الرئيسية | أقلام حرة | هذا ليس وهم..هناك إنكار واصطدام!

هذا ليس وهم..هناك إنكار واصطدام!

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
هذا ليس وهم..هناك إنكار واصطدام!
 

 

لم يسبق ليّ، على الأقل بعد حراك 20 من فبراير، أن رأيتُ اصطدام بين المغاربة والملكية، وبين من يُمجدونها ومن يُعاكسونها، حدث ذلك بعد حملة المقاطعة وبعد خطاب العرش للملك، وحدث كل هذا الغليان، والاصطدام وخاسرة لشركات عملاقة بمليارات، كله على مواقع التواصل الإجتماعي.

 

 

بعد خطاب الملك، أحس عددًا كبيرًا من مستخدمي هذه "الأدوات السيييرية" بأن الملكية تتعمد إرساء حالة إنكار للوضع العام، ولاسيما أن هؤلاء وليس القليل منهم، كانوا ينتظرون أن يعفي الملك على معتقلي حراك الريف..لكن لاشيئ من هذا حدث، بينما فسرت "نخب الملكية" خطاب الملك، بكونه ليس خطاب الأحداث الطارئة بعد 19 سنة من حكم الملك، وإنما خطاب الإستراتيجيات والبرامج الكبرى.

 

 

إنكماش النخبة وضمورها، جعل عدد وفير من طلاب الجامعة، ومن يدرسون علوم التواصل إلى من يدرسون السياسة، أن يُحللوا بعض من ما جاء في خطاب الملك برؤية أكاديمية، بعيدا عن لغة "Troll" و"Dislikes” التي أحرجت الإعلام العمومي، وأجيد هذه التحليلات لم يتجاوز صفحات "الفيسبوك" للأسف!، بينما تفرغ "الإعلام الرسمي والشبه رسمي" إلى الحديث عن "المبادرات والبرامج الكبرى" حتى بدتْ أنها أكبر من هموم المغاربة البسيطة!

 

 

هنالك من عليه أن يقتنع أنه لم يعد مقبولا من الملكية أن تكون غائبة في أو عن شيئ، مرت الأن 19 سنة بخلاص والتمام على حكم الملك، وكرست الملكية بمعية محيطها الشامل فكرة "التدخل الأخير" و"الانقاذ الأخير" و"المبادرة السامية" و"المشاريع الملكية" وقس على ذلك كيف تمضي هذه المشروعات السياسية والاستثمارية، فإذا كان لها غطاء ملكي تتوقف المؤسسات عن التدخل إلا بما يرضي الرغبة "العليا" حتى ولو اخفقت وفشلت بعضًا من هذه المشاريع، والسبب واضح وظاهر،فالمسؤولين والنخب من الساسة يعتقدون أن نقد المشاريع هو نقد للذات الملكية.. إنها عقلية عتيقة لا تساعد على البناء أكثر من ما تساعد على الهدم.

 

 

وفي مقابل كل ذلك ذهبت معظم النخبة المغربية والأحزاب الإدارية إلى جمع الأموال ثم جمع المزيد من الأموال والدفاع عن مصالحها.. من ديون الوطن تارة.. ومن ولاءات تارة أخرى. وبدتْ معظم التيارات السياسية كأنَّها برامج تسلية مسائية لا يمكنها أن تعمل دون رعاةٍ أو معلنين!

 

 

إن من يطالع الشاشات السياسية المغربية وصحفية منها يجد كمًّا هائلاً من الكلام الفارغ.. هو كلامٌ منظّم وخادِع.. وانفعالات تمثيلية دراميّة.. لكن معظم ما يلوكه هؤلاء.. ليس إلاّ محض هراء.

 

 

سيقول البعض إن هناك الآلاف من المتميزين في كل المجالات لكنهمٌ لا يتصدرون المشهد، وإن إعلام "المخزن" ساهم في إعادة تدوير "النخبة" حاجبًا ومانعًا نخبة الحقيقية.. ولا اخفي ذلك، فقد بات واضحا للعيان، فهناك من يسهر على أن يجعل من جميع "التافهين" أشخاصًا مشهورين ومرموقين.

 

 

 

إن ضمور النخبة المغربية على هذا النحو بات مُخجِلًا في الشكل ومُفزعًا في المضمون ..وأضحى الأمر بكامله يحتاج إلى إعادة النظر، وأن الملكية بصورتها الحالية تحتاج إلى نخبة شجاعة متماسكة ترممها عند الانهيار، وتقويها عند الضعف، وتنبهها عند الخطأ، دون شفقة ولا خوف ولا طمعًا "في امتيازات ولا رّيع" حتى نحصل على ملكية ديمقراطية تكون من الشعب وإلى الشعب.

مجموع المشاهدات: 755 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة