجربة والمعاينة,ثم لم تتوفر المعايير المطلوبة,ذهب كل في حال سبيله,مع الحفاظ على روابط الصداقة والأخوة و"داكشي",فهكذا تقاس في نظره الحضارة,وكذلك يتعامل المثقفون "بتوع" المدارس..

كما أني ذهلت من الانحطاط الأخلاقي عند بعض المع الأقلام الصحفية,خاصة بعد التعامل مع "أجود ما كاين بالمنطقة",والقيام بزيارة عمل ل"مول العقل",قال يعني ترفعت عن الصغار المعروف عنهم "الزيغة" وقلة العقل,وقصدت المعالي,لأفاجئ بزلال راسخ في الميدان,تحييه بصباح الخير,فيرد عليك محملقا "تبارك الله على عوينات..والشفتين",تحاول إعادته الى موضوع الزيارة,فيقفز محاولا التقاط اليدين,فلا تجد أمامك إلا حمل حقيبة أوراقك ودفعه لإفساح المجال,يطالب بمرافقتك إلى البيت أو موقف السيارات,فتشير بيدك مبتسما في تكلف " ألا العمار يا الداه"..

قلة الأدب..ليس سببها الفقر المادي,أو سوء التغذية, قلة الوعي وضحالة المستوى الثقافي,إنما هو فقر أخلاقي وديني,وانعدام الضمير وسوء التربية بالمقام الأول,وكما أن الفتاة التي تصدر الأذن الطرشة وتتجاهل "بس بس",تتحول من الغزال و الزين,إلى الخايبة  والشيكي على والو,فان الصحفية والكاتبة التي بالأمس هي  أيقونة  وشخصية  جذابة,بكتاباتها وأشعارها وأفكارها,تصبح بعد ما تتشنج عضلات الزميل الواعي من شدة المحاولة,وبعد ما "حفي" لسان الشكر والمدح,معقدة ورجعية وتحتاج إلى طبيب نفسي بشكل عاجل..

وكذلك يفعلون..ينجذبون إلى الصعب الممتنع,ويحاولون ثنيه عن معتقداته وقناعاته,مطبلين بالتفتح ومحاربة التشنج الأخلاقي,حتى إذا قدر الله و نجحوا في مقصودهم,تركوا ضحيتهم بحثا عن الجديد,وهكذا دواليك,إلى أن تتكون مجموعة من العظام التي كانت بالأمس لحما,ثم يحاولون إنشاء جمعية للدفاع والذوذ,متباكين على اللبن المسكوب,مجرمين للذئاب البشرية,مستنكرين ومنددين ,وفي نفس الوقت يستغلون التمويلات الحكومية  لشراء معدات الصيد,وتكثير أعداد المشمولين بالاهتمام,الذين تمد لهم يد المساعدة,واخص ما في هذه اليد هو الأصبع الوسطى..

مجموع المشاهدات: 5908 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (7 تعليق)

1 | aziz
et oui
أسهبت وختمت مقالك بجملة تبين معدنك ؛وأخص ما في اليد الأصبع الوسطى
مقبول مرفوض
5
2016/04/28 - 06:49
2 | حمزة
احترم تحترم
بصراحة لا أتفق مع كاتبة الموضوع فأنت أختي تناقضين نفسك حين تتكلمين عن غياب الوازع الديني لدى المتحرش و تقولين أن الفتاة تتجمل لنفسها و تتزين لتخسن مزاجها...التبرج حرام من وجهة نظر دينية و ليس للمرأة أن تتزين إلا لزوجها لكلوص و ما جاوره هو وسيلة إغراء و لذلك لا يجب وضعه إلا لمن يستخب أن تغريه و هو الزوج..لا أبرأ هنا المتحرش من سوء خلقه و من كونه مخطئا لكن أرجوك أختي لا تلعبي دور الملاك..إذا تزينت و تبرجت و تعطرت و خرجت للشارع أو للعمل فأنت تقعين في الحرام و تجعلين نفسك عرضة لسماع ما لا يرضيك إن كنت فعلا عفيفة طاهرة...و إذا أردت أن يحترمك الكل لا تتبرجي و لا تبالغي في التغنج و ستكسبين الود المصحوب بالاحترام
مقبول مرفوض
4
2016/04/28 - 07:03
3 | عبدالله ب.
تحية من القلب
تحية من القلب صادقة، أود أن أتوجه بها إلى صاحبة المقال الملفت الذي يستحق حقيقة أن يُقْرَأ، فتخليق المجتمع هو هم كل إنسان صالح - وقد تعمدت إغفال "مواطن صالح" - لذلك وجب على الجميع المساهمة في إشاعة التصرف السليم بما يلائم مصلحة المجتمع، فتحية للأستاذة نجاة حمص على هذه المبادرة القيمة، وبالتوفيـــــــــــــــــــــــق.
مقبول مرفوض
1
2016/04/28 - 08:31
4 | عبدو
حترمي نفسك غايحترمك الاخر..خرجي ميلتيكولور وضحكي لمن والا سواء فالعمل او الشارع اوعند البقال او الخضار غايطمع فيك حيث مالزمتيش حدودك.صورتك تدل على انك تحبين لفت الانظار وان تكوني محور اهتمام الاخر اذا ماتباكايش الى بص بص عليك حيث هذه هي سنة الحياة.زين لكم حب الشهوات من النساء قبل كل شهوات الدنيا.واش وحدة داخلة على الراجل بغض النظرعلى المكان مزوقة كامل وريحة المسك والريحان كاتفرفر منها علاش كاتقلب وزايداه كاتصنع التدين المشعكك..انا دوختيني غير من الشاشة
مقبول مرفوض
3
2016/04/28 - 10:57
5 | محمد الريحاني
الذباب لايحوم الا على..
اختي الكريمة ارى فيك تتاقضا مهولا بين صورة نجاة حمص القديمة وصورتها الان هذا من جهة ثانيا انت تتكلمين من ناحية دينية ونراك تعلقين بالشكر على كل من اثنى باعجاب وقد تزينت بكامل زينتك..هذا وان جل المعلقين ذكور!! راجعي نفسك اولا فالذباب لايحوم الا على الحلوى المكشوفة المعروضة للجميع، حاسبوا أنفسكم قبل ان تحاسبوا غيركم.. لايخلو مجتمع من التحرش وهذا ليس مبررا للذئاب البشرية المنحطة ولكن في المقابل هل فعلت مايجنبك ذلك؟؟!! من الناحية النقدية الادبية المقال متماسك لكن تتخلله كلمات الدارجة المغربية والمصرية وهذا من أساليب هدم اللغة للاسف اضافة الى بعض كلمات الشوارع..ارجو ان تتجنبي ذلك في المرة القادمة المزيد من العطاء وشكرا
مقبول مرفوض
5
2016/04/28 - 11:22
6 |
تحاولين للاسف ان تعطي صورة بيضاء مزركشة بالوان الطيف عن المراة في المجتمع وتشيرين باصابع الإتهام إلى الرجل بإعتباره هو جوهر المشكل من ذاخل المجتمع ونسيتي بان المشاكل المتفشية كالدعارة والتحرش والعري واللباس الا اخلاقي من النساء مع إحترامي للنساء العفيفات واذكرك القول اغلب الهاويين في جهنم هم النساء ختاما انصحك بالإبتعاد عن لغة الشارع لانك تهينين اللغة العربية لغة القران
مقبول مرفوض
0
2016/08/11 - 08:52
7 | سعيد
الدرالضاء
السلام ممكن نتعرف
مقبول مرفوض
0
2020/04/18 - 07:11
المجموع: 7 | عرض: 1 - 7

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة