الرئيسية | أقلام حرة | هيمنة اسرائيل

هيمنة اسرائيل

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
هيمنة اسرائيل
 

 

كان تعداد اليهود قبل وعد " بلفور " لا يتعدى 5 في المائة من مجموع السكان الفلسطيين ، هذا الوعد المشؤوم الذي صدر سنة 1917 كتصريح تؤيد فيه الحكومة البريطانية إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين ٬ لم يطرح إلا بعد أن استعد الإسرائليون عسكريا و مخابرتيا و اقتصاديا ، أي قيام " دولة إسرائيل " قبل استيطانها واقعيا فوق الأرض الفلسطينية ، فكانت هجرة اليهود بتأطير صهيوني من مختلف أصقاع العالم نحو فلسطين ٬ بلغات و جنسيات مختلفة و ثقافات متباينة ، و ارتكزوا في وحدتهم على دولة يهودية الديانة ، ولغة واحدة ( العبرية ) ، و يدخل في هذه السياسة العلمانيون و الملاحدة منهم ٬ لتعزيز وحدة إسرائيل والحفاظ على قوتها ، عكس المجتمعات الإسلامية والعربية التي لا تستقر على قرار يتعلق بوحدتها ٬ فقد أدرك الإسرائليون بأن كيانهم مرتبط بإنشاء قوة اقتصادية يتغلغلون بواسطتها داخل الدول القوية ، لجعل سياسة هذه الدول تساير المصالح الإسرائلية ، و قوة عسكرية تكفي النظام الإسرائيلي " شر " المفاوضات و إخضاع العالم للأمر الواقع ، و الإعتماد على سياسة داخلية صارمة ضد كل من يستغل سلطته أو نفوذه ضد المصالح الإسرائلية ، فقد حكم على رئيس الوزراء السابق " إيهود أولمرت " - الذي خلفه رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتالياهو - بالسجن ٬ بعد أن أرغم على الإستقالة و إنهاء حياته السياسية بلا رجعة ، بسبب تهمة فساد و حيانة الأمانة ، في حين تورطت معظم المجتمعات الإسلامية و العربية في حروب مذهبية و طائفية و صراعات على السلطة و المال و النفوذ ، و اكتفت هذه المجتمعات في صراعها مع إسرائيل بالتنديد والشجب ، وحتى في حروبها اعتمدت الدول العربية التي تحاربت مع إسرائيل على أسلحة لا تصنعها ، و الدفاع على النفس بأسلحة الغير يخضع للإبتزاز و المساومة و الخنوع . واقعيا يعيش العالم بمنطق القوة ، فالدول الخمس التي تمتلك حق النقض " الفيتو " ( أمريكا ، إنجلترا ، روسيا ، الصين و فرنسا ) لم تعطى هذا " الحق " إلا بموجب موازن القوة ٬ و منطق الدول القوية و المنتصرة في الحرب العالمية الثانية ، و للعلم فإن الولايات المتحدة الأمريكية استخدمت حق " الفيتو " 36 مرة لصالح إسرائيل من أصل 77 مرة ، و ما سقوط " هيلاري كلينتون " التي راهن العالم على فوزها في الإنتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة ، و فوز " البزنسمان " دونالد ترامب إلا دليل على تغلغل اللوبي الإسرائيلي في السياسة الأمريكية الداخلية و الخارجية ، ففوز دونالد ترامب في الإنتخابات الرئاسية كان مرتبطا بوعده بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل في حالة فوزه ، فكان عليه الوفاء بوعده طوعا أو كرها ٬ ان تعداد المسلمين في العالم بلغ ما يربو عن مليار و نصف المليار مسلم ، و لكن كغثاء السيل ٬ إننا لا نعول على الغرب و لا على الشرق و لا على أزلامهم ، و لكن نعول على صحوة من غيبوبتنا ، صحوة تصحيحية إقتصادية و صناعية ، فهل قرار دونالد ترامب المشؤوم اتجاه القدس سيوحد العالم الإسلامي ؟ هذا ما نتمناه.

 
مجموع المشاهدات: 1020 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة