الرئيسية | أقلام حرة | رمــضــان شــهــر الــعــبــادات وليس المأكولات

رمــضــان شــهــر الــعــبــادات وليس المأكولات

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
رمــضــان شــهــر الــعــبــادات وليس المأكولات
 

بشهر الطاعات، وأجزل لنا فيه المثوبة ورفع الدرجات، وَعَدَ من صامه الحمد لله الذي خصنا إيمانا واحتسابا بتكفير الذنوب والسيئات، وشرّف أوقاته على سائر الأوقات، والصلاة والسلام وعلى آله وصحبه أولي الفضل والمكرمات،والتابعين لهم على نبينا محمد خير البريات،:دبإحسان إلى يوم المعاد، وبع

 

الله سبحانه وتعالى جعل شهر رمضان، موسما من مواسم الخيرات والتقرب إلى الله بسائر الطاعات، ومن أجل خصائصه التنوع في العبادات، فقد جمع هذا الشهر جميع أركان الإسلام، من توحيد لله عز وجل متمثلا بالاستجابة والاستسلام لأوامر الله، والصلاة متمثلة بصلاة ح، وهو شهر الصيام، وكثير من الناس يدفعون زكاة أموالهم فيه ويتصدقون، وعمرة التراوي.في رمضان تعدل حجة

 

الله عز وجل جعل المدخل لهذا الشهر الفضيل، ترك المباحات التي اعتاد عليها المسلم بشكل يومي في حياته الطبيعية، من الطعام والشراب والملذات، كإشارة وعلامة للدخول بهذا الموسم، إلا أن الغاية والثمرة ينبغي أن تتركز على غذاء الروح والقلب لا البدن والجسد! كثير من المسلمين ينصب اهتمامهم باستقبال شهر البركات والخيرات والعبادات؛ بأصناف المأكولات والمشروبات، حتى تستغرقهم وتصرفهم عن الطاعات والاستزادة من الخيرات، مع الصيام ليست مجرد ترك الطعام والشراب في النهار ليعوض ليلا بشكل مبالغ أن الحكمة من فيه، بل بعضهم ينتقم بطعام وشراب الليل من صيام النهار، غير مكترثين ما يجره عليهم من .أضرار وكسل وسوء عاقبة

 

وغيرها من الأوقات عموما؛ -بوجه خاص –من أسوأ العادات التي لا ينبغي فعلها في رمضان الاهتمام الزائد والتركيز فوق الطبيعي، في أنواع وأصناف المأكولات والمشروبات قبل وأثناء رمضان، وكأنهم مقبلون على أيام قحط وجوع، فتجد الإسراف والتبذير، والتفنن بأصناف الأطعمة وأنواع الحلويات والادخار وملئ الموائد إلى حد الشره والتبذير والنهم!! نه( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ) ،يذكر أن الرشيد كان يقول ربنا سبحاله طبيب نصراني حاذق فقال لعلي بن الحسين: ليس في كتابكم من علم الطب شي، والعلم علمان: علم الأديان وعلم الأبدان.

 

لأطعمة في الليل، بسبب ترك ما يباح وقد أخطأ من ظن وفهم أن رمضان شهر المنافسة في امنها في النهار! بل من أسمى معاني هذا الشهر هو الاقتصاد والحمية والتقشف والزهد وترشيد النفقات، والتقليل من الطعام التي تؤدي لتضييق مجاري الشيطان في الدم، وبالتالي روح والقلوب لا تخمة ينشط العبد في طاعة الله معظم ساعات اليوم، فرمضان شهر غذاء ال.الأبدان والأجساد

 

يقول عليه الصلاة والسلام في بيان أن الغاية من الصيام ليست ترك الطعام والشراب فحسب( .عَ طعامَه وشرابَهُ )الزُّورِ والعمَلَ بِه والجَهلَ، فليسَ للَّهِ حاجَةٌ أن يدَ قَولَ يدَع لَم مَن النَّاسُ، إِيَّاكُمْ وَالْبِطْنَةَ مِنَ الطَّعَامِ، فَإِنَّهَا مَكْسَلَةٌ عَنِ الصَّلاةِ، قَالَ عُمَرُ رضي الله عنه : أَيُّهَالَيْكُمْ بِالْقَصْدِ مُفْسِدَةٌ لِلْجَسَدِ، مُوَرِّثَةٌ لِلسَّقَمِ، وَأَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُبْغِضُ الْحَبْرَ السَّمِينَ، وَلَكِنْ عَنَّهُ أَدْنَى مِنَ الإِصْلاحِ، وَأَبْعَدُ مِنَ السَّرَفِ، وَأَقْوَى عَلَى عِبَادَةِ اللَّهِ، وَإِنَّهُ لَنْ يَهْلِكَ فِي قُوتِكُمْ، فَإِ عَبْدٌ حَتَّى يُؤْثَرَ شَهْوَتَهُ عَلَى دِينِهِ.

 

بحسب دراسات فإن نسبة الاستهلاك الغذائي في رمضان تصل في بعض الدول العربية إلى .ما تستهلكه في الشهور العادية ثلاثة أضعاف للأسف تفنن الناس في هذا الشهر الكريم بأصناف المأكولات، حتى باتت بعض الأكلات تسمى." لا تؤكل إلا في هذا الشهر ،مأكولات رمضانية

 

لقد أصبح صيام رمضان لدى الكثير عادة وليس عبادة، وروتين متشابه لا يشعرون بأي تغيير ه حتى انقضائه، كما هو حال ممارسة كثير من العبادات مهتمين بالإجزاء منذ دخول أول أيام.والشكل دون الحقيقة والروح والمضمون

 

يقول ابن القيم: المقصود من الصيام حبس النفس عن الشهوات، وفطامها عن المألوفات، زكو به مما وتعديل قوتها الشهوانية، لتستعد لطلب ما فيه غاية سعادتها ونعيمها، وقبول ما تفيه حياتها الأبدية، ويكسر الجوع والظمأ من حدتها وسورتها، ويذكرها بحال الأكباد الجائعة .من المساكين

 

وتضيق مجاري الشيطان من العبد بتضييق مجاري الطعام والشراب، وتحبس قوى الأعضاء منها وكل عن استرسالها لحكم الطبيعة فيما يضرها في معاشها ومعادها، ويسكن كل عضو قوة عن جماحه وتلجم بلجامه، فهو لجام المتقين، وجنة المحاربين، ورياضة الأبرار .والمقربين

 

بدلا من أن يشعر بعض المسلمين بآلام الفقراء والمعدمين، وبمن تصيبهم المجاعات في كثير ، من أنحاء المعمورة، فيتوجهون إلى العلي القدير بالشكر على نعمه الظاهرة والباطنةويقتصدون في الطعام ويسارعون إلى الخيرات، فإنهم يفرطون في التغذية، وأول مظاهر الإفراط في التغذية في شهر رمضان زيادة أوزانهم بصورة مفرطة، وينسون أن بعض

 

 

المصحات العالمية تمارس عملية تجويع المرضى، وتجبرهم على الصوم والامتناع عن الغذاء .ى الوزن الطبيعي والصحيوذلك بغية الوصول بهم إل

مجموع المشاهدات: 1091 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة