عفا الله عما سلف..أو عما نهب

دخول حزب (العدالة و التنمية) الى الحكومة قبل خمس سنوات،أي بعد الربيع العربي مباشرة ،بعد الطفرة التي عرفتها أغلب البلدان العربية و الثورة التي خاضتهاالشعوب ضد الأنظمة الاستبدادية التي انفردت بالحكم و عاثت فسادا..كان لهذه الأحداث الغير مسبوقة وقع جديد تمثل في فوز البيجيديون بالانتخابات و ترأسهم للحكومة الحالية.دخلوا منذ البداية بشعار محاربة الفساد و المفسدين،لأنه كان المطلب الأول لحركة عشرون فبراير و لكل الشعب المغربي.أخد الوزير الرباح على عاتقه محاربة المفسدين من خلال تسريب لائحة المستفيدين من المأذونيات ورويدا فرويدا (تغاضى عن مهمة الغوص في ذلك البحر الداخل اليه مفقود و الخارج ميت) لقد اصطدم بجبال جليدية عميقة ..بعدها تدخل رئيس الحكومة عبد الاله بن كيران و أطلق في سماء السياسة رصاصات غير قاتلة لكنها ذات معنى مثل التماسيح و العفاريت ..

وجدت الحكومة نفسها في ورطة ،أسماء غليظة لا تمس حرمتها و لا تكتشف للعيان ..فتوقف البيجيديون في نصف الطريق و حولوا الوجهة ،مادام الشارع في غليان فاتر ، صوب محاربة الفساد من خلال القضاء على الرشوة و تخليق المؤسسات العمومية ،فتهدأ الوضع بالمغرب و خف بريق الغاضبين و الثائرين حينذاك..بعدها و في محاولة يائسة غير مفهومة ،جبانة و غير منتظرة ، أطلق رئيس الحكومة رصاصة عشوائية و هو يترنح بفلسفته في محاربة الفساد مستشهدا بالآية الكريمة (عفا الله عما سلف) يقصد العفو عن ناهبي المال العام و المهربين للعملة خارج البلاد بطرق غير شرعية...أصبحوا معفيين من المتابعة من العقوبات و الغرامات و السجن..بالمقابل تستفيد الدولة من نسبة مئوية من الرأسمال العائد.فمنذ انطلاقة هذه الحملة لم تتوصل حكومة بنكيران الا بخمسة مليارات دولار في حين أن حجم الأموال المهربة حوالي خمسون مليار دولار حسب مؤسسة بوسطن الاستشارية و هيئة النزاهة المالية العالمية..المبلغ المهرب فظيع و رقم فلكي في بلد نامي كان يكفي لأداء ديون البلاد و القضاء على البطالة و آفة الفقر و خلق فرص للاستثمار و لتشييد مئات المدارس والمستشفيات الا أن حجم الأموال المستعادة ضئيل جدا مما يستوجب تغيير سياسة العفو التي أولتها الحكومة بسياسة أكثر عقلانية و مقنعة يشارك فيها المجتمع المدني باعتباره من أكبر الداعين لحماية المال العام والذي يطالب دائما باسترجاع الأموال المنهوبة و ايداعها في صندوق خاص لتمويل المشاريع و البرامج في مختلف القطاعات ضمن استراتيجية وطنية تشاركية للنزاهة و محاربة الفقر و البطالة و انجاز بنيات تحتية..كما أن هذه السياسة العقلانية عليها أن تشرك رجال القانون و السياسيين و حتى ناهبي الأموال لاقناعهم بالعودة و استعادة المال..

عفا الله عما سلف أو عما نهب مثل من يغطي الشمس بالغربال..بنكيران عرف أنه فتح الباب لمهربين جدد محتمين بشعارعفا الله عما سلف فبدله مؤخرا ب (لي حصل يودي) علما أن في فترته الحكومية تم تهريب و نهب أكثر من عشرة ملايير دولار حسب معطيات مؤخودة من المجلس الأعلى للحسابات و هيئة النزاهة المالية العالمية و من جمعية حماية المال العام و اليكم بعض الأمثلة لأهم الاختلاسات و التبذير منذ بداية القرن الحالي الى اليوم والتي كان من ورائها مفسدين كبار عفا عنهم السيد بنكيران...

الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي : ب 115 مليار درهم

المكتب الشريف للفوسفاط : 10 مليار درهم

كومانف : 400 مليون درهم

المكتب الوطني للنقل: 20 مليون درهم

• الخطوط الجوية الملكية: قضية مدير عام سابق للخطوط الجوية الذي اختلس مليار سنيتم، إضافة إلى تبذير مبالغ مهمة على صيانة الطائرات بالخارج.

مكتب التكوين المهني فقد تم الاحتيال على مبلغ 7 ملايير سنيتم في إطار برنامج العقود الخاصة للتكوين.

وكالة المغرب العربي للأنباء: 1.76 مليون درهم

وعلى المستوى السياسي أي الطبقة السياسية المغربية التي من المفروض أن تعمل من مواقعها الحزبية والبرلمانية والوزارية على حماية هاته الثروات الفلاحية وتنميتها والحرص على تطبيق القانون، والخطير في الأمر نجد أن وجهاء بعض الأحزاب السياسية في طليعة المستفيدين من هذه التفويتات حسب الجدول أدناه، وهو ما يجيب على سؤال عريض ألا وهو سكوت الطبقة السياسية عن هذا الموضوع والتكتم الذي يلف وزراء الفلاحة المتعقبين خاصة منهم السياسيين واليكم بعض الأمثلة..

علي بلحاج – حزب رابطة الحريات 450 هكتار

المحجوبي أحرضان – حزب الحركة الشعبية 328 هكتار

رحو الهيلع – حزب التقدم والاشتراكية 609 هكتار

بودلال بوهدود – حزب التجمع الوطني للأحرار 380 هكتار

عبد الرزاق مويسات – حزب الاتحاد الاشتراكي 200 هكتار

محمد تلموست – حزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية 123 هكتار

ميلود العلج – حزب الاستقلال 138 هكتار

..عبد السلام البياري – حزب الاستقلال 165 هكتار