الركراكي يؤكد: أمرابط عنصر أساسي ونحتاجه في قادم المباريات

الركراكي: المغربي ممكن يتقلق عليك فالصباح، ولكن فالليل يوقف معاك ويعرض عليك

رغم الفوز أمام زامبيا.. لاعبو المنتخب المغربي يرفضون تقديم التصريحات للمنابر الإعلامية

بنصغير يتحدث عن لحظة عناق اللاعبين للركراكي بعد تسجيل الهدف الثاني

الركراكي: الجمهور هو لي ربحنا اليوم ..ودبا بطولة جديدة غتبدا فحال كأس العرش

أول ظهور لحكيمي في كأس إفريقيا بعد العودة من الإصابة

تحقيق كتابات التاريخ المغربي...

تحقيق كتابات التاريخ المغربي...

عبد اللطيف مجدوب

ظاهرة تكتسح معاهدنا الجامعية

 

ظاهرة "علمية" لافتة ؛ في تحقيق الكتابات التاريخية التي تتناول عهودا أو حقبا معينة مر منها المغرب ؛ عادة ما يقف منها الأساتذة الجامعيون ، والمؤطرون منهم بخاصة في قسم الدراسات التاريخية ، مواقف الريبة مخافة السقوط في "المحظور" أو أن يقودهم التحقيق إلى إعادة النظر في قراءة تاريخية مغرضة ، وإماطة اللثام عن وقائع عرضت لشخصية تاريخية تنتمي إلى سلالة من الملوك والأمراء ، أو إلى أسر سلطانية حكمت المغرب .. ومنهم من يتحجج ـ أمام هذا الإحجام ـ بندرة المصادر والمرجعيات ذات الصلة بالرسالة أو الأطروحة الجامعية ، أو يرى في موضوع البحث بعينه نشازا "وخروجا" عن المألوف والمتداول ، لا سيما إن كان منغلقا لم يسبق لباحث أن طرقه .

 

التاريخ المروّج له في المكتبات

 

تاريخ المغرب ؛ كما تحتفظ به أمهات المكتبات الوطنية ؛ ما زالت معظم وقائعه وأحداثه وشهاداته ؛ تدور في فلك عهد ملك أو سلطان ، تنسب له كل الفتوحات والعمران والرخاء الذي انطبع به عهده في تسييس "رعيته" ، كما أن مصادرها مألوفة للقراء والدارسين ، في أن سياقاتها دوما تنتصر للحاكم ، باعتباره الحل والعقد في كل ما سارت به أخبار وقصص الركبان ، وحتى الآن ما زال التعليم الأساسي عندنا ، برافديه الابتدائي والتأهيلي ، لا تخل مصادره الأولية من أحد "المؤرخين والرواة القدامى " كالناصري في الاستقصاء لأخبار دول المغرب الأقصى ؛ والشريف الإدريسي في نزهة المشتاق في اختراق الآفاق ... هذا عدا أسماء ما زالت المصدر الأولي في كل بحث يروم تاريخ المغرب العام ، كالبكري وابن حزم وابن الخطيب وابن خلدون وعياض والمسعودي وابن عذارى . بيد أن الأساتذة والطلبة الباحثين ما زالت تعترضهم تحديات منهجية في فك طلاسم أكثر المخطوطات المغربية التي تزدان بها بعض الخزانات المغربية وعلى رأسها الخزانة الملكية /الحسنية بالرباط ..

 

لكن قد يصادف الباحث في تاريخ المغرب عناوين تاريخية حديثة ، بعضها مجهول النسب ، وبعضها الآخر لأسماء ظهرت في الآونة الأخيرة ، وإن كان تحقيقها العلمي لم يطالها حتى الآن ؛ نذكر من بينها : تاريخ المغرب والتأويلات الممكنة ؛ ماسينيسا أو بدايات التاريخ ؛ محمد بن عبد الكريم الخطابي من القبيلة إلى الوطن ؛ الإسلام والأمازيغ ؛ مفاخر البربر ؛ الأمازيغ عبر التاريخ ..

 

على أن هناك تيارا راديكاليا ؛ بدأ يحتد خطابه في الآونة الأخيرة ؛ ما فتئ ينادي بمغرب الأمازيغ ، "والمغرب أرض الأمازيغ" ، وما "العرب " إلا "دخلاء" على النسيج المغربي الأمازيغي الأصيل ...

 

كتابات تاريخ المغرب والمكتبات الأجنبية

 

هناك كنوز ونفائس تراثية ثاوية في مكتبات أجنبية ذات ارتباط وثيق بتاريخ المغرب ؛ عبر قرون خلت ؛ تحتفظ بها بعض المكتبات الوطنية في كل من مدريد والأوسكوريال خاصة ، وباريس ولندن ... في شكل مخطوطات ومجلدات وقطع أثرية وأدوات معدنية وطينية ، وكنانيش وسجلات ومذكرات .. لم ينفض عنها الغبار حتى اليوم ، ولا تم استنطاقها منذ أمد بعيد ؛ لوجودها مستغلقة عن الفهم من خلال اللغة التي كتبت بها وخطوطها التي خطت بها والرموز التي تحملها بعض حواشيها .

 

لكن أمكن للأستاذ المفكر المغربي عبد الله العروي ؛ من خلال كتابه مجمل تاريخ المغرب ؛ والذي تبنى فيه منهجية جديدة في استقراء الأحداث والوقائع التاريخية ، أن يغرف من هذه المصادر الفرنسية ، وينأى بالكتابة التاريخانية Historical عما درجت عليه العهود الأمبريالية والسلطانية ، حتى وإن كان في حلحلته للسياقات التاريخية ، يتوقف أحيانا عند "هذا المؤرخ " أو ذاك وقفة تحفظ على ما سرده ، وكثيرا ما كان يصف تأريخهم (المؤرخون المغاربة خاصة ) مجرد روايات وسرديات Narrative ، وفي آن أبقى على السؤال الجوهري : ما هي العوائق ؛ علمية كانت أو سياسية ؛ التي اعترضت الباحث المغربي في تحقيق أحداث تاريخية معينة ؟

 

طمس معالم التاريخ والتوظيف السياسي للدين

 

 

من المعلوم أن المغرب ؛ في تاريخه الحديث ؛ مر بعهد امبريالي تجاذبته قوتان استعماريتان ، فرنسا وإسبانيا ، ونذكر ـ على سبيل المثال ـ أن هذه الأخيرة ؛ وخلال جلائها عن مناطق بشمال المغرب ، الريف خاصة ، تركت وراءها مدارس ومعاهد ومصانع وتجهيزات .. ظلت ؛ عبر مدة الحماية ؛ تشكل معالم حضارية وعمرانية مشعة ، لكن ما إن حصل المغرب على "استقلاله" حتى امتدت إليها أيادي التخريب فعبثت بكل ممتلكاتها ، ويأتي إقليم الناظور ، وتحديدا ازغنغان وسلوان كمثال حي على ما آلت إليه مآثر "سيتولازا" من خراب ودمار ، لم تسلم منها حتى مدارسها ؛ قيل يومها بأن "المخزن" أمر بإتلاف كل شيء يمت بصلة إلى "النصارى أعداء الله" ، حتى ولو كان مجرد دفتر مدرسي أو كرسي أو أية معلمة ؛ تذكر الناس بعهد الحماية الإسبانية !! والمفارقة العجيبة أن مآثر المسلمين المغاربة في مدينة مليلية ما زالت شاهدة على كل ما تميزت به الحماية الإسبانية بالمغرب ؛ تشمل من بين مكوناتها ؛ اللوائح بالجنود الذين سقطوا في معركة أنوال وتفاصيل وقائعها أولا بأول ، بيد أن ميدان وقوعها بالمغرب لا يشير ؛ لا من قريب ولا من بعيد ؛ إلى هذه الوقعة التاريخية الفاصلة ، وليس هناك ثمة ما يؤرخ لها .


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات