الرئيسية | أقلام حرة | القراءة من النظرية الى العملية

القراءة من النظرية الى العملية

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
القراءة من النظرية الى العملية
 

القراءة من مفهوم علمي هي بوابة العلم من التعلم، وثمرته من الانتاجية، إذ تهذب النفس، وتنشط العقل، وترفع عنه الخمول، كما ترفع عن الانسان الجهل بالحياة من العلم، لذلك نهجت البشرية بالقراءة نهجا نظريا يعتمد على نشر العلم، وأيضا نهجا عمليا يعتمد الانتاجية من العلم، وهكذا تمت ترجمة العمل من العلم الى خدمات علمية، وانتاجية مادية، تنعكس مردوديتها على الحياة العامة من دواليب مخطط العمل البشري، كما تتم من العلم التوقعات والمخططات من الحاجيات المستقبلية  .

 

وإجمالا القراءة هي تشغيل العقل الذي يحكم الجسم البشري، والمحيط الطبيعي الذي يعيش فيه الانسان، بطريقة عقلانية .

 

ومن الموضوع نتطرق الى القراءة، من بداية ظهورها من منظور عقلي، الى العصر الذي يتم الاشتغال بها في الحياة العامة من منظور علمي، من : النظرية التي تعتمد العقل، الى العملية التي تستخدم النهج العلمي في العمل، والمستقبلية التي تخطط للحياة المقبلة من التوقعات العلمية .

 

القراءة النظرية :

 

هي القراءة التأسيسية من الحياة العملية التي ادخلت العقل البشري الى مجال العلم والتعلم، وانطلقت مهمتها من تعميم القراءة ونشرتها في الوسط البشري، للرفع عن الانسان الجهل منها وفوائدها العقلية على الجسم والحياة المعيشة، بل القراءة هي اختبار العقل البشري بين صلاحيته للأنشطة الانتاجية، وخموله الذهني العاق من النشاط البدني .

 

والقراءة من عهدها طورت المنطق البشري وقومت اللسان من شفوي ناطق، الى لغة نطق مكتوبة بالحرف، كما طورت بالذهن، الاشارة من اللغة الى العدد .

 

لذلك كانت اللغة تعبير لساني عن العقل، والعدد تعبير بياني منه، وحين سمو العقل بالمعرفة، أخرج الانسان القراءة من دائرة المعرفة التي ترفع الجهل عن الانسان الى دائرة العمل، ليدخل العمل الى دائرة العلم، كما أدخل المعرفة الى دائرة العقل.

 

والقراءة النظرية هي انتاج فكري يتطلب الرشد من العقل والمعرفة المكتسبة من العمل، لذلك كان المفكرون الأوائل على مستوى متقدم من تجارب الحياة في السن وفي العلم من الفكر ينسبون الى الفئات التي تشتغل بالعقل، أكثر مما تشتغل بالجهد البدني .

 

كما أن فكرهم كان رصينا من عامل السن ينحى بالعلم نحو العقل، كما تنحى الطبيعة الحية بالوجود من الحياة الكونية، ومن تم كانت القراءة النظرية القراءة الأولية التي تنزع نحو العقل، قبل أن تتطور الى قراءة عملية تنزع نحو المادة .

 

القراءة العملية :

 

هي قراءة عملية، قفزت بالفكر من وجهة النظر العقلية، الى وجهة عملية ترفع عن الحياة البشرية مشقة العمل، كما رفعت القراءة النظرية من نشاط العقل، الخمول عن الذهن .

 

والقراءة العملية أخرجت الفكر البشري من نظرية العلم العقلي الى تقنية العمل الآلي، التي حولت الحياة البشرية من العصر الزراعي الذي يعتمد من الوجهة العملية على المواسم الطبيعية، الى العصر العلمي من منظور صناعي يعتمد على تقنية الآلة والانتاج من مدار يومي، مما سرع بالعمل ووفر الانتاج، وخفف عن الجهد البشري من الحياة العامة، كما رفع من المستوى المعاشي للإنسان .

 

ومن جهة ثانية جاءت القراءة العملية بحقوق العمال وهي الطبقة المتدنية من الارضية البشرية، وتحول العمل من معاش ذاتي من طبيعة سنوية، الى معاش اجتماعي من دورة يومية، وأيضا الى رفاهية اجتماعية، وتعاون دولي، من تبادل المصالح والخدمات، بين الاطراف الدولية، في إطار القراءة العلمية للمبادلات من الحاجيات والانتاجية .

 

القراءة بالمجتمع الدولي :

 

خلفت القراءة بالمحيط الدولي، حضارات عريقة، يقف الانسان أمام بنيانها مشدوها في بلدان الهند الصينية خاصة : أي حضارة بلدان الهند والصين .

 

وحين ينحدر الانسان وجهة العالم العربي وأوروبا، يجد حضارة الديانات السماوية، التي فصلت في الفكر بين علوم العقل من الوجهة الروحية، وبين علوم المادة  من الوجهة العملية، وهو ما حقق القفزة الكبرى للإنسانية من الوجهة العملية، وطور القراءة نحو دائرة الانتاج، وتنشيط العمل، لفائدة الانسان .

 

لذلك نجد القراءة بالمجتمع الدولي تنقسم بين النظرية والتقنية، حققت فيها الدول المتقدمة الريادة العلمية في الحياة العملية من المجتمع الدولي .

 

بينما الدول الحديثة العهد من المجموعة الدولية، تسلك قراءة تساير جهودها الاجتماعية التي تتوزع بين محاربة الأمية، والعمل على إيجاد فرص الشغل للأرضية الاجتماعية، في إطار التكوين، والتكوين المستمر حول المستجدات من الساحة الدولية .

 

القراءة من الحياة المعاصرة :

 

القراءة في الحياة المعاصرة ترتبط بالإنتاجية من الحياة العملية، التي تقوم على تقدم الفكر والعقل البشري من العلوم، التي تتخذ مناحي كثيرة من القراءة الواسعة الاطلاع، والتي تختلف باختلاف مجالات المعرفة، تلتقي إجمالا في قراءة نظرية من وجهة عملية، وقراءة عملية من وجهة النشاط البشري، منها القراءة التحليلية بالكشوفات الفضائية التي تضع المادة تحت المجهر والنسبية من الحياة الكونية من منظور علمي، مما يعني أن القراءة من العصر ذات مشارب متشعبة، ومتغيرة من تطور العلم والابحاث المعرفية التي يسلكها الانسان من دائرة عمله، وتطوير نمط حياته .

 

القراءة المستقبلية :

 

ظهرت القراءة المستقبلية عهد تعميم التعليم المدرسي، لبناء الحياة الاجتماعية على أسس علمية، تعلم الفرد القراءة والكتابة، والمعاملة والسلوك في وسط انساني، كي يحيا من المجتمع الحياة اللائقة والمساهمة في بناء الاسرة، والسير بالمجتمع السير العلمي نحو الرقي والتقدم بالإنسان .

 

 

وهكذا يتعلم الانسان من مرحلة عمرية القراءة في إطار من الركب العلمي والتحول الاجتماعي، وحين يصل الى مرحلة التشغيل يدخل مؤسسة العمل بمؤهلات شخصية ومعرفية، من بوابة ما حصل عليه من علوم نظرية وتطبيقية، وتكوين يساير التطور المنشود من الحياة، التي يتطلبها العصر في بناء الانسان  من محيط المعرفة بالقراءة المستقبلية .

مجموع المشاهدات: 420 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة