الرئيسية | دين ودنيا | هل القرآن كتاب عالمي...أم هو فقط للعرب؟؟

هل القرآن كتاب عالمي...أم هو فقط للعرب؟؟

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
هل القرآن كتاب عالمي...أم هو فقط للعرب؟؟
 

 

إعداد : محمد احميمد

يذهب بعض الكتاب والمدونين إلى أن القرآن الكريم ليس كتابا للناس جميعا وإنما هو للعرب فقط وأن كلمة الناس الموجودة في القرآن تعني العرب دون سواهم، واستدلوا على ذلك بجملة من المزاعم والآراء المتهافتة معززين إدعاءاتهم بآيات من القرآن الكريم، أستعرض بعضا منها ومفندا ما زعموه فيها مع تبيين معنى الآيات:

ü  {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}سورة إبراهيم4. ليس في الآية من متعلق يتعلقون به لإثبات زعمهم فكل ما في الآية أن الرسل قبل محمد بعثهم الله بألسنة أقوامهم ومعلوم أن الرسائل قبل محمد لم تكن للناس جميعا، وإن كانت فليس الرسول يبعث بجميع اللغات وإنما يبعث بلغة قومه إبتداء وتمهيدا لنشرها في العالمين.

ü  {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ}سورة الزخرف44. لا يفهم من الآية أن الذكر للنبي وقومه هذا قصور في الفهم، بل تعني تذكير لك ولقومك كقوله تعالى: {لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} سورة الأنبياء10. ولو سلمنا بهذا الفهم لكان النبي بعث لعشيرته الأقربن فقط قال تعالى: {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ}الشعراء214.

ومن أقوى الآيات يدعون التي تدعم إتجاهاتهم كما يقولون، هي هذه:

ü     {وَهَذا كِتَابٌ أَنْـزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا}سورة الأنعام92.

وكما نرى فالآية ذكرت الكتب السابقة (وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه..) فما معنى مصدق الذي بين يديه؟ قطعا هي الكتب السابقة، والآية هنا مخاطبة أهل الكتاب من اليهود وهم من بني إسرائيل في الجزيرة العربية وهو خطاب لغير العرب فكيف يكون القرآن نزل للعرب فقط؟ ثم الله يقول: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا}الأعراف. (لتنذر أم القرى ومن حولها) فأم القرى كما قيل هي مكة أما من حولها فهم سائر الخلائق لأن (من) هي للعاقل، وفي آية أخرى في سورة الشورى: {وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ...}سورة الشورى7. فمفهوم (أم القرى ومن حولها) لا يقتضي مكة وقبائل العرب كما يصوغون لذلك وإنما مكة وما دونها من الناس.  

{نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ * وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الأَوَّلِينَ * أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاء بَنِي إِسْرَائِيلَ * وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الأَعْجَمِينَ * فَقَرَأَهُ عَلَيْهِم مَّا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ}سورة الشعراء194-199. ليس في الآية ما يفيد تخصيص العرب بالقرآن بل الآيات تصف أحوال كفار قريش وعنادهم وعدم اتباعهم للنبي محمد، حتى أن الله لو أنزل هذا القرآن بهذه البلاغة على أحد الأعجمين وقرأه على كفار قريش ما آمنوا به، ومعنى ذلك إنتفاء شبهة أن يكون محمد أتى بهذا القرآن من عنده، وليس ما ذهب إليه هؤلاء بقولهم قراءة القرآن على الأعجمين، هذا خلط في تدبر الآيات !!

وغير ذلك من الآيات لكن تبقى هذه هي أهم الآيات التي يستدلون بها على رأيهم المتهافت البعيد كل البعد عن الثقافة القرآنية والمعرفة اللغوية والبيانية السليمة.

ومن الأدلة الفكرية التي استندوا إليها، قولهم: إن القرآن نزل بالعربية ولا يمكن لغير العرب أن يفهموا القرآن، وكيف يكون القرآن حجة عليهم؟ وبالتالي فالقرآن ليس كتابا عالميا !!

ولتوضيح المسالة لا بد من عرض ما يلي:

Ø   الأدلة القرآنية:

لكي نتوصل إلى معرفة عالمية القرآن لا بد من ذكر الآيات التي تدل على ذلك وهي عديدة في القرآن الكريم، منها:

v قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}سبأ28. فكلمة الناس في الآية خطاب عام يشمل الناس جميعا وليس العرب فقط كما ذهب بعضهم، والناس كلمة مخصوصة وتدل على الجنس وهم بنو آدم وفي الآية (كافة للناس) أي جميع الناس.

v قوله تعالى:{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}الأنبياء107. كلمة (العالمين) تطلق على كل الاحياء فالعالمين هنا يدخل فيها حتى غير البشر لأن رحمة الإسلام تنالهم جميعا باعتبار الإحسان والرفق والرحمة والتعامل مع كل الأحياء. 

v قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}الحجرات13. في الآية نداء للناس من الجنسين ذكر وأنثى والجنسية هنا تقتضي عدم التخصيص للعرب إذ ليس العرب وحدهم من يتنوعون إلى جنس الذكر والانثى وإنما كل بني آدم. ثم إن في الآية ذكر للشعوب والقبائل ومبدأ التعارف وهذا الخطاب قطعا يقتضي العالمية.

v   قوله تعالى:{وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ}الروم22. في الآية يذكر للمخاطبين اختلاف ألسنتهم وألوانهم وهذا دليل على ان الخطاب للناس جميعا كما ختمت يذلك الآية.

v   قوله تعالى:{يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي ۙ فَمَنِ اتَّقَىٰ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}سورة الأعراف35. الآية تخاطب بني آدم والخطاب للآدمية عام يشمل العرب والعجم، وليس العرب وحدهم من بني آدم والعجم من جنس آخر.

v   قوله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ}سورة آل عمران70. في الآية الخطاب موجه لأهل الكتاب وهم عجم بني إسرائيل الذين كانوا في المدينة وكان الرسول يدعوهم إلى الإسلام.

 

هذه بعض من الآيات القرآنية التي يمكن الاستدلال بها على عالمية القرآن الكريم، وغيرها كثير مما يشبهها في كتاب الله.

 

§       في تنزيل القرآن الكريم على الواقع العالمي فيمكن القول:

إن القرآن الكريم كتاب للناس جميعا وذلك ليس باللغة التي نزل بها وإنما بالمبادئ التي يدعو إليها وهو وهو أمر يقتضي ترجمته واقعا وعملا، فالقرآن الكريم ليس كلاما يتلى فحسب وإنما مبدأ يطبق في واقع الإنسان، حتى أن الأخلاق والمبادئ التي نادى بها هي أخلاق ومبادئ كونية، بمجرد ما يرى أحد -في أي أرض كانت- أحدا يطبق مبدأ جاء به الإسلام، يقول إنه إنسان صادق، أو أنه إنسان صدّيق بالمفهوم الديني. ولذلك دخلت شعوب شرق آسيا في الإسلام عن طريق أخلاق التجار لا عن طريق الفتوحات العربية، دخلت في الإسلام عندما رأت أناسا يلتزمون بالصدق والعمل الحسن فعلموا أنهم مسلمون وأنهم يمارسون تعاليم القرآن في سلوكهم فآمنوا لأجل ذلك.

إذن من هنا نقول إن القرآن قبل أن يترجم لغويا يجب ان يترجم عمليا فهذه هي ترجمة القرآن الحقيقية وهذه هي لغته العملية المعبرة. قالت عائشة لما سئلت عن خلق النبي عليه الصلاة والسلام ، قالت : ( كان خلقه القرآن) صحيح مسلم.

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}الحجرات13.

{وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ}الروم22.

 

§       في سؤال، كيف يقيم الله الحجة عليهم بكتاب ﻻيفهمونه وليس هو بلغتهم؟

الله لا يؤاخذ الناس إلا بقدر ما وصل إليه إجتهادهم {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} سورة البقرة 286 .

ثم إن الحجة لا تقام بالقرآن فحسب بل بالكون والخلق أولا فالقرآن نزل على محمد لإرشاد الناس وهذا لا يمنع من عدم إستعمال العقل الذي هو مناط التكليف والإنسان مفطور على تقبل الحقيقة إذا توصل إليها أو أوصله أحد إليها.

وقد إستودع الله في الإنسان ما به يتوصل لمعرفة الحقيقة قال تعالى:{وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا * وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا * وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا * وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا * وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا * وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا*..}سورة الشمس1-8. فقد ذكر الله في هذه السورة جملة من الآيات الكونية ثم أردف بذكر تسوية النفس وإلهامها. ثم الله ييسر المعرفة للإنسان، فالذي كان صادقا في بحثه متوجها إلى معرفة الحقيقة  محسنا في طلبها لا بد أن يهديه الله إلى الحق. قال الله تعالى:{وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّىٰ * وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَىٰ * إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّىٰ * فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَاتَّقَىٰ * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَىٰ * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَىٰ * وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَىٰ * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَىٰ * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَىٰ * وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّىٰ * إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَىٰ * ... }سورة الليل1-12. قوله: (إن علينا للهدى) معناه إن من الله الهداية. وكذلك قوله تعالى: {أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ *وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ *وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}البلد8-10. من خلال ما ذكر لا يصح أن نفرق بين البحث الإنساني والهداية الإلهية، لأنهما قرآنيا أمران متلازمان، والله أعطى للإنسان وسائل ذاتية للمعرفة وأراه الآيات والدلائل والبراهين في السنن النفسية والاجتماعية والسنن الكونية، قال تعالى:{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}فصلت53.

إذن فاالله هو الهادي أما النبي فهو منذر والقرآن مرشد، وقد قال الله تعالى:{ويَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} الرعد:7.

ثم إن الذين لم تصلهم الرسالة أو وصلتهم مشوهة كدعاة المسلمين اليوم فهؤلاء القوم لهم حكم آخر يحاسبهم الله يوم القيامة بقدر عقولهم ومعرفتهم للخير والشر.

 

Ø   الأدلة من السنة:

o   يخبر صلى الله عليه وسلم قومه قائلاً:(والله الذي لا إله إلا هو إني رسول الله إليكم خاصة وإلى الناس عامة )مجمع الزوائد ،الجزء 8"

o      روى أبو هريرة رضي الله عنه،أن رسول الله قال : (أنا رحمة مهداة). المستدرك :(1: 35)وصححه على شرطهما واقره الذهبي – ومجمع الزوائد :( 8 : 257 ).

o      عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (

مجموع المشاهدات: 17044 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (4 تعليق)

1 | Hassan
السلام على من إتبع الهدى اما بعد لو ان القرآن أنزل إلا على العرب لما قال الله تعالى في كتابه العزيز. كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر،مخاطبا العرب.إذن إن الاسلام دين عالمي،وخير مثال على ذلك إسلام سلمان الفارسي رضي الله عنه وأرضاه وهو من الفرس.
مقبول مرفوض
0
2014/09/14 - 03:52
2 | احمد الجيدي
القرآن الكريم كتاب عالمي
أنها كتاب عالمي بلا نقاش إلا لمن تكبر على الله كالشيطان .أما العرب فهم جزء من سكان العالم .ويضاف إليه جنس آخر حتى للجن .فالرسالة الخاتمة والني محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أرسل للعالم وليس للعرب وإن كان أن القرآن بلسان عربي مبين والرسول من العرب وخاصة العرب وهم بنو هاشم فصيل من قريش . لأن الإختيار هنا ليس إختيار بشري ليكون التشكيك فيه أو الطعن فيه .إنما هو إصطفاء من خالق الكون فلا محابات لديه فهو يضع رسالته حيث يشاء من عباده فالمقاييس لا يمكن لأي إنسان إدراكها وعليه إما أن يؤمن إن كتبت له الهداية .وإما أن يعاند كما فعلت اليهود مع كل الرسل والأنبياء عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى التسليم .ولو حاول الإنسان أن يبحث عن المعايير التي يتم إختيار الرسل والأنبياء ونزول الصحف والكتب بلسان القوم ليفهمه قومه هو تيسير من الله لتسهيل فهم خطاب الرسول او النبي بسلاسة الا أنها تحتوي على مفردات وجمل تحير عقول المتمرسين فيها كي يتعضوا ويقبلوا بخطاب الرسول أو النبي .وهم بالطبع يعرفون سيرته منذ نعومة أضافره بينهم وما يتمتع به من صلاح وصدق .فكان آخر الكتاب وآخر رسول هو القرآن الكريم وآخر رسول هو محمد صلى الله عليه وسلم وجعله خير الرسل وأفضل كتاب تكفل الله بحفظه إلى أن يرث الله الأرض ومن عليه وخصه بخاصية خاصة أنه لا يقرأ إلا باللغة العربية وضمنه أخبار السابقين كحجة على أصحاب الكتب السابقة وفيها ذكر للمصطفى عليه الصلاة والسلام حتى لا يبقى لهم عذر يمكن الإعتذار به .كالتوراة والإنجيل والربوز وكذلك صحف إبراهيم وعيسى لهذا جعل الله سبحانه الرسولصلى الله عليه وسلم والقرآن الكريم للثقلين جميعا ولم يترك عذرا للإنس والجن في القبول به كشريعة للعالمين حتى الذين تكبروا ونسبوا الأشياء للطبيعة إستوفقوا عند عدة مواقف فسلموا بشيء لم يستطيعوا معرفة أثناء بحثهم في الكون والطبيعة قالوا :أن هناك قوة خارقة تتحكم في هذا الكون البديع الصنع ليتركوا علامة إستفهام مفتوحة لمن بعدهم وأن القرآن لا يمكن أن يقوله بشر مهما وصل من إتقان اللغة شعرا وبلاغة يستحيل على أي إنسان أن يأتي بنسق القرآن الكريم فهو محكم في كل شيء . وخص القرآن باللغة الواحدة وهي اللغة العربية فالعرب كان لهم تواصل مع الفرس والروم في التجارة الموسمية رحلة الشتاء والصيف لعل هذا والله أعلم أن نزول القرآن بلغة العرب لما للعرب من تواصل إجتماعي مع الآخرين لهم صلة وصل في فهم بعضهم البعض في نقل المعلومة من مكة المكرمة إلى تلك الأمصار أسهل من أي لغة أخرى لأن قوافل التجار تعتبر كوسائل إعلام في وقتنا الحاضر قريش يفهمون لغة الروم والفرس والفرس والروم يفهمون لغة العرب على مستوى الأعيان وممارسي التجارة وحب الإستطلاع على ما عند الآخر من جديد ويمتلكون خزانا مهما من الأخبارعن من سبقهم فيسهل مقارنة الأخبار للشخصية الجديدة عند العرب ومن مركز التجارة في قريش فالحدث لا بد وأن يعطى عناية قصوى والدليل على ذلك والله أعلم ، اول المهاجرين وجههم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الحبشة لما للحبشة من صيت بين الجوار وبقايا الديانة السابقة يحتف بها ملك الحبشة والإطمئنان عليهم لأن الرجل كان عاقلا وفاهما للأمر الجديد وعادلا في نفس الوقت وهذا التوجيه يعتبر وحيا وتوجيها من الله للرسول صلى الله عليه ليكون مساعدا على نشر الإسلام من بعيد في خلية إختار قائدها لتكون الصورة عن الرجل وما يعدوا إليه في أمان .ولهذه المفرزة وقع هام في الإعلام العالمي انذاك فالمتلقي وهو الملك شخصية تمتلك الحس الدقيق والناقل يمتلك الجرءة والفصاحة والأمانة لأن المتربصين بهذه المفرزة من المهاجرين هي تنقل للملك حقيقة الرجل والدعوة التي جاء بها .فتجيست الجيوش لإفساد مقام المهاجرين عند الملك فاوصلوا له الصورة المغايرة لطردهم من مملكته فما كان من الملك ان إستوضح الأمر من قائد المفرزة فتبين له بالملموس وما لديه من ثقافة متعمقة فقبل ببقاء تلك المفرزة في مملكته وضمن لهم المقام المريح وخيب طلب المتربصين بها .فكان الحدث مساعدا مهما في جعل القرآن كتابا عالميا والرسول رسول العالمين .وكل مشكك لا بد أن يأتي بأدلة لدعم موقفه وإن كان يفتقد اللمسة السحرية لفهم الآية المستدل بها هو يريد التشكيك فقط وحتى تلك التشكيك الذي يروج له هو غير مقتنع به نفسيا لأنه يفقد الجرءة للجهر بالحقيقة التي يتصارع بها مع نفسه لأن الغشاوة لم تنكشف له ليرى الحقيقة كاملة وهنا يبقى الصراع قائما بين الخير والشر .فجعل الله سبحانه وتعالى الإنسان بين التسيير والتخيير ، إذا كتب الله للإنسان الخير هداه للإسلام بعد ان يصل إلى حقائق دامغة لا يمكن له تجوازها فتتحرك نواة الخير في نفسه بإذن الله فيؤمن بالله الواحد الأحد ومن طبع الله عليه الشقاء يبقى معذبا بين نفسه فهو لم يتقبل سبيل السلام بل تغبت عليه غريزته الشريرة .فكل البحوث والدراسات في هذا الكتاب الحكيم التي يجريها لم ينشرح صدره للفهم السليم فيعيش معذبا .فسماع تلاوة القرآن تطرب النفس حتى لغير المسلمين فهي لها موسيقى روحية خاصة .وهذا لا يحس به إلا فاقد الشيء.
مقبول مرفوض
4
2014/09/14 - 09:43
3 | ليلى
الاسلام دين عالمي
الاسلام دين عالمي وليس دينا عربيا ولو انه نزل بلغة العربية فالله تعالى يخاطب كل البشرية بقولة يا ايها الناس او يا بني ادم وقد اعتنق الاسلام مجموعة من الناس غير العرب مثل بلال الحبشي و سلمان الفارسي و حتى في عصرنا الحالي ونزله الله تعالى بهذه اللغة احفظها
مقبول مرفوض
3
2015/03/11 - 06:01
4 | ،Waheed
خبير وباحث علمي
أنا انزلنا القران عربيا لعلكم تعقلون لم يقل الله تفقهون او تؤمنون او تسلمون بل تعقلون الصفه صفه العقل تأتي لمخاطب أي العرب ان الله خاطب العرب فقط ان الله خفور رحيم بعبادة لكان رحما عبادة وانزل عليهم بمختلف لغاتهم ليكون منصفا وعادلا وهذان الصفتان من اسماء الله الحسنى
مقبول مرفوض
0
2023/10/10 - 10:59
المجموع: 4 | عرض: 1 - 4

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة