العثور على نسر نادر نواحي الجديدة والسلطة المحلية ومديرية المياه والغابات تدخلان على الخط

أخبارنا المغربية: صالح الخزاعي    

تمكن أحد سكان دوار الغمارات التابع لجماعة القواسم التابعة لإقليم الجديدة صباح يوم الأربعاء من إمساك نسر كبير ومقطوع الرجل، بعدما عثر عليه وسط أحد حقول "الفصة" قرب ضريح مولاي الطاهر.

ورغم صعوبة الموقف وحجم النسر الذي ينتمي إلى نوع جيفرين أو جريفون أو النسر الأسمرvautour fauve ، فقد تمكن صاحب الحقل من إحكام سيطرته على الطائر الذي كان في وضعية صحية حرجة، حيث قام بربطه وإمداده بكميات مهمة من اللحم والدجاج من أجل إنقاذ حياته، قبل أن يربط الاتصال بالسلطة المحلية التي انتقلت على وجه السرعة إلى عين المكان، ممثلة في قائد قيادة أولاد افرج وبعض أعوان السلطة للوقوف على صحة الخبر والقيام بالإجراءات اللازمة في هذا الصدد.

عملت السلطة المحلية بعد ذلك على ربط الاتصال بجمعية SPANA المختصة في الرفق بالحيوان بأولاد افرج، حيث تم نقل الطائر إلى مقر الجمعية للاحتفاظ به إلى حين وصول مصالح مندوبية المياه والغابات بالجديدة، إذ استغل الطاقم الطبي بالجمعية الفرصة لتقديم مختلف الفحوصات والإسعافات الضرورية للطائر بحقنه ببعض الأدوية المضادة للطفيليات والحشرات الضارة، وتطبيب رجله المقطوعة التي من المرجح أن تكون ضحية إحدى المصايد الخاصة بالثعالب.

وقد حضرت صبيحة يوم الخميس مصالح المندوبية الإقليمية للمياه والغابات إلى مقر الجمعية، حيث عملت على نقل الطائر إلى مدينة الجديدة لإتمام الإجراءات القانونية اللازمة في أفق نقله إلى إحدى حدائق الحيوانات بالمملكة، حفاظا على هذا النوع النادر من الطيور، والذي يعتبر من الطيور الجارحة وأكثرها ضخامة وقوة، كما يعد أكثر أنواع الطيور افتراسا على الإطلاق، حيث يصل طوله بين 93 إلى 110 سنتيمترا، والمسافة بين طرفي جناحيه المفرودين تصل ما بين 240 إلى 280 سنتيمترا، ويزن ما بين 6 و13 كلم، ويتميز بطول رقبته وخلوها من الريش، وطوق من الريش الأبيض على قاعدة الرقبة، وريش بني وأجنحة سوداء، ويعشش على المنحدرات الجبلية والصخرية، حيث تضع أنثاه بيضة واحدة فقط، وتقوم بوضعها داخل عش في أعالي الجبال.

وتجدر الإشارة إلى أن أعداد هذا الطائر بدأت بالتناقص بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، حتى أن العديد من المنظمات الدولية في أوروبا وآسيا بدأت في برامج حماية للنسر الأسمر، ومنها برامج التوطين في جبال الألب بفرنسا وسويسرا، عن طريق دراسة أعداده من خلال مواقع تعشيشها.