الرئيسية | متفرقات | الأيام الثقافية المغربية التونسية: إبراز ملامح وخصوصيات تجربة المملكة في تدبير الحقل الديني

الأيام الثقافية المغربية التونسية: إبراز ملامح وخصوصيات تجربة المملكة في تدبير الحقل الديني

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font

 

أبرز رئيس المجلس العلمي لعمالة بن مسيك بالدار البيضاء، السيد أحمد آيت إعزة، خصوصيات التجربة المغربية في مجال تدبير الحقل الديني، المرتكزة أساسا على ثوابت الوسطية والتسامح والاعتدال في مواجهة الفكر المتطرف.

وأوضح ايت إعزة، في كلمة له في إطار الأيام الثقافية المغربية التونسية التي تنظمها على مدى ثلاثة أيام سفارة المغرب بتونس بتعاون مع وزارة الثقافة التونسية، أن هذه التجربة ترتكز على رؤية واستراتيجية واضحتين، ترومان الإجابة على الأسئلة والتحديات الجديدة التي يطرحها الواقع والتحولات الراهنة، بهدف ربط الدين بقضايا الأمة والمجتمع ومواكبتهما، وكذا ترسيخ أسس التعايش والاستقرار وضمان الأمن الروحي والحفاظ على هوية المغرب المتميزة بالوسطية والاعتدال والتسامح.

وسجل أن هذه الرؤية والاستراتيجية تقومان على مقومات شرعية تتمثل في مركزية إمارة المؤمنين التي شكلت على الدوام الضمانة الأساسية للوحدة الدينية والوطنية وصمام أمان في مواجهة أي صراع مذهبي، ورافعة لصيانة حقوق وحريات المواطنين والجماعات والهيئات.

وأضاف أن تدبير الحقل الديني ارتكز أيضا على إعادة هيكلة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والمجلس العلمي الأعلى وإحداث مجالس علمية محلية وذلك بهدف تعزيز دور العلماء في التأطير الديني وضمان الأمن الروحي، ومواجهة ما يهدد الوحدة المذهبية المتمثلة في العقيدة الأشعرية والمذهب المالكي والتصوف السني.

وأشار إلى أن الوزارة اعتمدت برنامجا يشمل تكوين وتخريج الأئمة والمرشدات وتعزيز موقع النساء في هذا المجال لتدارك الخصاص في التأطير الديني، مضيفا أن هذا البرنامج يشمل أيضا تأهيل الأئمة والخطباء وتطوير الخطبة وتوجيه الوعظ وتحسين الإرشاد الديني بما يتناسب مع العقيدة والمذهب المالكي.

وتوقف ايت إعزة أيضا عند التوجهات الأساسية لتعزيز تدبير الحقل الديني من خلال بناء المساجد التي بلغ عددها 50 ألف مسجد، والنهوض بالموارد البشرية على جميع الأصعدة المادية والاجتماعية والتأطيرية، ووضع البرامج والمخططات الكفيلة بالنهوض بهذا القطاع بهدف ترسيخ أسس التعايش والاستقرار وضمان الأمن الروحي للبلاد ووحدتها المذهبية، مبرزا أن تجربة المغرب في إصلاح الحقل الديني أصبحت تشكل نموذجا يحتذى به، مما دفع بالعديد من البلدان العربية والأجنبية إلى تمثلها والاستفادة منها.

وخلص إلى أن تدبير الشأن الديني ليس جزئيا بل ينصهر في بوتقة إصلاح شامل تمت بلورته في إطار سياسة عمومية أفقية، متقاطعة ومتفاعلة مع باقي السياسات العمومية في مختلف القطاعات، لإشاعة الطمأنينة والسلام والحث على التنافس في العمل البناء، ومحاربة التطرف والانغلاق والإرهاب تحصينا للبلاد من الآفات المقيتة للغلو والتعصب.

وكان سفير المغرب بتونس، السيد محمد فرج الدكالي، قد أعطى، أمس الأربعاء، رفقة وزيرة الثقافة والمحافظة على التراث التونسية لطيفة الأخضر، بحضور مسؤولين تونسيين وعدد من المثقفين والمبدعين والفنانين المغاربة والتونسيين، انطلاقة هذه التظاهرة الثقافية التي تهدف إلى توطيد العلاقات المغربية التونسية وتعزيز التعاون الثقافي الثنائي.

ويتضمن برنامج هذه الأيام الثقافية لقاءات ومحاضرات عدة ومعرضا للكتاب ومعرضا تشكيليا لفنانين مغاربة وتونسيين، وحفلا موسيقيا للفنانين عبد المجيد بقاس ونادية خالص.

كما يتضمن البرنامج محاضرة للشاعر والإعلامي ياسين عدنان في موضوع "التفاعل الثقافي المغربي التونسي"، ومحاضرة للشاعرة التونسية جميلة الماجري في موضوع "الحركة الثقافية المغاربية عبر التاريخ"، وأمسية شعرية للشاعرة المغربية وداد بنموسى.

مجموع المشاهدات: 1124 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة