الرئيسية | قضايا المجتمع | قصة مفعمة بالأمل وصلت إلى العالمية..."شيخ" مغربي تجاوز السبعين التحق بالكلية وحصل على الإجازة والماستر بميزة مشرفة

قصة مفعمة بالأمل وصلت إلى العالمية..."شيخ" مغربي تجاوز السبعين التحق بالكلية وحصل على الإجازة والماستر بميزة مشرفة

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
قصة مفعمة بالأمل وصلت إلى العالمية..."شيخ" مغربي تجاوز السبعين التحق بالكلية وحصل على الإجازة والماستر بميزة مشرفة
 

 

يقف الدكتور عبد الكريم حيضرة برفقة باقي أعضاء لجنة المناقشة، ويتوجه بالحديث للطالب "أبو الأمال" عبد اللطيف، مُثنيا على مجهوده ومانحا إياه نقطة 16/20 على رسالة الماستر الذي توفق في الحصول عليه باقتدار وتفوق.

من المعتاد تنظيم هذه المناقشات في رحاب كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية في مدينة مراكش، إلا أن المميز هذه المرة أن الطالب الذي ناقش الرسالة كان شيخا تجاوز السبعين من عمره، مُعطى لم يمنعه من مواصلة الدراسة والبحث العلمي.

التحقتُ بالكلية عام 2017 بعد سنوات من إحالتي على التقاعد (المعاش) لأجد متعتي وعالمي، وأتلقى الكثير من الدعم والاحترام من الأساتذة وزملائي الطلبة، يحكي عبد اللطيف .

منذ 2017 تلقى أبو الأمال دراسته الجامعية على يد مجموعة من الأساتذة الجامعيين، بدءًا من الإجازة المهنية بشعبة القانون العام قبل أن يتم قبوله في الماجستير المتخصص في السياسات الحضرية والهندسة المجالية، ويناقش رسالته حول موضوع «واقع اللاتمركز الإداري ورهان التحديث».

الدكتور عبد اللطيف حيضرة، المشرف على الرسالة ورئيس لجنة المناقشة، أوضح أن «للموضوع الذي اختاره الطالب أبو الأمال راهنية كبيرة في المغرب، في غياب مراجع وأبحاث حديثة حول الموضوع، مما زاد من صعوبة الأمر على الطالب الذي أبان على جدية واجتهاد كبيرين وتوج مساره بتفوق.»

بالنسبة للطالب الشيخ، فإن تقاعده من العمل ليس إلا بداية لتحقيق طموحات لاحقة، رافضا تضييع وقته في المقاهي أو الركون إلى البيت، يقول بحماسة وفرح «أجد نفسي في الدراسة، وأنا حائز على عدد من الشهادات والديبلومات، وهي أول مرة أنال فيها شهادة الماجستير وأستعد للتسجيل في الدكتوراه».

التَّحصيل الدراسي والمعرفي بالنسبة للطالب أبو الأمال، وهو جدٌّ لـ 11 حفيدا وحفيدة، ليس مجرد تزجية للوقت بل هو «السعادة التي تنير العقل» وفق تعبير المتحدث، معتبرا عشقه للعلم «موهبة وعطية من الله».

للشيخ فلسفة خاصة في الحياة، وهو الذي خبرَ الكثير من التجارب ولا شك؛ يقول في هذا الصدد موّجهًا كلامه للشيوخ كما الشباب: «عوض تضييع الوقت في المقاهي والأنشطة التي لا نفع من ورائها، ادرسوا وتعلموا أشياء جديدة».

رسالة عبد اللطيف أبو الأمال، هي نفس ما استشعره الدكتور حيضرة، مؤكدا أن طالبه مثال يُحتَذى به من طرف زملائه الشباب في الالتزام بحضور المحاضرات واحترام الوقت والاجتهاد، وأضاف «كان دائم الحضور على الرغم من بقية التزاماته، الأمر الذي لا نجده لدى شباب متفرغين، وأبان عن رغبة ونشاط وجدية».

الأستاذ الجامعي تلقَّى بترحيب وفرح كبيرين رغبة طالبه الشيخ بأن يشرف على رسالته لنيل شهادة الماستر «انتقى الاختيار الصائب، التوجه للجامعة من جديد، ومساهمته في البحث العلمي في المغرب، وهو مسار بدأ فيه ولعله يكمله عبر دراسة الدكتوراه».

وفي وقت اعتبر فيه الدكتور حيضرة أن الجامعة المغربية ما زالت تنجب خيرة الباحثين، وتقدم التحفيز لمزيد من العطاء والتميز، لم ينسَ الطالب عبد اللطيف أبو الأمال يوم قام أستاذه الدكتور محمد الغالي بتقديم هدية له أمام باقي الطلبة والثناء عليه حين حصوله على شهادة الإجازة، خاتما كلامه بالقول: «الدكتور الغالي شجعني وله فضل كبير علي، أشكر صنيعه».

ما يزال الطريق طويلا أمام الطالب الشيخ، ومن شدة حماسته استرسل في تعداد الخطوات التي عليه اجتيازها للتسجيل في سلك الدكتوراه السنة المقبلة، مذكرا أنه سيخضع للانتقاء الأولي قبل أن يجتاز اختبارات كتابية وشفهية، يتوقف لحظة عن الكلام ويسترسل «غادِي نَبْقى نَقْرا حتى تخرُج روحي» (سأستمر في الدراسة إلى أن يتوفاني الله).

عن القدس العربي

مجموع المشاهدات: 10597 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (1 تعليق)

1 | الصنهاجي
درس للحراكة
هذا درس واقعي ومفيد للكسالى الذين يهربون من الدراسة ويلتجئون للحريك بداعي انه لا مستقبل لهم في هاته البلاد ظانين ان اوروبا في حاجة اليهم
مقبول مرفوض
2
2021/01/15 - 04:14
المجموع: 1 | عرض: 1 - 1

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة