الرئيسية | أقلام حرة | قطاع التعليم: البيضاء لهم ولا سوداء عندنا...

قطاع التعليم: البيضاء لهم ولا سوداء عندنا...

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
قطاع التعليم: البيضاء لهم ولا سوداء عندنا...
 

 

مما أقرته وزارة التربية الوطنية وجعلته من أولوياتها التدبيرية للموسم الدراسي 2017ـ2018، في الجانب المتعلق بإضفاء حلة جديدة على المؤسسات التعليمية، وتجديد تجهيزاتها، تعويض جميع السبورات السوداء المتواجدة بمختلف الفصول الدراسية، بسبورات بيضاء وفق معايير محددة. وأوصت المراسلة الوزارية باتخاذ الإجراءات الضرورية من أجل تثبيتها بالاقسام الدرسية.

 

يبدو أن هذه المراسلات لا تعرف طريقها لمديرية سيدي قاسم، بل ربما هي غير معنية بها، وإن شئت معرفة حقيقة هذا الكلام فزيارة لثانوية فلسطين بجرف الملحة كافية لكشف المستور، فإن كانت جهات أخرى حضيت بنصيبها من هذا القرار وتمت القطيعة مع السوداء، فأبناء هذه المنطقة حلمهم أن تثبت في أقسامهم سبورة سوداء كاملة عوض أجزاء. وفهم المراد من هذا الكلام يظهر من حسن تدبير المسؤول هناك، فهو من أجل سد الفراغ، وإيجاد حل لتآكل بعض السبورات، وتجسيدا لمبادئ التضامن والتكافؤ والتوزيع العادل للوسائل والآليات، تم تقسيم السبورة الواحدة إلى ثلاثة أجزاء، فأصبحت واحدة سوداء يثبت وسطها بفصل، وينقل جناحيها لتغطية خصاص فصلين، في استهتار واحتقار للمتعلم والاستاذ. أما إن سألت عن الطباشير، فاحذر أن ينتهي نصيبك منه قبل الأوان، ولا تنس أن تحمل "قوالب" معلومة محدودة وتوقيع محضر الاستلام.

 

كانت هذه واحدة مما هو كثير في بلدنا من أوجه الفساد، وفيما بعد أحدثكم عن صباغة الجدران التي جعلت المكتبة في خبر كان.

 

الفرق كبير بين المدارسة والممارسة، بين التنظير والتطبيق، ويزداد الأمر سوءا لما تكن له علاقة بتربية الأجيال، وعلاقة مع أطفال؛ البراءة لهم عنوان، فضياعهم ضياع الوطن، وسوء تعليمهم هو خيانة الوطن، واحتقارهم وعدم إنصافهم عواقبه وخيمة في العاجل والآجل، رجاء إن كنتم للسرقة فاعلين فلا تسرقوا أطفال الوطن.

مجموع المشاهدات: 878 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة