احتفالية رائعة بالأضواء في مباراة الجزائر وبوركينافاسو بملعب مولاي الحسن

مدرب الجزائر بيتكوفيتش: رغم الصعوبات، تمكنا من تقديم أداء قوي وتجاوز التحديات

زيدان وأسرته يحضرون مجددا لمؤازرة المنتخب الجزائري في كأس إفريقيا بالمغرب

مغاربة فرحانين بفوز المنتخب الجزائري أمام بوركينافاسو بملعب مولاي الحسن

لحظة وصول منتخب أوغندا لمدينة فاس

إبراهيم مازا سعيد باختياره أفضل لاعب في مباراة الجزائر وبوركينافاسو

الى أين تسير الاحزاب السياسية بالمغرب ؟

الى أين تسير الاحزاب السياسية بالمغرب ؟

محمد بونوار

 

 

ونحن على بعد شهور قليلة من الانتخابات المغربية ، تتسارع الاحزاب المغربية فيما بينها لكسب أكبر عدد من المنخرطين بشتى الوساءل وذالك جريا وراء ربح أصوات الناخبين وهو ما يعني كسب مقاعد أكثر مما حصلت عليه في السنوات الاخيرة ، وذالك سعيا لتشكيل حكومة مع الاحزاب المتفوقة في الانتحابات  .

الى حدود هنا يظهر أن التنافس السياسي بين الاحزاب جائز ، كما هو متعارف عليه لدى جميع أحزاب العالم ، لكن هناك أمور تجري في المغرب وحده ، وكأن القانون المؤسس للاحزاب يجب مراجعته من البداية وذالك انطلاقا من سلوكات لا يقبلها المنطق ولا العقل ولا السياسة نفسها .

البداية التي يمكن تسجيلها وهو انتقال بعض السياسين من حزب الى آخر بدافع الربح وليس بدافع البرامج أو المبادء ، أو الايديلوجية ، وهو ما يترجم أن عملية الانتقال بين الاحزاب يتم بمقتضى المصالح الخاصة وليس بمقتضى الاصلاح ومحاربة الفساد ، وهذه النقطة يتوجب على وزارة الداخلية التي تشرف على عملية الانتخابات  مراجعتها من الاصل .

النقطة الثانية ، هناك نقابات لقطاعات مهمة كالتعليم والصحة والتي تحوي عددا مهما من العمال والموظفين ، ومؤخرا  بدأت بعض  الاحزاب تتحايل على استمالة قادتها ، في الوقت الذي يجب ان تبقى هذه النقابات مستقلة عن أي توجه سياسي، وعن أي انتماء سياسي  ، وذالك لسبب بسيط ، لان النقابات هي أصلا أنشأت للمطالبة بالحقوق وتمثيل العمال والموظفين أمام  القضاء وأمام أعضاء الحكومة خلال المفاوضات ، وليس لتشجيع حزب معين .

ومن غير المعقول أن يكون قادة النقابات طرف من الحزب الذي يحمل حقيبة التعليم ، أو الصحة ، أو اي قطاع آخر، لأنهم مطالبين بالجلوس مع الاحزاب المشكلة للحكومة فوق طاولة المفاوضات .

النقطة الثالثة ، وهي الجمعيات التي يتم تأسيسها من طرف الاحزاب والتي تكون بمثابة أبواق قوية لتلميع صورة الحزب ، ونحن نعرف أن الجمعيات هي طرف من المجتمع المدني ، وقد عشنا فترات في المغرب غير عادلة ، حيث تفوز الجمعيات المتحزبة بالمنح والمساعدات ، بينما الجمعيات المدنية الغير المنتمية ، لا تلوي على أي مساعدة من المسؤولين وذالك بدافع عدم الانتماء السياسي  .

وهذا يخلق مشكلا في حد ذاته ، يجب على وزارة الداخلية أن تعيد النظر في هذه الامور من الاساس .

النقطة الرابعة ، وهي الاستغلال : اٍما فقر المواطنين ، أو ظروفهم ، أو استغلال التغرات والفراغات المتواجدة في الوسط الاجتماعي .

مع ظهور وباء كرونا ، خرجت بعض الاحزاب الى تقديم مساعدات اجتماعية للمواطنين المهمشين ، لكنهم تفاجئوا برسائل الانخراط في الحزب دون علمهم ، وهذا السلوك يعد خارج عن قانون الاحزاب ، وبعيدا كل البعد عن توعية المواطنين وحثهم على التصدي للفساد .

مؤخرا لجأت بعض الاحزاب الى مقلب غريب ، وفي نفس الوقت خطير على حرية الانتماء والخيار الديموقراطي ، حيث بدأت تكون مجموعات في مجالات مختلفة : الفن والفلاحة والسياحة ،  و....

...تجمعهم فيما يسمى بالكونفدرالية ،وهي عبارة عن جمعية تابعة ومنظوية  ومنخرطة في الحزب بذريعة الدفاع عن مصالحهم والرفع بالثقافة على المستوى الوطني .

هذا المنعطف يبقى أثره خطيرا على الجميع ، ولكي نعي قوة هذا الانحراف السياسي ، لنفرض مثلا ، أن الصحافيين والكتاب اجتمعوا كلهم في جمعية ، وأصبحت هذه الجمعية تابعة لحزب واحد ، ولنفرض مثلا أن هذا الحزب هو الذي فاز بالانتخابات المقبلة .

النتيجة الحتمية والوحيدة في هذا الشأن هو أن الاعلام والثقافة لن يزيغا قيد أنملة عن الخطوط التي سوف يسطرها الحزب الحاكم .

النقطة الاخيرة وهي الجمع بين المال والاعمال والسياسية ، يصعب التحليل في هذا المجال لان ذالك يحتاج الى مساحة أكبر ، لكن وجب التذكير أن المال والاعمال لا يتوافقان مع السياسة باختصار .

 

في الدول المتقدمة الاحزاب لها مساحتها ، والكتاب لهم مساحاتهم ولهم انتمائتهم ، والنقابات لها مساحتها أيضا ، أما الاحتواء الكلي لجميع المجالات فما هو اٍلا بداية  لتقويض الحريات  .

 


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة