الرئيسية | أقلام حرة | عن المسيرة التي نظمتها النقابات الثلاث

عن المسيرة التي نظمتها النقابات الثلاث

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
عن المسيرة التي نظمتها النقابات الثلاث
 

 

إذا كنا في الأسبوع الماضي قد تطرقنا لحدثين انتخابيين بكل من تركيا وفرنسا، نرى أنه، من باب المقارنة، علينا أن ننظر للحدث الهام الذي عرفه المغرب يوم الأحد ما قبل الماضي، وهو المسيرة التي دعت إليها ثلاث مركزيات نقابية هامة...ونطرح تساؤلات حقيقية حول جدواها، أهميتها، خُلاصاتها، آثارها على تسيير الشأن العام والدفاع عن مطالب/حقوق العمال/المواطنين... وهنا أيضا لا أريد أن أتموقع سياسيا ، ولكن أطرح أسئلة للتأمل والتفكير وأخد العبر...


السؤال الأول: التموقع السياسي: في سابقة نقابية، تجتمع 3 نقابات، أو بالأحرى نقابتين (باعتبار الفدرالية والكونفدرالية كانتا إلى عهد قريب تحت سقف واحد)، وتقرر أحزاب – معروف حجمها- من اليسار، وجمعيات حقوقية، ومهنية معروف أيضا حجمها- من اليسار... وكذلك بعض الفئات المهنية بعينها الانضمام إلى المسيرة، فيما تقرر هيئات نقابية أخرى( عبر بلاغ أو بدون بلاغ)، و كذلك هيئات وتيارات ذي المرجعية الإسلامية عدم المشاركة... مع السماح لأعضائها بالمشاركة الفردية... وهنا لابد من طرح سؤال: هل هذا التموقع السياسي بداية تموقع مجتمعي جديد؟ وما موقع تحالف الاستقلال - الاتحاد الاشتراكي من نفس التحالف النقابي ( الذراع النقابي للحزبين)؟

 

السؤال الثاني: في الأسباب والمطالب: لعل المتتبع لأهم مطالب القائمين على المسيرة الملخصة في الدفاع عن القدرة الشرائية والكرامة والعدالة الاجتماعية، من خلال :

·       المطالبة بالزيادة العامة في الأجور (هكذا)، والرفع من الحد الأدنى للأجور( إضافة إلى الزيادة العامة)، وتوحيد الحد الأدنى للأجور في القطاعين الصناعي والفلاحي، والسلم المتحرك للأسعار والأجور(إضافة المطلب الأول والثاني)، والرفع من معاشات التقاعد...وهي مطالب يعرف القاصي والداني مدى إمكانية الاستجابة لها في الوضع العالمي والوطني الحالي... ولو طالبت هذه النقابات بمطلب السلم المتحرك للأسعار والأجور لكفاها المنطق والواقع صعوبة المطالبة بمطالب تعرف هي – قبل غيرها- أنها صعبة التحقيق خلال السنتين الحاليتين ...

·       المطالبة بالحق في الشغل وفي التعويض عن البطالة وفي الحريات النقابية وإلغاء الفصل 288 ... ووضع حد للهشاشة...إلخ من المطالب التي جزء منها متحقق وواقع، والجزء الآخر يحتاج فعلا للتفاوض والتحاور البناء للخروج بنتائج لصالح المواطن، ولصالح البلد...

 

السؤال الثالث: في الحجم والأثر؟ بعيدا عن الدخول في مزايدات حول الأرقام التي قدرها البعض في 10000 (نموذج مواقع: 2 minutes  وغيرها) و 15000 (التقديرات الرسمية) ، أو 300000 (تقديرات النقابات الداعية للمسيرة)، فإن الائتلاف النقابي والسياسي والجمعوي بمكوناته المختلفة الداعي لهذه المسيرة ، وكون المسيرة وطنية شاركت فيها جميع مدن وجهات المملكة؛ وكون هدفها وهو الدفاع عن الكرامة والعدالة والقدرة الشرائية، كان من المتوقع أن يحضرها المئات من الآلاف...بينما متوسط التقديرات تشير على أن المسيرة لم يحضرها إلا واحد من ألف مغربي، بينما تغيب عنها 999 من أصل ألف مغربي... فهل حقيقة حققت المسيرة الوطنية أهدافها؟ أم أنها أبانت على أن لا التكتل ولا صبغتها الوطنية (جغرافيا).، ولا هدفها استطاعوا تعبئة المواطنين...

أو ليس حريا بنا أن نتساءل حقيقة:

لماذا هذا العزوف؟ أو ليس العيب فينا؟

وإلى أن نجيب على هذه التساؤلات ، لنا موعد آخر يوم فاتح ماي... ربما مع نفس الوجوه... لنعبر عن نفس المطالب... لتلقي نفس الصدى والأثر.


مجموع المشاهدات: 697 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة