الدانمارك: مسجد وإمامتان.. في خطوة غير مسبوقة

محمد اسليم ـ أخبارنا المغربية

في خطوة غير مسبوقة وربما متميزة، تم افتتاح مسجد فريد من نوعه، بالعاصمة الدانماركية كوبنهاغن. ووجه التفرد والتميز يكمن في كونه مسجد نساء، تؤمهن إمرأة وتؤذن فيهن أخرى.

الجمعة الماضية إحتضن المسجد المذكور أول صلاة جمعة، وتكلمت الإمامة التي غدت خطيبة في موضوع "المرأة والإسلام في العصر الحديث"، والتي كانت رسالة من النساء قوامها قراءة حية للمدونة الفقهية المعاصرة الذكورية الطابع في كثير من الأبعاد، ترفض فيها المرأة أن تكون خارج السياق الفقهي، وتسعى لدمج قضاياها ومشكلاتها النسوية في المدونة الفقهية الذكورية تلك التي لا يتحدث فيها إلا الفقهاء. 

المسجد ويدعى “مسجد مريم” أثار اهتمام وسائل الإعلام العالمية، وتفاعلا كبيرا في وسائل التواصل الإجتماعي. وقالت مؤسسة المسجد “شيرين خانقان”، المولودة في الدنمارك من أب سوري وأم فنلندية، إن التقاليد الإسلامية تسمح للمرأة بأن تؤم الصلاة، مضيفة “لقد كرسنا النظام الأبوي في مؤسساتنا الدينية، ليس فقط في الإسلام، وإنما في اليهودية والمسيحية وديانات أخرى، ونريد أن نغير الوضع”.

الإعلامي علي بن تميم كتب بالمناسبة: "يظهر أن النساء في المسجد الدنماركي اتخذن قرارا بقلب المشهد الذكوري هذا رأسا على عقب، وتقديم نموذج مختلف، تتحدث فيه المرأة للنساء عن النساء وإلى النساء وبين النساء في مفارقة دراماتيكية، هدفها إحياء التراث الإسلامي الحق وتقاليده التي باتت مهددة بالانقراض." قبل أن يضيف "نتذكر اليوم، ونحن في سياق المبادرة الدنماركية هذه، المقولة الشهيرة لمفتي الديار المصرية الأسبق الإمام الراحل محمد عبده التي يقول فيها بعيد زيارته أوروبا عام 1881: "ذهبت للغرب فوجدت إسلاماً ولم أجد مسلمين، ولما عدت للشرق وجدت مسلمين ولكني لم أجد إسلاماً".