الرئيسية | أقلام حرة | ما قام به أوزين ، شيء عادي ، وهذا ما يجب على المواطن فعله

ما قام به أوزين ، شيء عادي ، وهذا ما يجب على المواطن فعله

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
ما قام به أوزين ، شيء عادي ، وهذا ما يجب على المواطن فعله
 

 

 

المهتم بالعلوم الانسانية ، سيجد أن عددا كبيرا من الفايسبوكيين يتابعون ما يسمى فضيحة ، حوادث ، ترفيه ...جنس. و معظم منشوراتهم تدخل في هذا الإطار الفضائحي والفانتازي نوعا ما.

وللأسف مجموعة من الجرائد الإلكترونية ، الصفراء ، دخلت على الخط وإستغلت هذا المعطى تجاريا بغض النظر عن المحتوى الفكري والثقافي الراقي للخبر، بالرغم من الرسالة السامية للصحافة كضابط إجتماعي.

 

في هذا الإطار ، أثيرت ضجة كبيرة حول المقطع المسرب من مكالمة محمد أوزين مع أحد أبناء عمه بخصوص منحه التزكية الترشحية.

وأكيل وابل من السباب والشتائم للوزير السابق ، بدعوى سب الدين والتلفظ بعبارة أبناء العاهرة بالتعبير الدارجي، بالاضافة الى الطريقة السرية المزمع إعطاء بها التزكية.

بل أكثر من هذا فهناك من طالب بمقاضاة الرجل بتهمة الفساد وسب المغاربة.

 

ويمكن تحليل الواقعة من خلال نقطتين مهمتين :

 

1) فيما يخص الكلام ( الساقط ) :

 

حينما نستمع جيدا للمكالمة ذات ال8 أو ال9 دقائق سنجد أن عبارة أبناء العاهرة ترددت مرة واحدة فقط وجاءت في سياق التنكيت أو المزاح ولم يكن المقصود بها فعلا الشتم والسب. هذا من جهة 

من جهة ثانية ، في جميع دول العالم ، يتداول الخلة والأصحاب فيما بينهم كلمات لا تخلو من عبارات ( تدخل في إطار الكلام النابي عرفا ) تأخذ طابع الفكاهة والضحك بعيدة كل البعد عن الإبتذال واللاأخلاق.

إذن كلام الرجل عادي جدا مع ابن عمه المتصل ، وليس فيه أي إخلال بالحياء.

نفس الشيء يقال عن عبارة ( دين مهم ) هذه الكلمة هي الأخرى أخدت طابعا عرفيا بعيدا عن المس بالدين وتقصد سب الشخص لا أقل ولا أكثر.

 

الناس لا تفرق بين الخاص والعام : 

قبل جلد اوزين يجب أن نؤطر المكالمة الهاتفية في سياقها المنطقي لنجد أن إستعمال كلمة أبناء العاهرة كان في إطار شخصي شخصي بمعنى في الفضاء الخاص ، بين متصل ومتصل به.

وكنا سنعاتب السيد أوزين لو تلفظ بتلك العبارة في الفضاء العام ، في ندوة مفتوحة ، في حوار تلفزي...

 

 

 

تناقض قيمي فكري خطير للفرد المغربي :

للأسف واقعة أوزين تكشف عن عطب أو خلل نفسيسلوكي للفرد المغربي الذي يظهر الطوباوية والملائكية على الأرض ، في حين أن الواقع شيء اخر...

فأنا شخصيا أعرف أناسا يستعملون ، ليل نهار ، الكلام الساقط بين قوسين بل يكتبوه على صفحاتهم الفايسبوكية ذات الطابع المزدوج الخاص والعام...انتقدوا أوزين بشكل عاطفي بروبغاندي متناقض مع ذواتهم وممارساتهم الواقعية.

قد يقول قائل أن محمد أوزين شخصية عمومية وسياسية وبالتالي يجب أن يكون قدوة وحريص جدا على ما يقوله بخلاف الأشخاص العاديين ، هذا صحيح ولكن الرجل تكلم بعفوية وفي فضاءه الخاص مع أحد أقاربه وبالتالي لا يحق لأي شخص معاتبته أو محاسبته.

وإذا كان شخص وجب محاسبته فهو مسرب فحوى المكالمة ، وهذا الفعل لن يخرج عن الإسترزاق وإستغلال الإنتخابات وإسم أوزين لتوريطه مقابل مبلغ مالي مسلم من صومه السياسيين بالمنطقة.

 

 

2) طريقة منح التزكية :

حينما نحلل الثقافة السياسية للمواطن المغربي ، نجد أن النظرية الانتخابية السائدة هي نظرية القبلية والقرابة الدموية وفلسفة الوجوه أو الأشخاص...

وبالتالي فحوى مهاتفة أوزين تدخل في هذا السياق , وهي بمثابة طكتيك سياسي عادي جدا يحاول من خلاله قيادي الحركة الشعبية الظفر بأكبر عدد ممكن من المقاعد.

ومن حق الرجل ، في إطار التنافس الإنتخابي ، اللجوء للخطط الاستراتيجية التي يراها مناسبة للولوج للمجلس البلدي لإفران.

وطكتيك أوزين ينتهجه كل مرشح مغربي ، فحينما يذهب منتخب لأبناء حيه ( الحومة ) محاولا إقناعهم بالتصويت لصالحه ، فإنه يمارس النظرية القبلية عوض نظرية المشروع السياسي المجتمعي والقناعات الفكرية...

 

وإذا كان المواطن المغربي أو الناخب يرى ما أوصى به محمد أوزين ابن عمه ( المرشح المفترض ) نوعا من الفساد وضبابية الشفافية ، فعليه لوم نفسه أولا وثانيا لأنه هو من طبع لمفهوم القرابة والعمومة والقبيلة في العملية الترشيحية.

 

خلاصة القول استعمال عبارات ( نابية ) أمر مألوف يدخل في إطار الحميمية والصداقة...

وإستعمال المرشح كجوكر أو ورقة سحرية خفية أسلوب سياسي متعارف عليه وتنافس مشروع. وسيكشف اجلا أم عاجلا وانذاك المواطن يمتلك الشرعية والسلطة التقديرية والتقريرية لمنح أوزين صوته أو لا.

والمواطن إذا كان لديه تحفظ ما على هذه الطرق التدبيرية للعملية التواصلية الانتخابية ، فلديه كل الصلاحيات يوم الاقتراع ليختار الأفضل والأصل كما يتوفر على الية المحاسبة بعد إنتهاء الولاية الانتخابية واستعراض الحصيلة التسييرية للمجالس الترابية.

 

وثقافة ربط المسؤولية بالمحاسبة ، هو ما يجب على المواطن التركيز عليه.

 

أما خلق زوبعة في فنجان أو ضجة فايسبوكية على مكالمة هاتفية ، جرت بشكل شخصي بين أوزين وإبن عمه ، أمر تافه ولا يستحق الحديث عنه

رسالة أخيرة للمواطن المغربي :

هناك مقولة عالمية إسمها " سباق الفئران " وهي تعبر عن الأمور التافهة والتي لا يتحصل منها سوى النتائج السلبية.

وبصيغة أخرى فمهما كانت رتبتك ، في سباق الفئران ، سواء إحتليت المركز الأول أو الأخير يبقى السباق والنتيجة من دون أهمية .

 

فالفأر يبقى فأرا ، لذلك على الشخص أن يخوض السباقات المهمة ويهتم بالقضايا الكبرى المصيرية التي تضعنا على الأقل على سكة ودرب الديمقراطية الطويل.   

 
مجموع المشاهدات: 5452 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (4 تعليق)

1 | قدور
شحال؟
شحال عطاك؟
مقبول مرفوض
2
2015/08/29 - 04:30
2 | Aziz
Mauvais
Un mauvais avocat pour une cause perdue d'avance! Dommage le ridicule ne tue pas!
مقبول مرفوض
0
2015/08/30 - 07:05
3 | عابر سبيل
صحافة اخر الزمان
كم اخدت لتبرر له هل تعلم انه مسؤول حتى تقارنه بغير ام انه اغدق عليك فما كتن منك سوى الخضوع قبح الله الفقر ليس المادي انما لاخلاقي فيكم
مقبول مرفوض
1
2015/08/30 - 12:52
4 | الرهوني بريس
للاسف التحليل غير منطقي.بل يحاول ايجاد مبررات لهده السقطة الاخلاقية لقيادي في حزب .تدكر ان الامر هنا يتعلق بالانتخابات وان هدا التسجيل يسيئ للعملية الانتخابية.و لنزاهتها فكم من المغاربة قرر العزوف بسبب هدا التسجيل.الدي كان علي وزارة العدل ان تحرك المساطر حفاظا علي سمعة الانتخابات.التي يعول عليها المغاربة كثيرا
مقبول مرفوض
0
2015/08/30 - 03:32
المجموع: 4 | عرض: 1 - 4

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة