تعليمنا

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
تعليمنا
 

كثرت التقارير والأخبار، تعددت الرؤى واختلفت الأفكار، حول تعليم لزمه (نا) باعتباره ضميرا متصلا راجع لنا رغم محاولات النفي والإنكار. 

من أين أتى، وإلى أين يسير؟ من أين بدأ وأين سيتوقف حينا ليستريح؟ بل ومتى سينفض عن نفسه غبار الفشل والركود؟

   تعليمنا تعليم قيل عنه الكثير في زمن "الفايسبوك" و"التويتر" و"اليوتوب"... حتى أضحى حديث القاصي والداني من أبناء هذا البلد الحبيب. صنفتنا التقارير قرب دول المجاعة والحروب، فلم نستحي التصريح بوجود مؤسسات عندنا أفضل من تلك التي عند "أوباما" رئيس الولايات المتحدة الأمريكية هنالك. المهم أننا صرنا مادة دسمة للتسلية والضحك حتى ألفت فينا الحكايات أقلها ما قيل عن شراء اليابان سيارات من صنع خريجينا تضعها أمام المدارس لتخويف التلاميذ وتحذيرهم من مغبة الفشل الدراسي حتى لا يكون مآلهم صناعة مثل تلك السيارات ! تعليمنا مرت عليه ويلات وخطوب منذ الاحتلال الفرنسي لبلادنا حتى هذه اللحظة التي أخط فيها هذه الكلمات. 

   تعليمنا لا نريده فأرا للتجارب أو كبش فداء، أردناه ملائما ومناسبا لظروف المتعلم المغربي الذي يعيش ثقافة وقيما وتقاليد مغايرة لتلك التي تشبع بها الآخر في بيئة غير بيئتنا.. مهما حاول المحاولون إيجاد نقط التلاقي والاشتراك فالاختلاف كائن ولا بد باعتراف ذوي التجربة والاختصاص. لنكون بذلك كمن يبحثون عن هويتهم في هوية الآخر جاهدين حتى تهنا، حائرين كغراب تمادى في تقليد مشية الحمام، فضاعت مشيته لكثرة التمادي ! لا هو بقي على مشيته فيستريح، ولا تمكن من التقليد فيحقق ما يصبو إليه. أما البنايات وظروف العمل فموضوع آخر يحسن السكوت عنه هنا لأن لكل مقام مقال ولكل حادث حديث. هذا حالنا الذي لا يجوز تزيينه بالعبارات والألفاظ. تعليمنا لن يخرج من مأزقه ما دام الأستاذ يعاني ويلات الذم والاحتقار عبر إعلام سلط لسانه وقلمه لأجل هدم صرح يحترق ليضيء الآخرين. الأستاذ في عرفهم وجه من وجوه التملص من المسؤوليات وتضييع الحقوق. الأستاذ هو المتحرش –رغم المشيب- وهو من يمارس العنف ويسلط العصا على رقاب الخلق. وهو من يغش ويضحك على الذقون. وهو المسؤول عن ويلات هذا الزمان واحدة تلو الأخرى. "أيها الأستاذ، أنت المسؤول رغم أنفك"، هكذا يصيحون وبهذه الطريقة يتهمون. تعليمنا اليوم يحتاج لمن ينقذه كما أنقذ "جان فالجان" "كوزيت" اليتيمة بين أحضان البؤس وبراثن الفقر المدقع في رواية "البؤساء" المشهورة.

   تعليمنا يحتاج إليه أناس رضعوا الأثداء حتى نضب معينها على قمم الجبال وفي الوديان تحت جذوع النخل وجريده ومنازل الطوب والطين، يعبرون الأنفاق والمنعرجات الطويلة قصد الوصول إلى منبع متواضع للعلم والمعرفة، ولسان حالهم يقول:" أنقذوا تعليمنا قبل فوات الأوان". فهل يا ترى سيجد صراخهم ردا عمليا، أم إن الصدى لصراخهم بالمرصاد ؟ !

مجموع المشاهدات: 1007 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة