الرئيسية | أقلام حرة | قوة التأثير

قوة التأثير

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
قوة التأثير
 

إن من أهم المداخل لعقول الناس،  التأثير 

و يمكن إنزاله في عدة مواقع و بصفات مختلفة و هو طريقة تعبير  للولوج إلى عقل المتلقي كي يثق و يتبنى الفكرة التي  يطرحها صاحبها  .

أمثلة :

كلنا يعلم أن الهنود الحمر هم سكان أمريكا الأصليين  ، و كلنا يعلم أن البيض أتوا من أوروبا غُزاة للأرض الجديدة . و مع ذلك كان يصور لنا المخرج السينمائي لأفلام الكوبوي cawboy  أن الهنود معتدون و قتلة و أشرار و أن البطل الأبيض و رفقاءه هم الطيبون ، و كنا نؤيد و بحماس و دون شعور البيض على الهنود في كل أفلام رعاة البقر  ، أليس كذلك ؟، هذا هو التأثير الذي يضعه كل من أراد أن ينصر أحد أو يهزمه .

و هو نفسه من يبكينا في أحد المسلسلات و تقشعر جلودنا من مشهد ما ، و قد هيأ المخرج أنفسنا له باستعمال إشهار للممثلة أنها مظلومة و أن صهرها مثلا هو الظالم  و هو من يريد تفريقها عن أبنائها و إن تأكدت خيانتها لإبنه ....و يأتي بالمشهد الذي سيبكينا حين ترى المرأة  و هي تودع فلذات أكبادها و ينتزعهم الصهر من بين يديها. 

اليوم الإعلام الغربي يجتهد لترسيخ فكرة أن طلبان هم أشرار و قتلة و معتدون  و سالبي حق  المرأة و ......و أن أمريكا التي كانت تدمر داخل أفغانستان و تغتصب و تقتل هي الوجه الطيب و الديموقراطي و المسالم ، و قد خرجت من أفغانستان لكنها ما زالت ترى بعين العطف و الرحمة و الشفقة على الأفغان و تريد من طلبان أن يتعاملوا مع الشعب بالقوانين الدولية و أن لا يحرمون المرأة من حقوقها ....." حرية المجون "

نعم هذا هو دور الإعلام و تأثيره ، فهو إشهار لهذا بالصلاح و للآخر بالتمرد  و التسلط و الفساد و إن كان العكس هو الصحيح .

و هو نفس التأثير الذي يقوم  به أحزاب ضد أخرى عند اقتراب استحقاق انتخابي ، هذا يتهم ذاك و ذاك يتهم هاذا بالفساد أو عدم التمكن من تسيير شؤون البلاد، كما تجد الدولة العميقة تؤثر بدورها على مجريات الحملات الانتخابية لما تقتضيه مصلحتها ، و في  الواقع أغلبية أعضاء الأحزاب  كل منهم يصبو إلى الوصول إلى التحكم لحماية مصالحه أولاً و تبقى المصلحة العامة في الدرجة الثانية أو الثالثة   .

و هو نفس التأثير  الذي يستعمله المستشهر الذي يبين لنا محاسن منتوجه دون إشعارنا بنواقيصه و  عيوبه حتى نشتريه .

هي مشاهد عدة و تأثيرات كثيرة لا يسعني ذكرها جملة و تفصيلا ، لكنني حاولت تقريب الفكرة. 

 

لذا علينا تثبيت الرؤى و التعامل مع الأحداث بدون عاطفة و لا انسياب وراء كل كلام أو فكرة أو مشهد أو خبر  نلتقطه من ملقي يريد تأييد توجهاته و أفكاره و أخباره و منتوجاته .

مجموع المشاهدات: 6858 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة